متابعة :: ليلى المغربي .. تصوير :: طه كويري
شهدت مدينة شحات يوم السبت الماضي الموافق للأول من أكتوبر تجمع للمصورين الليبيين، إختاروها للقيام بمسيرهم السنوي للتصوير والإحتفال بالحدث العالمي الـ(فوتو واك).
مائة مصور ومصورة من مختلف المدن الليبية
وقد تميز حدث هذا العام بمشاركة واسعة من المصورين الليبيين من عدة مدن ومناطق من ليبيا حيث اجتمع ولأول مرة ما يقارب عن مائة مصور ومصورة من مدن ”طرابلس، بنغازي, غريان , ترهونة ، الخمس، الزاوية، صرمان، إجدابي، درنة , البيضاء و شحات وغيرها من مدن ليبيا ، وما ميزهذا الحدث أيضاً أنه ياتي وسط صراعات ونزاعات سياسية ومسلحة تجتاح البلاد، حمل هذا التجمع رسالة لكل الليبيين مفادها أن الصراعات في ليبيا لن تنال من وحدتها، وإصرار أبنائها على الحد من خطاب الكراهية الذي يساهم في تمزيق النسيج الإجتماعي، وحرصاً منهم للعمل على رأب هذا الصدع لتأكيد وحدة البلاد.
جاء هذا الحدث بمبادرة مجموعة من المصورين الفوتوغرافيين من مدينة طرابلس للإلتحاق بمسير مدينة شحات، حيث نظمته جمعية السلفيوم للتصوير الفوتغرافي بمدينة شحات، ورحبت بفكرة إنضمام المصورين من مدينة طرابلس والمنظمة الليبية للتصوير بمسير المصورين في المدينة التي تبعد حوالي 1300 كم شرقي العاصمة.
بعيداً عن النزاعات والصراعات السياسية
وفي هذا الصدد يقول المصور والصحفي طه كريوي (رئيس المنظمة الليبية للتصوير وعضو الأمانة العامة لإتحاد المصورين العرب) لصحيفة فسانيا “إختار عدد من المصورين من مدينة طرابلس أن يخرجوا عن المألوف بمبادرة تعد الأولى من نوعها، فقرروا أن ينتقلوا إلى مدينة شحات للإلتحاق بإخوانهم من مصوري المنطقة الشرقية، لتوطيد روابط الصداقة والأخوة بينهم بعيداً عن النزاعات والصراعات السياسية”
مضيفاً “جاء هذا اللقاء ليجمع بين الكثير من المصورين للمرة الأولى على أرض الواقع، فالكثير منهم تجمعهم صداقة وزمالة على صفحات الفيس بوك منذ عدة أعوام، العديد منهم كان ينتظر هذه اللحظة، التي يجتمعون فيها وجها لوجه”
تغطية كل معالم مدينة قورينا التاريخية الأثرية
علي الساعدي (رئيس جمعية السلفيوم للتصوير الفوتوغرافي ) صرح لصحيفة فسانيا قائلاً “نحن سعداء بأن تكون مدينتنا شحات مركزاً لتجمع المصورين الليبيين من كل ربوع ليبيا، ولهذا جعلنا الدعوة عامة لكل المصورين حين علمنا برغبة إخواننا من طرابلس في مشاركتنا المسير”
المصورة الليبية مبروكة المسماري من مدينة بنغازي قالت “بمجرد أن علمت بأنه سيكون هناك تجمع للمصورين من الشرق والغرب، ألغيت كل برامجي المعدة مسبقاً وأجلت أعمالي للحضور مع بعض الزملاء من بنغازي”
وعلى الرغم أن الحدث رسمياً يستمر لمدة يوم واحد إلا أن تجمع المصورين قبل الحدث بيوم وبعده بيوم منحهم الفرصة ليقوموا بتغطية كل معالم مدينة قورينا التاريخية الأثرية وعرض للفروسية التقليدية بمنطقة الصفصاف جنوب شرق شحات والمنطقة الأثرية بمدينة سوسة، كما تخلل الحدث جلسات نقاش وتعارف ومناقشة خطط مستقبلية لجمع المصورين الليبيين في أحداث محلية قادمة لكي تستمر رسالتهم بالصورة , لتعكس ترابطهم و محبتهم لبعضهم متشاركين في حب وطنهم و تطلعهم لمستقبل أفضل لكل الليبيين
منافسة لإبراز تفاصيل جمال المدن والبلدان
والجدير بالإشارة أنه جرت العادة أن يشارك المصورين الفوتوغرافيين المحترفين والهواة من جميع أنحاء العالم في مسير للتصوير الفوتوغرافي في أول يوم سبت من شهر أكتوبر يتجول كل منهم داخل مدينته ليلتقط صور جميلة يتنافس من خلالها مع زملائه المصورين في نفس المسير، ومن ثم تتنافس الصور الملتقطة الفائزة على صعيد المدن، وتتنافس الفائزة منها على مستوى الدولة وهكذا دواليك حتى تصل المنافسة النهائية على صعيد العالم بأكمله، هذه الفكرة أطلقها وعمل على نشرها المصور الأمريكي (سكوت كيلبي) وأطلق على مسيره هذا إسم “فوتو واك – Photowalk”، وقد إلتحق المصورين الليبيين منذ العام 2012 بركب المصورين في أنحاء العالم في هذا المسير، وهذه المنافسة التي تبرز تفاصيل جمال مدنهم وبلدانهم، وفي هذا العام نظم المسير في عدة مدن أخرى كطرابلس وبنغازي وغات وزليتن.