متابعة وتصوير :: نيفين الهوني
مشاركة مغاربية وعربية وزخم إبداعي ثقافي مميز
المستشرقة الأمريكية كونستين كولي الأستاذة في جامعة فيسار في نيويورك حول تأثيرات الصحراء على المخيلة والإبداع العربي إن الصحراء ليست بالضبط حيوات ( جمع حياة ) تزخر بأشياء تلهم المبدعين في العالم العربي ، بل هي مكان يجعل العرب يتأملون… ويذهب هذا التأمل إلى حدوده القصوى إلى حد البحث عن أجوبة كونية UNIVERSAL وفي خلال عملية البحث تتولد العملية الإبداعية.
إن جذور العرب تعود إلى هذا الاتساع المترامي أي الصحراء ، وهم يمزجون في غالب الأحيان بين الماضي والحاضر والمدهش أنهم يبحثون أيضاً في المستقبل ، لذلك ستبقى الصحراء أي المكان واللامكان حاضرة باستمرار في الكتابة العربية وفي الإبداع العربي وخاصة المسرح ومن هذا المنطلق كانت عديد المهرجانات المسرحية الصحراوية ملتقى مبدعي أبو الفنون ومتذوقيه ودارسيه وباحثيه وحتى متأمليه وعلى رأس هذه المهرجانات مهرجان دوز للفن الرابع والذي تنظمه وتشرف عليه فرقة بلدية دوز للتمثيل ويسجل هذا العام في سجل الزمن دورته الحادية عشر بمشاركة مغاربية وعربية وبزخم إبداعي ثقافي مميز أضفت عليه الصحراء من تلاوين رمالها ونكهة تمورها وزيتونها مذاقا خاصا وحميميا تلمسناه واستطعمت أرواحنا لذته فرقصت نشوة وغفت مكتفية .
افتتاح كرنفالي وتكريم وتقدير للفنانين العرب
افتتح المهرجان بعرس فرجوي ضم ماجورات تونس وألعاب بهلوانية بالإضافة إلى الدمى والعرائس الكبيرة مع فرق الفنون الشعبية وعروض الفروسية بحضور الإخوة وليد القويني والي قبلّي، والأخ معتمد دوز وأيضا ضيوف المهرجان من الشخصيات العامة والفنانين والمهتمين والمتذوقين للفن الرابع وقد كان حفل الافتتاح في ساحة سوق الصناعات التقليدية وقدم شباب فرقة بلدية دوز للتمثيل لوحات مسرحية وقد كرم المهرجان الذي حملت هذه الدورة فيه اسم الفقيد إبراهيم بن عمر، العديد من الوجوه المسرحية مثل الفنانة ” منى نور الدين ” ، الدكتور” محمد العوني “ ، الأستاذ ” أنور الشعافي” والأستاذ ” سالم هلول” من تونس ، و ” عبد الرزاق بوكبة ” والدكتور ” إبراهيم نوال” من الجزائر، أما من ليبيا فكرم المخرج شرح البال عبدالهادي ومن المغرب الشقيق الفنان المسرحي “محمد الزيات “
العروض المسرحية المشاركة من المغرب العربي
وضم المهرجان عروضا عربية وتونسية وهي: *مسرحية ” بكاء الموناليزا” للمسرح الحر البيضاء من ليبيا
مسرحية ” الحكرة” المشهد المسرحي القنيطرة من المغرب مسرحية ” أطياف ورقيا” من إنتاج جمعية مسرح الشباب والطفل من سيدي لحسن ، سيدي بلعباس – الجزائر العروض المسرحية المشاركة من تونس عرض ” أو لا تكون ” لمركز الفنون الدرامية بمدنين عرض ” هوية” لمسرح الصم دوز هي من تأليف وإخراج مكرم السنهوري عرض ” فداوي في القهاوي لكمال بوزيد” لمركز الفنون الدرامية قفصة عرض ” شير شان ” من إخراج منصور الصغير لفرقة بلدية دوز للتمثيل عرض “برزخ ” جمعية مدى للمسرح بتطاوين
زينة الحياة الدنيا أمل ومستقبل
قد كان للطفل نصيب الأسد حيث انتظمت سلسلة من العروض المسرحية للأطفال منها «مدينة الأحلام» لجمعية مسرح إبراهيم الأكودي و«تراب الغاب» لمركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف و«قصر الموسيقى» لأصوات الإنتاج بصفاقس .كما توزعت عروض المهرجان في كامل ولاية قبلّي وفي المدارس الابتدائية فدور الثقافة في الفوّار وقبلّي وسوق الأحد مع عروض مسرحية في إطار البرنامج الوطني لوزارة الشؤون الثقافية ثقافة ضد الإرهاب أما المدارس الابتدائية والمقاهي فاحتضنت عروض الحكواتي من تنشيط ” بلقاسم بلحاج علي” و” صالح الصويعي المرزوقي” صاحب كتاب أثر من ذاكرة الحكاية وهو كتاب يضم عديد الحكايات وجاء التنشيط بمدرسة عليسه بدوز ، مدرسة دوز الكبرى ، مدرسة العوينة 1 دوز ، ومدرسة ابن عرفة دوز .
من هو إبراهيم بن عمر؟
المرحوم ” إبراهيم بن عمر” ، ولد سنة 1958 ، له أعمال مسرحية مميزة في حقل الكتابة منها ” رجوع الغائب” لفرقة دوز عام 1989 ،«خلي عزاها قيره» 1993 ، «عود رمان» 1994، البرزار 1995 قارانتي سنة 1998 ، حس القطا 2009 التي حصدت عديد الجوائز ، كما أنه كتب للمسرح الوطني الجزائري «شهرزاد لالة النسا» ولفرقة حمام سوسة «جوانح المحبة» ولفرقة فن الضفتين «طواسين» و«زريعة إبليس» لمسرح المدينة .س
المخيم العربي للتربصات المسرحية واقع وآفاق
ضمن البرنامج العام للمهرجان كان حلم إدارته أن يضم ورش عمل تدريبية مفيدة لكل المهتمين بالفن الرابع لذا افتتح المخيم العربي للتربصات المسرحية تزامنا مع العروض المشاركة وضم ورشتين تدريبيتين أولهما خاصة بالسينوغرافيا وأشرف عليها السينوغرافي” حمزة جاب الله ” من الجزائر وقد ضمّت مجموعة الأطفال
حيث أن ” السينوغرافيا هي فن تنسيق الفضاء ، والتحكم في شكله بغرض تحقيق أهداف العرض المسرحي فقد ركز المدرب على أهميتها ودورها في المسرح وذلك لأن أي عرض مسرحي يظل ناقصا ما لم يهيئ له ما يحتاجه من عناصر جمالية تساهم في بنائه، كالخطوط والألوان والأشكال التي تضفي الراحة والجمال، وتحقق متعة المشاهد، ويكمن ذلك في الجانب السينوغرافي من عناصر العرض المسرحي، لأنها تشكل الصور المرئية كالألوان والأشكال المكونة للفضاء من ديكور وملابس وإضاءة. ولقد كانت ورشة ناجحة تم تكريم الأطفال البارزين فيها بعد إتمامها .
أما الورشة الثانية فقد كانت بخصوص الكتابة المسرحية الحديثة التي تعتمد على عدّة عناصر يجب توفّرها في الكاتب أولاً قبل الشروع في كتابة النص المسرحيّ وإخراجه بصورة نهائية سواء للقرّاء أو وضعه في حيّز التنفيذ ،وقد شرح المدربين بوكثير دومة “ و” عبد الناصر عبد الدايم تفاصيل الكتابة المسرحية والتي تمثل العناصر الخاصة بالكاتب وهي : الموهبة: وهي فطرية تتمثل في قدرة الكاتب على رؤية الواقع وتحليله بشكل عميق وإدراك المشاكل التي عليه طرحها للجمهور وكيفية مناقشتها بأسلوب واعٍ يصل لأكبر قدر من القرّاء أو المشاهدين و حبّ المسرح: لأنّ الكتابة المسرحية تختلف عن غيرها من الكتابات الأدبية من حيث معرفة دقائق وتفاصيل العروض وما الذي يمنحها الجودة من عدمها. والتمرين والتطوير: يجب على الكاتب معرفة قواعد اللغة التي يكتب بها وإدراك دلالات الكلمات التي يكتبها، كذلك شرحَا بحضور لفيف من المهتمين والباحثين والدارسين في علم المسرح ما عليهم أن يكتبوه كثيراً لتطوير مهارات اللغة والمزج بين العاميّة والفُصحى في الجمل الحوارية التي تعتمد عليها الكتابة المسرحيّة. فالكتابات المسرحية التي تعتبر أمهات النصوص المسرحيّة هي التي كتبت على يد كلّ من شكسبير في بريطانيا، وجوتة في ألمانيا، لذا تعدّ الكتابة المسرحيّة الحديثة أوروبيّة بامتياز، ومع ذلك فإنّ كثير المبدعين العرب رغم إسهاماتهم المسرحيّة الكبيرة إلا أن المشهور في العالم حتى وقتنا هذا الكتابة الأوروبية بالقواعد التي وضعها نقاد الغرب.
ولقد حققت الورشتيْن وفق الإمكانيات المتاحة ما حلمت به إدارة المهرجان حين وضعت ضمن برنامجها التدريبي هذه الورشات.
ماذا قال الضيوف؟
المخرج الليبي أكرم عبدالسميع / مدير فرقة المسرح الحر
المهرجان العربي للفنّ الرابع بدوز في دورته الحادية عشر مهرجان عربي ازدان بحضور ليبيا و الجزائر و المغرب و مصر وعديد المشاركين العرب غصت قاعاته التي توزعت على دار الثقافة و دار المسرح و الفنون بجماهير كبيرة لها من الرغبة الفنية الراقية في تتبع كل العروض المشاركة و المهرجان في دورته هذه يؤكد أهمية الفن الرابع في تونس و كل الوطن العربي الذي نتمنى له السلام و المحبة و لكلّ مبدعيه الفنانين مشاركتنا بفرقة المسرح الحر في المهرجان بمسرحية صامته بطلتها امرأة تجاوزت العقد الرابع من العمر يحاصرها الزمن وقد جسدنا هذه المحاصرة في عقارب الساعة الكبيرة وصوت دقاتها العالي ويكمن الصراع الدائم في العرض بين المرايا المنتشرة في أرجاء المكان وما بين ذاكرتها التي تنزف بلا توقف وهي تحاول جاهدة بين الحين والآخر إيقاف هذه الساعة التي باستمرار تحرك عقاربها يقضي على مساحات الجمال لديها ويستمر الصراع حتى يحاصرها الزمن في إطار لوحة الموناليزا والعمل ميلودراما نسائية يعتمد على الأداء الحركي والموسيقي والمؤثرات السمعية والبصرية,
السينوغراف حمزة جاب الله / مؤطر ورشة السنوغرافيا
بالنسبة لانطباعي الخاص عن فعاليات المهرجان فهي المشاركة الأولى لي وأنا سعيد جدا بالدعوة الموجهة إليّ من طرف الهيئة المنظمة للمهرجان وخاصة أن الدعوة وجهة لي بصفتي سينوغراف مؤطر للورشة التي أعتبرها مهمة جداً بالنسبة لمشواري الاحترافي حيث أكون من خلال هذه الورش و التربصات أنا هو المتربص الأول فبقدر تقديم تجربتي البسيطة للمتربصين بقدر ما ألتمس الجديد وأكسب من تجربة التواصل مع الآخرين ، أكيد أنه لا زالت تجربة التظاهرات الثقافية والفنية في العالم العربي ترسم بطريقة عشوائية بعيداً عن الدراسات والاستراتيجيات التي من شأنها أن تحدد حاجيات و متطلبات المجتمع للفعل الثقافي الذي من شأنه أن يعطي إضافة ثقافية واجتماعية واقتصادية تعمل على تطويره وترقيته ولكن تجربة المهرجانات لابد منها على الأقل من ناحية التواصل والتبادل الثقافي والفكري والفنّي عند التقاء التجارب من مختلف البلدان وتلاقحها وهذا أكيد سيؤدي إلى خلق صورة مميزة للمسرح العربي.
المخرج الليبي شرح البال عبدالهادي / مخرج العمل المشارك .
دعيت للمشاركة في مهرجان دوز للفن الرابع في دورته 11 كمكرم ضمن فعاليات المهرجان وأيضا لتقديم عمل مسرحي وهذه ليست مشاركتي الأولى، فقد سبق أن شاركت في دورات سابقة وأشارك الآن بعمل بكاء الموناليزا مليودراما العنوان الأصلي ..الموناليزا ليست جميلة في العيون للكاتب العراقي …ذوالفقار خضر.. والفرقة التي أشارك بها المسرح الحر البيضاء ليبيا العمل من بطولة رندا عبداللطيف وسنوغرافيا أكرم عبدالسميع ومسرحية بكاء الموناليزا . والعمل مسرحيته منسوجة من مجموعة شفرات يمكن نقلها والتعبير عنها بطرق متعددة كالانتقال الذي لا يعتمد على نص بالمعنى المألوف للمصطلح وإنما على تصميم نص قائم على مجموعة من الصور المتلاحقة والحركات والإيماءات , والمتفرج مدعوّ إلى ترجمة هذه الصور والحركات والإيماءات وتحويلها إلى لغة طبيعية ، و أشكر إدارة المهرجان على حسن استقبالها وتذليل العقبات لنا للوصول إلى هنا والمشاركة والشكر الموصول للأستاذ منصور الصغير على مثل هذا المهرجان الثقافي في دوز للتعريف بالمدينة ولعرض الزخم الثقافي والفني بها للدول العربية المشاركة كل دورة .
الفنانة رندا عبداللطيف / بطلة عرض بكاء الموناليزا
أنا بطلة العرض المشارك من ليبيا الحمد لله العرض نال استحسان الحضور والمشاركين أيضا فالمسرح في ليبيا قادر ولازال يقدر وسيستمر بإذن الله في تقديم ما يشد الانتباه ويلفت أنظار الدول العربية إلى ما يحتويه من زخم إبداعي صقلته تجربة فاقت ال100 عام وعقد من الزمن فقد أثبت التاريخ منذ البدايات أن المسرح لا ينهض ويزدهر إلاّ عندما يمر المجتمع بمنعطف حاسم في تطوره، يوطد أركانه وطنياً واجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، ممّا يتيح للحركة الثقافية أن تنفتح، ومنها المسرح وليبيا منذ أكثر من 100 عام مسرح، ومرورها بكل ذلك المخاض الثقافي والسياسي بالتأكيد لديها ما تقدمه للتجارب المسرحية العربية نصا وإخراجا وتمثيلا والمهرجان والحمد لله كان ناجحا وبرنامجه ممتلئ بالجديد والمدهش والمفيد استمتعت جدا كممثلة وكضيفة وأتمنى أن أعيد التجربة مرة أخرى ..أحب أن أوجه شكري لإدارة المهرجان على ما تكبدته من صعوبات حتى يخرج بهكذا مستوى وخاصة مديره الأستاذ منصور الصغير.
الفنانة ماجدة زبيطة / بطلة العرض المغربي الحكرة
مشاركتي ضمن عرض الحكرة مونودراما عن دولة المغرب الحمد لله نال إعجاب الحضور، ولم أكن متوقعة هذا النجاح للعرض لكن أنا دائما متفائلة بالجمهور المغاربي و بحبه للمسرح، كذلك الفرق المشاركة من الجزائر و ليبيا و تونس والتي تابعت العرض أثنت عليه وهذا ما زاد سروري فالمخرج حدّد أبعاد كل شخصية في المسرحية، بالإضافة إلى طريقة تعاملها مع الأحداث ودورها في العمل المسرحي، وقد أوصل الشخصية إلى الذروة ثم وصل إلى النهاية، كما أنّ نص الكاتبة كان قويا والحمد لله لذا كان في توليفتنا المسرحية بين نص الكاتبة بيعة الراضي والإخراج، عنصر الإثارة والتشويق في العرض ،مما شدّ المشاهد لمتابعة المسرحية وفي النهاية الإعجاب بها، الآن سأرجع للمغرب لأبدأ مشروع مسرحية أخرى مونودراما.س
الروائي عبدالرزاق بوكبة / إعلامي وصحافي
ولأن المهرجانات ظاهرة فنية مركبة لا تتحقق إلاّ في عمل جماعي تتظافر فيه جهود مجموعة من المهتمين والمبدعين المنسجمين أو المتقاربين في توجهاتهم الفنية والفكرية، ولأنه لا يتخلق إلاّ من خلال إرادة وعزيمة لا تتوفران في أيّ كان قبل أن يتلقى بالجمهور الذي هو الطرف الآخر في هذه المعادلة الثنائية كان انطلاقها حدثاً مهماً واستمرارها معجزة إنسانية بحتة ومهرجان دوز للفن الرابع الذي يسجل عامه الحادي عشر معنا الآن هو تطبيقٌ لهذه النظرية التي تؤكد على أن سير العمل الإبداعي في سياق متناغم متسلسل بشكل جماعي يعطي طابعا خصوصيا وحميميا للإيقاع داخل العمل .
الشكر الموصول لإدارة المهرجان على حسن تنظيمه وإصرارهم على مواصلة إصداره بهذا الشكل والمستوى. دعيت له كمكرم وسعيد أنا بهذا التكريم وخاصة وأنه من بلد عربي مغربي شقيق أتمنى للمهرجان التوفيق وأن يبقى أيقونة نابضة بلم الشمل ولملمة المبدعين والمحبين لهذا الفن من فنون الإبداع.
تاريخ المهرجان من المطوية :
مهرجان دوز العربي للفن الرابع أسسته فرقة بلدية دوز للتمثيل سنة 2006، وانطلق كمهرجان وطني، ومنذ دورته الثامنة سنة 2013 أضحى مهرجانا عربيا، ويأمل منظمو المهرجان أن تتوسع المشاركات العربية لتشمل دول الخليج العربي والشرق الأوسط قريبا .
المخرج والممثل منصور الصغير /مدير مهرجان دوز للفن الرابع
الحمد لله ولأننا تعودنا على سماع صدى الدورات السابقة في الشارع التوزري هنا فالشارع الآن يعتبر هذه الدورة للمهرجان من أفضل الدورات على الأقل تنظيميا فقد تعلمنا من أخطائنا لذا خرجت هذه الدورة أقل أخطاءً وأكثر قيمة فنية وهذا بشهادة الضيوف أيضا حتى أن بعض العروض التي اعتذرت في اللحظة الأخيرة لم تسبب لنا ارتباكا أو إحباطا حيث أننا تعودنا دوما على وضع خطة بديلة أو عروض احتياطية لتعوض في حال حدث أي طارئ حتى أن عديد المواطنين لم يلاحظوا أي انسحاب في الجدول الخاص بالعروض وبخصوص جدوى هذه المهرجانات والإصرار على إقامتها نعم يجب أن تستمر هذه المهرجانات وبجب المقاومة والقتال من أجل استمرارية هذه المهرجانات لأنه في مثل هذه الظروف التي يمر بها الوطن العربي نصبح أكثر إلحاحا لأن تقام مثل هذه المهرجانات لأنها لو ألغيت سيكون هناك انتشار للجانب الآخر الجانب الظلامي والمتشدد لذا من الضروري إقامة المهرجانات رغم الظروف الموجودة بالشكل المتاح حتى نعيش .أما الورش المقامة ضمن المهرجان والتي أسميناها المخيم العربي للتربصات المسرحية إنني أرى أنها إلى حد ما حققت نجاحا فمن حضر التربص أكد أنه استفاد جدا منها وهذا هو المعيار الحقيقي لقياس نجاح الورش .
العروض في المهرجان كانت من المفروض أن تكون 7 عروض من الدول العربية عرضين من كل دولة و4 من تونس ولكن للظروف السابقة وقعت انسحابات أدت إلى أن تكون العروض العربية 3 و من حظنا أنه انسحب عرض من كل دولة فبقي عرض واحد والعروض التونسية 5 عروض بواقع عرضين في كل يوم بالإضافة إلى عرض الافتتاح والحمد لله العروض كانت في المستوى الفني والقيمي المطلوب لذا أصبح لدينا طموح أن يكون المهرجان في الدورات القادمة على 4 أوجه وأن يضم العمل الجماعي والمونودرام الممثل الواحد والحكواتي من كل الدول المشاركة ويدخل القرى والشوارع والأحياء .والحمد لله أن المهرجان في تقدم في كل دورة فهناك اختلاف عن أول دورة عندما انطلقنا به فقد كان محليا وبعد عدة دورات كنا قد برمجنا أن يصبح عربيا والآن بدأنا في نقله من المسارح إلى المدارس ونسعى إلى انتقاله إلى الأحياء والمناطق السكنية وهذه السنة بدأنا بعروض الحكواتي الراوي أو ما نسميه هنا الفداوي في القهاوي وكذلك عروض الحكواتي في المدارس وعروض الأطفال في المسارح وهذا كله موازٍ للعروض الأصلية للكبار نحن الآن في الدورة 11 إن شاء الله نصل الدورة 15 وقد حققنا الأهداف التي رسمناها منذ بدأنا وأخيرا أحب أن أوجه كلماتي للحضور للضيوف لأبناء دوز وأقول شكرا لأبناء دوز الذين قاموا بواجبهم وأكثر مع ضيوفنا وشرفونا أمامهم وشكرا لضيوفنا الذين قدموا أعمالا جعلت الجمهور يواصل احترامه للهيئة المديرة للمهرجان شكرا لكل من ساهم في تنظيم هذه الدورة التي حققت نسبة مئوية محترمة من النجاح وإن شاء الله يوفقنا الله في استمرار هذا المهرجان في ظروف أفضل ويارب أن يكون الوطن العربي وخاصة الدول المغاربية تعود مثلما كانت بلدا عربيا واحدا على قلب واحد ويد واحدة.