فاطمة عبدالله
عندما نتكلم عن الغذاء يبادر في ذهننا تلقائيا نحو الطعام وأصنافه الخاص بجوع الأبدان
بينما هناك غذاء نحتاجه بشدة .. قد نغفل عنه وهو غذاء العقول .. فالعقول تجوع وله
من الغذاء أصناف وأصناف .. مما تزيده نماء وقوة و اتساع لمداركه ..
فالقراءة ..غذاء العقول
قال الشاعر :
علومًا وآدابًا كعقل مؤيد *** وخيرُ جليسِ المرءِ كتبٌ تفيده
وفي الآية التي تصدرت الموضوع ما يغني عن كل مقال في أهمية القراءة
فأول ما خاطب جبريل عليه السلام نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. خاطبه
بكلمة ” اقْرَأْ ” مما يبعث في القلوب أننا أمة اقرأ ..
قصة ..
بعث أحمد بن محمد بن سجار غلامه إلى أبي عبدالله الأعرابي صاحب الغريب
يسأله المجيء إليه، فقال :عنده قوم من الأعراب فإذا قضى أربهم معهم أتى، ولم ير
الغلام عنده أحداً إلا أن بين يديه كتباً ينظر فيها ثم جاء، فقال له أبو أيوب: سبحان
الله العظيم تخلفت عنا وحرمتنا الأنس بك وقد قال لي الغلام: إنه ما رأى عندك أحداً،
وقلت أنت: معك قوم من الأعراب فإذا قضيت أربي معهم أتيت فقال له الأعرابي:
لنا جلساء ما نمل حديـــثهــم *** ألـباء مأمومون غيباً ومشهداً
يفيدوننا من علمهم علم مـا مضى *** وعقلاً وتأديباً ورأياً مســدداً
فلا فتنة تخشى ولا سوء عشــرة *** ولا نتقي منهم لساناً ولا يـداً
فإن قلت أموات فما أنت كـــاذب *** وإن قلت أحياء فلست مفنـداً
القراءة سبيل التقدم والتطور والرقي .. والكتاب هو الجليس المصاحب
والصديق المؤنس …
قال المتنبي :
أعز مكانٍ في الدنى سرج سابحٍ *** وخير جليسٍ في الزمان كتابُ