خاص فسانيا :: متابعة وتصوير نيفين الهوني
اختتم الايام القليلة الماضية مهرجان دوز السياحي الصحراوي بحضور الاخت وزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية سلمى اللومي والذي انطلق قبل البداية الفعلية بأيام.
ارهاصات وفعاليات قبل الافتتاح
اليوم الأوّل من الاحتفال بمئوية شيخ الأدباء مَحمد المرزوقي والتي اقيمت بدار الثقافة محمد المرزوقي وهي ندوة علمية عن ادبه وانتاجه وقراءات في مطبوعاته ومعرض صور ومعرض مؤلفات الفقيد ثم المرزوقي في عيون الطفولة وهو عرض الحكواتي بلقاسم بالحاج علي حول سيرة محمّد المرزوقي.
على اثرها انطلقت الندوة الوطنية التربوية للجمعية الوطنية للجودة في التربية بالتعاون مع المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقبلي وبالشراكة مع المهرجان الدولي للصحراء بدوز.
اما في اليوم الثاني من الاحتفال بالمئوية وبدار الثقافة محمد المرزوقي: استمرت فاعليات الندوة العلمية وكذلك معرض الصور ومعرض مؤلفات الفقيد وانطلقت ايضا مسابقات حفظ موجهة للأطفال مع استمرار عرض الحكواتي بلقاسم بالحاج علي حول سيرة محمّد المرزوقي و بالمدرسة الكبرى بدوز فانطلقت المعارض المختلفة (معارض ثقافيّة متنوّعة من تونس والخارج) مع انطلاق فاعليات ندوة علمية حول التنمية والاستثمار بالشراكة مع جمعية البديل الثقافي.
من هنا كانت البداية الفعلية
الانطلاق الفعلي فقد كان بعد ثلاثة أيام من فعاليات الهامش حيث افتتحت الدورة 49 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز بحضور السيد وزير السياحة التونسية ولفيف من الضيوف من الدول العربية المشاركة من ليبيا والجزائر والاردن ومصر والسعودية مع مواكبة اعلامية عالمية من دول عربية و اوروبية مختلفة وذلك إنطلاقا من ساحة الشهداء بدوز بفرق الفنون الشعبيّة وعرض الماجورات وعروض المهاري والخيل بالاضافة الى عروض الفرق الأجنبيّة المشاركة من الاردن وليبيا ومصر الجزائر ثم انطلق ضمن المهرجان الملتقى الوطني حول “التواصل مع الشخص الأصمّ” بالشراكة مع الجمعية الوطنية للصمّ .بـدار الشباب إبراهيم بن عمر دوز وحملة في السلامة المرورية من تنظيم نادي السلامة المرورية بدار الشباب وقد ضمت المعارض الثقافيّة المتنوّعة بمشاركة دولا غير تونس معرضا للكتاب ومعرض المرزوقي ومعرض أرشيف المهرجان ومعرض كتب الأدب الشعبي المعرض التراثي الليبي لمدينة هون المجاهدة والمعرض التراثي الجزائري و معرض الأعشاب الطبية ومعرض أنواع التّمور بنفزاوة و معرض الأكلات الشعبيّة التراثيّة و معرض الطيور المستقرّة والمهاجرة و معرض الفنّ التشكيلي ومعرض القصة الومضة للكاتب الليبي علي العكشي بالاضافة الى عروض الازياء الشعبية لمختلف المدن التونسية والدول المشاركة و معرض إبداعات ذوي الاحتياجات الخاصّة اما العروض الموازية بالمسلك الرياضي طريق دوز- الفوار فكانت السباق الوطني للدراجات الهوائيّة : أكابر وأواسط وأداني بالشراكة مع “جمعية فجر الصحراء للدراجات العادية بدوز” والجامعة التونسية للدراجات والمندوبية الجهوية الشباب والرياضة بقبلي والمندوبية الجهوية للتربية بقبلي
ساحة احنيش تاريخ وموروث
في ساحة احنيش وهي ساحة صحراوية تستخدم لكافة العروض الصحراوية رفع العلم الوطني ثم استعراض فوج الكشافة ثم استعراض الفرق المشاركة وعلى اثره الاستعراض التقليدي الكبير الذي استمر كل ايام المهرجان لكلّ المظاهر التراثية والحياة البدوية: لوحات حيّة من الحياة الصحراوية ( المرحول / القافلة / الدولاب / الصيد بالسلوقي / سباق المهاري / عراك الفحول/ عرض ترويض الزواحف /العرس التقليدي / الكتّاب / العودة من الحجّ / الشبراشة / النخّان / الميّازي / الغورة والصّلح / لعبة المعقاف / بالإضافة إلى عرس البِلّْ ( أكبر تجمّع لقطعان الإبل الألعاب الشعبية / الورّادة / التهيليم / الجزّ / عراك الأكباش / الصّيد بالسلوقي / الحصّادة / سباقات متنوعة للخيول حسب النوعية ( سباق الحواجز / المداوري / الملهاد / استعراض أعقاد الخيل ومسابقة أجمل جواد / استعراض فرجوي للخيول البلجيكيّة.) بالشراكة والتنسيق مع جمعيّات الخيل بدوز. )
بيض الزمايل عرض المهرجان المميز
أهم العروض في المهرجان كان العرض الفرجوي الملحمي الضّخم بعنوان : “بيض الزّمايل” من تأثيث فرقة بلدية دوز للتمثيل واخراج الفنان والمخرج المسرحي الكبير منصور الصغير ونص الاخ يونس بنعمر والاخ ايوب لاسود اما الموسيقى فكانت للموسيقي د. رضا بنمنصور وعرض هذا العام أستلهم مشاهده ولوحاته من سيرة المرازيق وكفاحهم من أجل الحياة، كما رافقه عرض موسيقي مستوحى من موروث المنطقة الزاخر بالإبداع
ساحة السوق ملتقى الفنون ولمة الاحباب
هي ساحة كبيرة نسبيا وهي ساحة للسوق التقليدي وهي توأم المهرجان اذ تم تأسيسهما في نفس السنة سنة 1910 . وسبق للسوق التقليدية شهد عدة عروض ناجحة في الدورات السابقة مثل سهرة محمد حسن سنة 2005،. اما في هذه الدورة كان زوارها على موعد مع مسابقة أجمل مهري ومداخلات للفرق الأجنبيّة والفرق الشعبيّة و تظاهرة “لننسَ الاختلاف و نتشاركْ معا فرحة المهرجان” من تنظيم الجمعية العامة للقاصرين عن الحركة العضوية بدوز وعرض ترويض الزواحف والخيمة التعريفية بفلسطين والقضيّة الفلسطينيّة ونشاط نادي اقرأ بدار الشباب إبراهيم بن عمر دوز ”خيمة المطالعة ويوم الطفولة حيث عروض لمؤسّسات الطفولة بولاية قبلي و رياض الأطفال جمعيّة الألعاب الفردية بدوز بالشراكة مع المندوبية الجهوية للمرأة والأسرة و الطفولة بقلبي بالاضافة الأماسي الفنية على مدى أيام المهرجان لكل من الفنان الشاب صاليح والفنان الشعبي الليبي عصام العبيردي والفنان التونسي المشهور الهادي دنيا والفنان الشاب الفنان أكرم ماق.
غياب الشرق والغرب وحضور مميز للجنوب الليبي
اولى المشاركات كانت من مجموعة فزان للتراث الليبي من مدينة سبها حيث كانت الفرقة المصاحبة لهذه المجموعة من الفرق المشاركة في المهرجان والمؤثثة لكافة عروضه في ساحة احنيش وساحة السوق وقد قامت الفرقة بتقديم الرقصات والالحان والموسيقى الليبية الاصيلة من الجنوب الليبي الحبيب
وأيضا جناح زهرة عمر الخير تحت شعار معرض التراث الاصيل بهون (معرضي مدينتي هويتي ) للأزياء والمقتنيات الشعبية والمعروضات من ملبوسات واكلات وازياء شعبية تلبس كل منها في مناسبة ما للكبار والصغار والحلي الهوني والمشغولات اليدوية والصناعات التقليدية التي تصنعها المرأة هناك وكتب ومطويات مع الشرح الوافي لمشرفتي الجناح فاطمة حويل وناجية خضور اما جناح التمور فقد كان تحت اشراف المنظمة الليبية للسياحة والتطوير السياحي فرع الجفرة تحت اشراف الاستاذة خديجة عثمان بالاضافة الى مشاركة فرع بنت بية وفرع اوباري حيث ضم جميع منتجات النخلة من تمور وسعفيات بالاضافة الى الملابس التقليدية للمناطق الجنوبية والتي تميزت بحليها وتناسق الوانها وكثرة زخارفها التي لفتت انتباه الزوار والضيوف من الدول العربية والاجنبية على حد سواء و جناح القصة الومضة للكاتب والمصور علي العكشي والذي ضمت لوحاته العديد من حكايا الومضة التي تختزل الحب والجمال والوطن وكل ما يعترينا في كلمات معدودة وصورة بليغة بالاضافة الى مشاركة الجنوب في الالعاب الشعبية .
عكاظيات شعرية شعبية عربية
قال الشاعر الليبي يعقوب الزوي في مهرجان دوز
ازكى التحايا ع الهواء ننقلها من ليبيا للحاضرين عموم
من الكفرة اللي شامخة شموخ جبلها لعند راس اجدير للسلوم
لتونس بما لمت ودوز وهلها واصحاب المعاني الحاضرين اليوم
حيث افتتح مشاركته التي استمرت على مدى أيام المهرجان بدار الثقافة محمد المرزوقي بدوز في العكاظية الشعريّة و المعارض الثقافيّة بمشاركة العديد من الشعراء من دوز وكامل تراب تونس ليبيا والاردن والسعودية وفلسطين وقد تحصل الشاعر الاردني المعايطة واختتمت العكاظية بفضاء المنتزه البلدي طريق مطماطة بسهرة السامور وقد ضمت شعر الموقف وغناء الموقف وقد اثثها العديد من الشعراء مثل الشاعر بندر العتيبي ومعاوية الصويعي وايوب المرزوقي وصهيب المعايطة محمد الصويعي يعقوب الزوى مولود ابو سله محمد الغزال جابر المطيري محمد بوكراع البشير عبدالعظيم الناصر بن عون الحافظ جابر المنصف بن خالد الطاهر نبيخة وغيرهم والمغني عبدالله بوشيحة
وختامه تصريح لابد منه
وفي تصريح لمدير المهرجان عبر وسائل الاعلام الشريف بن محمد قال : تضمنت برمجة المهرجان العديد من الفاعليات من معارض متنوّعة من تونس والخارج مثل معرض الأديب محمد المرزوقي، ومعرض أرشيف المهرجان، ومعرض كتب الأدب الشعبي، ومعرض التراث الليبي والجزائري، ومعرض الفن التشكيلي، ومعرض للأكلات الشعبية التقليدية ومعرض إبداعات ذوي الاحتياجات الخاصة كما أكد السيد الشريف على ان المهرجان يحتفي المهرجان في دورته الحالية بمئوية الأديب والشاعر محمد المرزوقي، من مواليد “دوز” (1916 – 1981) بعقد ندوة فكرية حول سيرته وشعره بحضور أدباء وشعراء ورجال فكر. وأنه يقدم المهرجان لجمهوره أنشطة عديدة تحاكي الصحراء والحياة البدوية لسكانها، علاوة على تنظيم سباق للخيل، ومسابقة الصيد بكلاب السلوقي والأعراس التقليدية و لقد سعينا الي البحث عن التعاون المشترك مع عدة مهرجانات مماثلة اذ أبرمنا عدة شراكات مع مهرجانات شقيقة وصديقة، وفي ختام تصريحه نوه السيد مدير المهرجان على سعي المهرجان للانفتاح على الجوار الثقافي مثل مهرجان الخريف في مدينة هون بليبيا ومهرجان وادي سوف بالجزائر.