كيف توازن المرأة العاملة بين مهامها الوظيفية و واجبات المنزل في الشهر الفضيل؟

كيف توازن المرأة العاملة بين مهامها الوظيفية و واجبات المنزل في الشهر الفضيل؟

فسانيا / زهرة موسى

 لا شك أن العمل في شهر رمضان المبارك لا يضاهي أي وقت آخر من العام ، خاصة على المرأة ، التي  ستزيد مهامها وواجباتها المنزلية و العائلية بحيث ستعمل لساعات أكبر في المطبخ لتجهيز المائدة ، إضافة إلى واجباتها الدينية و العبادات التي  لابد أن تضعها ضمن أولوياتها ، وكذلك متابعة و تدريس الأطفال ، إضافة إلى المهام الوظيفية التي قد تدفعها إلى العودة إلى المنزل في وقت متأخر ، فلهذا سنتعرف خلال هذا التقرير على الآليات التي تتبعها  السيدات العاملات لتوازن بين كل هذه المهام في آن واحد؟

قالت ” مريم علي موظفة ” العمل في نهار رمضان ليس بالأمر السهل ، و لكن الأمر يحتاج إلى القدرة على تقسيم و تنظيم الوقت حتى  نستطيع إنجاز كل ما علينا من واجبات منزلية و عملية و أيضا دينية ، شعرت بضيق الوقت هذا العام فالشهر الكريم أتى في نهاية الشتاء و لا يزال النهار قصيرا بعض الشيء فلهذا بالكاد أستطيع إنجاز مهامي .

أضافت ” أعود من العمل عند الواحدة و النصف ، و أبدأ بعدها بتفقد المنزل و البدء في التجهيز لوجبة الإفطار الذي سيأخذ ما يقارب 4 ساعات ، و من ثم أحاول في الساعة الأخيرة الجلوس لقراءة القرآن ، و بعد الإفطار أعود لغسل الأواني و ترتيب المنزل ، و من ثم مراجعة الدروس مع أطفالي ، وبعدها أتفرغ لقضاء بعض العبادات ، و قد أنام قليلا و أحيانا لا يسعني الوقت للنوم و أجهز السحور وأنام بعد الفجر بساعة و أنهض استعدادا لبدء يومي من جديد .

( حمل الجماعة ريش )

و أوضحت” خديجة محمد موظفة  ” ليس متعبا العمل في رمضان ولكن مع كثرة الالتزامات يصعب التوازن في الإنجاز بالشكل مطلوب ، وقد تقصر في إحدى المهام ، و لكن الحمد لله استطعت منذ عدة سنوات تجاوز الأمر ، و اتفقنا أنا و زوجي على تقسيم المهام بيننا ، بحيث الأيام التي أداوم فيها يستأذن هو من عمله ليبقى مع الأطفال ، و ذلك لأنني لا أذهب للعمل طيلة الشهر فقط أول أسبوع و يهتم هو بدراستهم و أنا أهتم بالأعمال المنزلية ، و في باقي أيام الشهر الفضيل أهتم بدراسة الأطفال و المهام المنزلية مناصفة بيننا ، فلهذا الحل يكمن في المشاركة و التفاهم على تقسيم المهام فيما بيننا ، بحيث لا يقع ثقل على أحدنا دون الآخر فكما يقال ( حمل الجماعة ريش ).

العمل في رمضان متعب.

ذكرت ” تهاني علي موظفة  ” العمل في شهر رمضان متعب على الرغم من أنني اعتدت العمل به و لكن لأنني أعود من العمل متأخرة ما يقارب الساعة الثانية و النصف ، فإنني بالكاد أرتاح قليلا و أذهب لتجهيز الإفطار  ، وبعدها ينقضي الوقت بين الترتيب و التنظيف والعبادات و لا أستطيع النوم مبكرا بسبب كل ذلك ، و لهذا فإنني أكون مرهقة جدا خلال الشهر الفضيل.

تابعت ” زوجي كثيرا ما يدعو أصدقاءه على الإفطار و هذا كما هو معروف يحتاج لإعداد وصفات أكثر من المعتاد ، أحب جدا التجمعات العائلية و الأصدقاء و الجيران في رمضان ، و لكنها جدا متعبة خاصة كوني أمٌ و لدي طفلين يحتاجان لرعاية و اهتمام.

و أشارت ” عائشة أبوبكر أخصائية بصريات  ” في الأعوام السابقة كنت لا أعمل إلا الأسبوع الأول من الشهر الفضيل ، و ذلك حسب تنسيق من إدارة القسم ، و كان أطفالي لا يدرسون في رمضان لأنهم لا يزالون في المرحلة الابتدائية ، و لكن هذا العام تغير الوضع ، فأصبح الدوام لشهر كامل بمعدل يوم بعد يوم ، و يبدأ من 9 صباحا حتى 3 مساء ، ولدي طفلان يدرسان و يحتاجان لمتابعة الدروس معهم ، إضافة إلى أن لدي طفل رضيع يحتاج إلى اهتمام فالأمر صعب بعض الشيء.

رغم الضغوط أنجز جل مهامي.

ذكرت ” على الرغم  من هذه الضغوط المجتمعة و قصر الوقت إلا أنه من  رحمة الله لا يكمل يومي إلا و أنا أنجز معظم مهامي و أحاول جاهدة عدم التقصير في أي منها قدر الإمكان .

أعربت ” خديجة علي معلمة ” الوضع لا يختلف هذا العام كثيرا عن الأعوام السابقة ، غير أن الوقت أقصر بحكم أن الصوم جاء في نهاية الشتاء ، و ربما هذا ساعد كثيرا على عدم الشعور بالتعب و العطش و الجوع.

تابعت “بالنسبة لي أعود للمنزل عند الساعة 12 تقريبا وهنا لايزال أمامي وقت كافٍ للانتهاء من الطهو وقراءة وردي من القرآن ، و أمام مراجعة وتصحيح الأوراق و الكراسة أقوم بها في الليل.

أشارت ” اعتدت على هذا العمل لسنوات ، و هذا لا يعني أنني لا أعاني من الإرهاق و التعب  و لكن ليس باليد حيلة سواء الاعتياد و محاولة التوازن في العطاء في المنزل ومع الأطفال و أيضا للعمل ، على الرغم من أني أتمنى إذا أخذنا عطلة في هذه الفترة ، فالأمر مرهق جدا سواء بالنسبة لنا كمعلمات أو الطلبة ، خاصة مع السهر لوقت طويل النهوض باكرا .

تقسيم الوقت  و طلب المساعدة  هما سر الإنجاز.

نوهت ” حتى تستطيع الإنجاز بشكل أفضل علينا العمل على تقسيم الوقت بشكل صحيح ، و أيضا طلب المساعدة من الآخرين ، ففي المهام المنزلية لابأس بمساعدة الأبناء و الزوج سواء بالترتيب أو التنظيف ، أعتقد أن أكثر الأفراد الذين يرهقون و يتعبون هم الذين يعتقدون بأنهم وحدهم قادرون على إنجاز كل شيء ولا يحتاجون للمساعدة ، بهذا يستهلكون جهدهم و يستنزفون طاقتهم و لا يسعهم الوقت لإنجاز كل المهام .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :