محمود أبوزنداح.
يوماً ما دخلت إلى محل ملابس كبير ، به موظفون من الشباب ، كانت مناسبة عيد وسط الزحام الكبير والكل مشغول بالبحث عن شيء يناسبه . لم يكن الهواء المضغوط ، أو الفيروسات ومنها الكورونا تشغل الشباب العامل . وجوه مصفرة ، شد انتباهي ذاك الشاب الذي يفتح عينا ويغلق عينا ….إنه على وشك السقوط !! تقربت منه متظاهراً عن سؤالي عن الأسعار ، كانت الإجابة بسيطة ….ثم أردفت ماذا بك؟! نعم إنه يعمل منذ الصباح الباكر إلى ساعات متأخرة مِن الليل والعمل يكون فيه تعب كبير جداً في ابمناسبات الكبرى !
دون راحة أو حتى وجبات الطعام من نفسك بدقائق معدودة !؟ مرتب ضعيف وهزيل لا يصلح في مرات حق الركوبة الخاصة !! هل هذا موجود في نظام الإسلام ، العبودية لم تنتهِ بهذا المفهوم المخجل ، ننادي بتفعيل القطاع الخاص وتشغيل الشباب ، وحق النساء في العمل المناسب ، ولكن قبل ذلك بحق المواطنة والعدالة بين الناس بتساوي الفرص ، هذا العملاق الذي تحصل على العملة الصعبة من المصارف دون الآخرين ، أصبح غولا يهدد الكل ، هذا الغول أصبح ينتشر ومعه شركاء أجانب ، الغول لا يتكلم باسم الوطنية أو الروح مكتنزة بين أضلاعها الرحمة ، في قاموسه السحق إذا أمكن لجلب الأموال ، لم نعمم ذلك ، ولكننا لم نرَ تجارا يفعلون الخير بعيداً عن تبييض الأموال أو رسم انتخابي أو سرقة مال أو التهرب من دفع الضرائب كما يفعل البعض هنا أو هناك برصف طريق أو شراء أنبوبة أكسجين !!
الأمر يصبح واجباً عندما يكون الأمر متعلقا بالأطفال الذين ماتوا بلدغة عقرب في جنوبنا الحبيب ، القطاع الصحي خطر لا يمكن التقرب منه دون مراعاة الخطوات الواجبة ومنها عدم مناقشة القطاع الخاص للقطاع الصحي في الغرف المظلمة . القطاع الخاص مثل الغول الذي يبحث عن كنز الأموال على أكتاف الشباب دون رحمة ، وإذا فتح الأمر له أكثر سوف يجعل منا عبيدا . رأينا كيف فعل عندما أمسك بسوق العملة ومواد البناء وأيضا الدقيق وسوق الجملة ، والتحكم بالأسعار ، والآن دخل على القطاع الصحي ، ليس هناك شيء يوقفه أو يعيد ضبطه إلا دولة قوية وإلا لا مناص من التهامها هي أيضا.