فسانيا :: فاطمة زوبي
اختتم بقاعة تدريب الهيئة العامة لشباب بحي الداقادوستا ببنغازي خلال اليوميين الماضيين دورة تدريبية لأمهات أطفال التوحد نظمتها منظمة المسار للتنمية والتطوير بإشراف إدارة التدريب بالهيئة ، الدورة أعدتها الدكتورة سليمة زوبي عضو هيئة تدريس الصحة النفسية والإرشاد والعلاج النفسي بجامعة بنغازي .
استمرت الدورة لمدة ثلاثة أيام ، استهل اليوم الأول بتعريف ماهية اضطراب التوحد وعلاماته وأعراضه في سن مبكرة وكيفية تشخيصه والكشف عنه مبكراً لأهمية التدخل المبكر في مثل هذه الحالات .
أخر الأبحاث والدراسات العلمية
وتناولت الدكتورة زوبي في اليوم الثاني أخر الأبحاث والدراسات العلمية حول أسباب الاضطراب وتأثير التطعيم الثلاثي الحصبة والنكاف والحصبة الالمانيا بجرعتيه الأولى والثانية وتخللا الدورة عروض الفيديو وعدد من المقاييس النفسية لتشخيص التوحد وباقة من الكتب وعدد من البرامج العلاجية والإرشادية الحديثة التي تناولها العرض بمواد وأدوات ولعب أطفال تربويه وانتهي اليوم الثالث بجلسة جماعية إرشادية لأمهات أطفال التوحد ثم فيها مناقشة مشاعرهن حول اكتشاف أعراض الاضطراب لأول مرة بهدف التنفيس الانفعالي للأمهات .
حضور مميز ووافر
حظيت الدورة التدريبية ، بحضور عدد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين وأساتذة كلية التربية بجامعة بنغازي وتشرف رئيس الهيئة العامة للشاب بالحكومة المؤقتة بتسليم شهادات التقدير والمشاركة للمتدربات وأثنى على أهمية الدورة ونجاحها ودورها في التوعية والإرشاد على كيفية التعامل مع أطفال التوحد وأساليب التواصل .
معاناة أهالي الأطفال المصابين
ومن داخل القاعة التقيت بوالدة طفل مصاب بالتوحد وكان لي معها حوار صغير : متى تم اكتشاف المرض لدى طفلك ؟
بعد لحظة صمت أجابت منذ الولادة لم يصرخ عمره الآن 4 سنوات أجريت له عملية قسطرة وعملية قلب مفتوح في مستشفي القلب بتاجوراء وبعد الخروج من العملية أصاب بحول في عينيه ، وصار يصرخ بكثرة ولا ينام أبدا و لا يجلس تم تشخصيه من قبل طبيبين في بنغازي لكن حاله لم يتحسن بل زاد سوء ، ذهبت به إلى الأردن ثم إلى تونس وهناك قالوا لي أنه مصاب بطيف توحد ، و أطباء آخرين قالوا أنه مصاب باضطراب في السلوك .
وأضافت : إلا أنهم طمأنوني بأنه سوف يتحسن بأذن الله تعالى أن أستمر على أخذ الدواء حتى سن العشرون سنة هي مسألة وقت وبالفعل بعد العلاج صار ينام بعمق مثل الأطفال العاديين ولم يعد يتبول في الفراش استمريت على العلاج لعدة سنوات .
والآن لم يعد يأخذ الدواء ذهبت للدكتورة، حددت عمره الزمني 8 سنوات وألان هو في 13 سنة لكن خطه في الكتابة غير منظم فوضوي الرياضيات من صعب جدا أن يستوعبها ، مستحيل يفهم أو يحفظ الأرقام .
وهو عنيد يقوم بعكس ما نطلبه منه لديه نقال من أيام رايته يتفرج على صور إباحية استغربت جدا !!
والحقيقية استفدت من الدورة بعض الأمور التي من الممكن تجعله يركز.
نظرات الشفقة و الاستهزاء تؤلم النفس
والدة طفل أخر رفضت أيضا ذكر أسمها حدثتنا عن مراحل علاج طفلها قائلة : بعد مرحلة التقبل أن طفلك يعاني من اضطراب التوحد تبدأ الأمور تتداخل شياء فشيء تارة من المجتمع المحيط ونظرات الشفقة والعطف أو الاستهزاء الذي أراها في العيون وتارة في مركز التدريب حيث أبحث طويلاً عن مركز ليتم إضافة طفلي أساس علمي دقيق لتكن البداية صحيحة وهو ما نفتقده في الوقت الحالي .
وأشارت : ما يربكنا الكلفة المادية العالية لمراكز التدريب التي أوقفت ولي الأمر على مفترق الطريق بين فلذة الكبد وبين الكم والكيف وهنا نطلب من الجهات المختصة والمهتمين أن يقفوا وراء هذه الفئة بتوفير فرص لها للتدريب والتأهيل ليصبحوا معول بناء للدولة بدل من كونهم عدد سالب مهمل ونحن نعلم أن تقدم الدول يقاس باستثمار إمكانياتها البشرية و غير بشرية وهذه العقول التي تملكها هذه الفئة لها إبداعات حياتيه كثيرة فلماذا لا نقف وراءها وندفعه اليوم إلى الأمام لكي تحلق بنا إلى المستقبل الزاهر لبلادنا الحبيبة وهنا أشكر القائمين على هذه الدورة لأني استفدت كثيرا منها .
سيدة أخرى ترفض ذكر أسمها هي أم لطفلة مصابة بالتوحد تقول : ابنتي مواليد عام 2012م بعد سنوات من العلاج قررنا أجراء عملية الزرع في بنغازي نجحت العملية كانت ابنتي في البداية طبيعية بعد التطعيم الثاني تغيرت كليا .
وأكدت : استفدت كثر من هذه الدورة والحقيقة نتمنى من المسئولين الاهتمام بهذه الفئة وتخصيص مركز متخصصة لعلاجهم وأن يعمل بالمركز أطباء ومختصين ملمين بهذا المرض لأني والكثير من أولياء الأمور تعبنا من من يعملون بمراكز العلاج ولا يدركون عن التوحد شيء واليوم أتوجه بالشكر الجزيل لدكتورة سليمة زوبي التي عرفتنا منحتنا معلومات وافية عن المرض وكانت بحق ممتازة ومميزة .