اتهم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الولايات المتحدة بتبني معايير مزدوجة في التعامل مع مثيري الشغب في مبنى الكابيتول – مقر البرلمان الأمريكي.
وقال بوتين إنه من الخطأ أن تنتقد الولايات المتحدة قمع احتجاجات معارضة لحكومات في الخارج بينما هي تحاكم أمريكيين لديهم “مطالب سياسية”.
وقلل بوتين، أثناء حديثه في منتدى في مدينة سانت بطرسبرغ، من التوقعات بشأن القمة التي من المقرر أن تجمعه بالرئيس الأمريكي، جو بايدن، في 16 يونيو/ حزيران في جنيف بسويسرا.
وتمر العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة بأسوأ حالاتها منذ الحرب الباردة.
وأثناء المنتدى الاقتصادي العالمي، تطرق الرئيس الروسي إلى بعض الخلافات الدبلوماسية بين واشنطن وموسكو، مشيرا إلى أنه لا يتوقع أن تسفر القمة الثنائية عن تقدم كبير على صعيد تلك الخلافات.
ما نفى بوتين ما تردد عن أن الهجمات الإلكترونية على شركات أمريكية في الآونة الأخيرة قد نُفذت من روسيا، مشددا على رفضه المزاعم التي تشير إلى تدخل الحكومة الروسية في الانتخابات الأمريكية.
ماذا يقصد بوتين “بالمعايير المزدوجة”
خصص بوتين بعض أشد انتقاداته اللاذعة لإدانة الولايات المتحدة للقمع الذي تعرضت له احتجاجات معارضة للحكومة في بيلاروسيا، الحليفة الإقليمية لموسكو. ورد الرئيس الروسي على الشجب الأمريكي للقمع في بيلاروسيا بأن مثيري الشغب في كابيتول هيل عوملوا بظلم.
وقال بوتين: “لم يكن هؤلاء مجرد حشد من اللصوص ومثيري الشغب”، في إشارة إلى أنصار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، الذين اقتحموا مقر الكونغرس الأمريكي في السادس من يناير/ كانون الثاني الماضي، ما أدى إلى تعليق مؤقت لجلسة برلمانية للتصديق على النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة التي فاز بها جو بايدن في نوفمبر/ تشرين الأول الماضي.
وقال الرئيس الروسي إن “هؤلاء الناس جاءوا يحملون مطالب سياسية”.
وعندما نبهته مديرة الحوار في المنتدى إلى أن تصريحاته قد تعرضه للحجب على مواقع التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة، أثار الزعيم الروسي تصفيق الجمهور بقوله “لا أهتم بأن يتم حظري في أي مكان”.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن مثيري الشغب في الكابيتول “مضطهدون” من قبل الحكومة الأمريكية.
واعتقلت السلطات في الولايات المتحدة حوالي 500 شخص، أغلبهم يواجه اتهامات بدخول مباني وأراضي محظورة والبقاء فيها لفترة. وأُطلق سراح الكثيرين منهم على ذمة القضايا التي يُحاكمون فيها، لكن بعضهم لا يزال في الحبس الانفرادي.
وقالت عضوة مجلس الشيوخ الديمقراطية إليزابيث وارن إن بعض المتهمين في أحداث شغب الكابيتول يتعرضون لمعاملة “قاسية”.
كما وبخ بوتين الغرب لانتقاده الحكومة الروسية بسبب تعاملها مع الاحتجاجات المناوئة للكرملين، بما في ذلك حبس المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وقال الرئيس الروسي إن متظاهرين في أوروبا تعرضوا لمعاملة أكثر عنفا من قبل الشرطة، إذ أُصيب بعضهم في العين جراء بواسطة ما وصفه متهكما بأنه “الرصاص المطاطي الديمقراطي”.
ولم يصرح زعيم الاتحاد الروسي أثناء حديثه عن تلك الأحداث، التي يزعم أنها وقعت في أوروبا، باسم الدولة التي شهدت تلك الأحداث، لكن بعض المتظاهرين الفرنسيين أصيبوا بالعمى جراء الإصابة برصاص مطاطي أطلقته قوات الشرطة أثناء ما يُعرف باحتجاجات السترات الصفراء التي بدأت في أواخر 2018.
المصدر :: وكالات