بقلم :: عبد القادر الزروق
نحن بشكل مبالغ فيه نجعل من الحبّة قبّة و نقفز للخلاف دون المرور بمرحلة الإختلاف .. و حتىٰ الإختلاف عندنا لا ركائز له و لا أساسات .. إنه الإختلاف من أجل الإختلاف .. فسبحان الله .. !!! ..
كثيرون يتمنون أن يفعلوا ما فعل أولئك موضوع الإختلاف ، و لكنهم لا يستطيعون لأي سبب كان و لهذا يتجهون إلى تصنّع الإختلاف لصنع الخلاف .. هل هي الغيرة من الآخر الذي يستطيع أم الغيرة على الآخر الذي لا يستطيع ؟ !! ..
لماذا و لمصلحة من نقوم بشيطنة أبنائنا الذين يحاولون جاهدين أن يفعلوا شيئاً لمصلحة منطقتهم و أهلهم ؟ .. ألا يستحق أهلوهم منهم ذلك .. ما هي المعصية التي أرتكبوها لا سامح الله .. لنكن واقعيين و لنبتعد عن المغالاة و التهويل و الوهم .. هل نحن سقطنا من السماء ؟ .. هل ليبيا و خيراتها لا نصيب لنا فيها .. لنفترض إننا أختلفنا مع الآخرين سياسياً أو وطنياً أو حتىٰ تاريخياً .. فهل يعني هذا بأن نتنازل عن حقوقنا و حقوق أهلنا للآخرين .. ألم نكن حينها كمن غضب على الصئبان فحلّق لحيته ؟
أيها السادة الكرام :
لنتحرىٰ الواقعية و لنبتعد عن تخوين أبنائنا و أخواننا .. كفانا تخويناً و تهويناً و لنوقد شمعة بدل أن نلعن الظلام ، و لنعلم دائماً بأن المجتهد المصيب له أجران و للمجتهد المخطئ أجرٌ واحد ..
يجب أن نتعلّم بأن لا نضع غلّتنا في سلةٍ واحدة ، و لن يتأتىٰ ذلك إلا بإنتهاج ثقافة قبول الآخر .. لنجعل من إختلافنا إستثماراً لبناء الإنسان و البنيان ..
لنسموا على خلافاتنا الوهمية و لننتصر لأنفسنا على أنفسنا و أن نعوّد أنفسنا علىٰ أن لا نكون إمّعات نُحسن إن أحسن النَّاس و نُسئ إن أساء النَّاس و لكن يجب أن نوطّن أنفسنا علىٰ أن نُحسن دائماً و أن نجتنب الإساءة ..
خطّرها علىٰ المبادرات الشبابية الأخيرة و التي قام بها أعضاء المجلس المحلي ببني وليد .. و رغم إنني لم أعرف بعضهم و لم ألتق بهم البتة من إمثال الشاب الغيور المجتهد أسامة الأشهب و آخرين ..
أرفع لهم القبعة شكراً جزيلاً و أشدُّ على أيديهم و أتمنىٰ لهم كل توفيق و نجاح لخدمة أهلهم و منطقتهم .. و أقول لهم مَن يمشي هو مَن يكون عُرضة للعترات تماماً كما يكون مَن يعمل عرضة للهفوات ، فلا تبالوا و أنظروا للأمام البعيد البعيد و لا تنظروا تحت أقدامكم ..