- كتب :: شعيب موسى
الحرب على الإرهاب وأسبابه وداعميه في الجنوب الليبي أصعب بكثير مما يتخيله الكثير من الباحثين والمحللين والخبراء المحليين والدوليين لأساب عديدة ومتشعبة جدا بحيث تجتمع في هذه البقعة كل العناصر التي تحدد مفهوم الإرهاب الاقتصادية منها والسياسية والأمنية ومنها: – مناسبة البيئة والتضاريس وتعاطف الحواضن الاجتماعية لهذا الورم الخبيث – التداخل الحدودي الصحراوي الشاسع والتدخلات الإقليمية المستمرة والمستفزة – الإمكانيات المحددوة لوحدات الجيش الليبي البطل المرابط على هذه الحدود منذ سنوات عديدة وكذلك غياب عنصر الخبرة والتكنولوجيا في الموضوع – انعدام التنمية والمشاريع الإنتاجية والخدمات في الجنوب بشكل تام – البطالة في أوساط الشباب متفشية بشكل كبير ولا توجد حلول بديلة عن الأعمال غير المشروعة بالنسبة لبعض المنخرطين في هذه الأعمال إضافة إلى ذلك ليست هنالك رؤيةٌ ومساعٍ جادة من قبل السلطات الرسمية لتقليص هذه المعاناة على الأمد القريب – ليس هنالك ضبط ورقابة على المدارس والمنابر الدينية غير المنضبطة – حركة الأموال غير المشروعة وعدم تتبع هذه الحركة وانعدام الأجهزة المختصة بمكافحة جرائم تبييض الأموال – الإهمال المستمر وعدم التركيز على المؤسسة التعليمية كونها الركيزة الأساس والأهم في مقارعة هذه الآفة – الإنترنت وعدم تقييده ومواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها الفكري الكبير وسهولة الوصول والتواصل مع هذه التنظيمات – ضعف الإعلام والبرامج الإعلامية التوعوية والمواد الموجهة لمكافحة التطرف بمختلف أشكاله هذا إن وجدت كل هذه العومل المذكورة لها تأثير ودور مباشر في تمدد ظاهرة الإرهاب العابر للحدود، ولابد أن ننوه بأنه لا تقتصر أهمية وسائل الإعلام في تغطية ومعالجة قضايا الإرهاب على إمداد الجمهور بالمعلومات حول الأحداث الإرهابية، بل يمتد دورها إلى معالجة هذه الأحداث بمهنية تسهم بدور فعال في لفت النظر إلى الطبيعة الخطرة والمتجددة لهذه الأحداث مما يتطلب من وسائل الإعلام بذل المزيد من الجهود المنهجية والفكرية القادرة على توجيه الجمهور اتخاذه للتعامل مع هذه الأحداث مع ضرورة عمل وسائل الإعلام على دعم الإحساس بالأمن النفسي لدى الجماهير والذي تنشأ الحاجة إليه بفعل الانعكاسات السلبية المتعلقة بهذه الظاهرة ومن المساهمات الفعالة للقضاء على تمدد ظاهرة التطرف في هذه المرحلة هو مواكبة الجهود المبذولة من قبل أبطال الجيش الليبي في مقارعته وتجفيف منابعه في عقر داره ابتداءً من شرق البلاد إلى جنوبها وتكملة للمشوار في عروس المتوسط عاصمة كل الليبيين.