بقلم :: عبد القادر الزروق
فهذه البلدة بها سكان أشتهروا بالكرم و الشجاعة و الحكمة و ذيوع الصيت الحسن و تشعب العلاقات و قوتها و صلابة المواقف و صدقها و كسبت ثقة الآخرين من المحيطين بها ولكن رغم هذا لم تتقدم الصفوف لتتبوأ المكان الذي أرادها لها الجميع .
لقد عول الجميع عليها بأن تكون المنقذ لما سلف ذكره من صفات و ميزات ولكنها في كل مرة لا تتصرف حسب المتوقع و لا أدري لماذا؟.
بها الكثير من العلماء و الحكماء و المثقفين و الأدباء و المؤرخين و الشعراء و الكُتّاب و المبدعين و المفكرين و المحللين و الخبراء و يشهد بذلك البعيد قبل القريب ولكن كل أولئك لم يغيروا من أمرها شيئاً و لا أدري لماذا؟.
لماذا فقط هم أولادها الذين لا بواكي لهم و إن كانوا مظلومين و مسؤوليها دائماً مدانين دون المرور بحالة الإتهام و إن كانوا موفقين ؟!!.
لماذا الآخرون من حولها يتبادلون الأدوار و يؤكدون بأن كل دولة لها رجال و عفى الله عما سلف و الكل معذور ولا تثريب عليهم ولكن الأمر بالنسبة لها مختلف تماماً فهي سبب الخراب و إن لم تسعى إليه وسبب الفتنة و إن مقتتها.
لماذا تعاقب هي بجريمة لم ترتكبها و لماذا الجرائم مستهجنة و مجرّمة و محرّمة إلا الجرائم التي تُرتكب في حقها؟!!.
لماذا هي فقط التي تستأهل التهجير و التعذيب و القتل و النزوح و البهدلة لماذا؟.
لماذا تم بهدلتها و حصارها و ضربها و تسليط بعضُها على بعضِها حتى كرّهوها في بعضهاو فتنوا بعضَها ببعضِهاحتى أرتمى بعضها على غيرها و أصبح بعضُها لبعضها عدوا؟!!.
ولماذا صُنفت هذه المظلومة زوراً و بهتاناً بغير حقيقتها وتم النيل منها و من بنيها ليتم إبعادهم عن أداء دورهم المنوط بهم و من المستفيد من كل هذا يا ترى؟!!.
هذه المظلومة ظُلمت في الماضي و في الحاضر و ستُظلم في المستقبل إن لم تتدارك أمرها و تدفن ماضيها و تتطلع إلى مستقبلها بكل عقلانية و تضحية و إيتارو نبذ البطولات الآنية و الأنانية لصنع مجد الجميع.
مجد الجميع لأ يصنعه مكابر و لا حاقد و لا جاهل و لا طامع و لا واهم و لا خائف و إن حاول.
أنظروا من حولكم كيف يبرر الآخرون هفوات ذويهم و أبنائهم وكيف يُزكي الآخرون أبناءهم و يدفعون بهم إلى معالي المقامات و إن حاول غيرهم التشكيك فيهم و الحط من منزلتهم و العبرة دائماً بخواتيم الأعمال.
لماذا هذه المظلومة أستعدى أبناؤها على أبنائها و تحالف البعض ضد البعض مع الغريب على القريب؟!!.
هذا الغريب الذي يزيد في إحتقار و إمتهان الجميع بمن فيهم الحليف المسكين .
ألا تعتقدوا بأن الوقت قد حان ليتم تجاوز الماضي اللعين و طئ صفحته إلى مستقبل نظيف من أجل أبنائنا و أجيالنا و تاريخنا إن بقى لنا شيئاً من تاريخ و أعلموا و بلا مزايدة بأن الجميع في الهوى سواء شاء من شاء و أبى من أبى.
إعلموا يا إبناء هذه المحصنة المظلومة بأنكم لم و لن تستطيعوا أن تغيروا من الأمر شيئاً مالم تبدأوا بإصلاح شأنكم الداخلي و ترقّعوا بيادكم و إن حميع محاولاتكم ستبؤ بالخسران المبين و الأفضل لكم أن لا تحاولوا توفيراً للوقت و الجهد.
أوقفوا جميع سبابكم و شتائمكم ضد بعضكم ليحترمكم الآخرون و لا تكونوا مطية لأهواء و أغراض الغير و أعلموا إنهم لن يرضون عنكم و إن تظاهروا بذلك فأنتم في أعينهم حفنة من اللقّاقة و المأجورين و قليلي الأصل و ستعودون في النهاية بخفي حنين.
إبناء المظلومة ينظّرون و يحللون في جميع الإتجاهات و مختلف الألوان و لكن من قائل بالزميتة نهار العيد؟!!.
لا تجد توجه أو لون من ألوان الطيف خالٍ من و جود أبنائها و لكن للأسف كل نقدهم و تهديدهم و سبابهم و تعزيرهم موجه لبعضهم و كأنهم هم حقاً الدولة في الماضي و هم دولة الحاضر؛ و لا أدري لماذا؟!!.
يا هلها يا أولادها إللي ما يدير لي روحه همه ما يديروهلّه الناس و الإجابة عندكم و منكم و فيكم و ما تحاولوش تلوموا الغير.
غير خطّرها على أداة الإستفهام الصغيرة هذه “لماذا” كم تحمل من كلام كبير.
و أنا بإنتظار الإجابة من اللي عنده و السلام.