شعر :: فاديا ناصر
علّمني أن أكون مثلك..
أسحقُ ركام الشوق
أطفأ ظمأ رئتي
عند منتصف طريق..
وحريق.. لم يتبقَ منه سوى ظلك
.. علّمني أن أبحث عن مطر يغسل أوردتي
لحظة الفراق يلفظُ حلم اللقاء..
أمحيه من أمنياتي وأرحل عنك..
كعصفور صغير ..
ملّ تغريده في فضاءك شَهِدَ موتي في عينيك
… علّمني أن أمضغ حنيني إليك..
يلوكُ أحشائي..
كقطعة جمر يشعلُ بركان حولك..
علّمني كيف تنفرُ الطيور
من أوراق الشجر
ليتساقط طيفي من قلبك..
علّمني كيف تُناجي
شحرور حطَّ على كفِّ يدك..
بجنحٍ مكسور جاء ليقبّل ثغرك..
أوقفتَ طيرانه نثرتَ ريشه
في الهواء ذبحته بسكين عشقك ..
علّمني أن لاأؤمن بالأقدار ..
أنصتُ لنداء السراب للريح حين تغضب..
علّمني كيف تبني أعشاش الوهم
في رأسك تَنسجها حول خاصرتي
لأصدّق كذبك …!
علّمني حين تكاثفت عاصفة نبضك
قطّعت كلّ خيط يصلني بكَ..
علّمني أن أبدّل كلَّ يوم وجهي ..
أفكاري قهوتي الحلّوة..
ذكرياتي..
حزن أروقتي بقناعٍ شاحب وأغادر …
عالمك..