مراجع
تقرير : منى توكا شها
يعاني لاعبو نادي النهضة لكرة الطائرة في مدينة سبها الليبية من ضعف الدعم المادي واللوجستي، الذي يحول دون تحقيق طموحاتهم بالمشاركة في البطولات الوطنية والصعود إلى الدرجة الأولى. ويشكو اللاعبون من عدم الاهتمام برياضتهم من قبل المسؤولين والرعاة، مقارنة بكرة القدم، التي تحظى بميزانيات كبيرة ومحترفين ومدربين.
ويمارس اللاعبون رياضة كرة الطائرة بحب وشغف، رغم الصعوبات والعوائق التي تواجههم، وينتمون إلى نادي النهضة، الذي يعتبر نادي منطقتهم، ويسعون لتحقيق حلمهم بالصعود إلى الدرجة الأولى، والمنافسة مع كبار الأندية.
وقال مروان محمد، أحد لاعبي نادي النهضة، في حديث لفسانيا ، إنه بدأ مشواره الرياضي في نادي المهدية في فئة الأواسط، حيث تعلم الأساسيات من الأستاذ سليمان، وشارك في بطولة على مستوى سبها الأواسط، وفاز فيها في عام 2016. وأضاف أنه انتقل بعد ذلك إلى فئة الكبار، ولعب مع نادي الشرارة، الذي فاز ببطولة للصعود إلى الدرجة الأولى على مستوى الجنوب بالكامل، وكان مؤهلاً للعب في تصفيات على مستوى ليبيا، ولكن النادي لم يقدم على البطولة، مما أثار استياءه وخيبة أمله.
وأشار محمد إلى أنه انتقل في عام 2020 إلى نادي الوحدة في طرابلس، ولعب معه تصفيات وكأس، لكنه لم يحقق النجاح المرجو، وعاد إلى سبها، وانضم إلى نادي النهضة، الذي يحاول الآن بكل جهد الصعود إلى الدرجة الأولى. وأكد أن نادي النهضة يعتبر نادي منطقته، وأنه يريد أن يوصله إلى مصاف الأندية الكبيرة، بعد مشاهدته لأندية طرابلس ومصراتة، التي تمتلك ميزانيات ومحترفين ومدربين.
وأبدى محمد استيائه من عدم تقديم نادي النهضة للعب على الصعود، رغم توفر الفرصة، موضحاً أن النادي يعاني من نقص في الدعم المادي، وأن كرة الطائرة الدرجة الثانية لا تحصل على الدعم إلا في حال الصعود إلى الدرجة الأولى. وأضاف أنهم يتمرنون إلى الآن بدعم مادي بسيط من بعض الأفراد، وأنهم لا يستسلمون للظروف الصعبة.
وقال محمد إن كرة القدم تأتيها ميزانية لوحدها، لكن كرة الطائرة لا يأتيها شيء، مشيراً إلى أن الجنوب بالكامل كرة الطائرة أنجح من كرة القدم، وأن كرة الطائرة تحتاج إلى دعم بسيط وتركيز وتمارين ومدربين لتصعد، بينما كرة القدم تحتاج إلى دعم كبير وتجار يشترون محترفين، وأن كرة القدم صعبة قليلا.
ومن جهته، قال معتز صالح، زميل محمد في نادي النهضة، إنه بدأ مشواره الرياضي في نادي المهدية، حيث لعب وتعلم الأساسيات من 2015 إلى 2017، ثم وصل إلى فئة الكبار، وانتقل إلى نادي النهضة من 2018 إلى 2019. وأكد أنه ليس هناك صعوبات في التنقل والإقامة، وأن المعيشة والسكن متوفران، وأن الصعوبة تكمن في بعض الفرق الأخرى، التي تحاول إعاقة تقدمهم.
وأوضح صالح أنه ليس هناك دعم مادي للاعبين، وأنهم يلعبون بمجهوداتهم، وليسوا مستندين على النادي، وأن كرة الطائرة في ليبيا بالكامل لا تحتاج إلى مبالغ طائلة، بل إلى عمل بسيط من النادي، وقليل من التركيز والتمارين والمدربين لتصعد. وأضاف أن في المنطقة الجنوبية العديد من المحترفين على مستوى ليبيا، وهناك محترفون في الخارج، ما يدل على وجود خامات كروية في الجنوب، ولكن ليبيا لا تهتم بكرة الطائرة ككرة القدم.
وأشار صالح إلى أن المنتخب الليبي لكرة الطائرة حقق إنجازات كبيرة، حيث فاز بالبطولة العربية في الجزائر وتحصل أيضا على المركز الثالث أفريقيا وسيلعبون في كأس العالم.
ومن جهته قال محمد ميلود، لاعب نادي النهضة، الذي بدأ مشواره الرياضي في نادي المهدية في عام 2013، وما واجهه من صعوبات وتحديات، إذ كان يتمرن في نادي المهدية بلا دعم، بمجهوداته وزملائه، وأن النادي توقف عن النشاط في أكثر من مرة، بسبب بعض المشاكل، مما اضطرهم إلى التمرن في أحد المدارس، دون أن يشاركوا في أي بطولة. وأضاف أنه استمر في التمرن حتى عام 2018، ثم انتقل إلى نادي النهضة في عام 2019، والذي يلعب معه حالياً.
وأكد ميلود أنه يحلم بالصعود إلى الدرجة الأولى، وأنه يعمل بجد لتحقيق هذا الهدف، مع زملائه في نادي النهضة، الذي يعتبر نادي منطقته. وأبدى أسفه لعدم الاهتمام بكرة الطائرة من قبل المسؤولين والرعاة، مقارنة بكرة القدم، التي تحظى بميزانيات كبيرة ومحترفين ومدربين.
ووجه ميلود رسالة إلى المسؤولين في الرياضة إلى الاهتمام بكرة الطائرة، وتقديم الدعم المادي واللوجستي لها.
و تحدث اللاعب هشام الخبيري عن مسيرته الرياضية في لعبة الكرة الطائرة والتي بدأت منذ عام 2006 مع نادي النهضة . وقال: “هذا النادي هو النادي الأم الذي ترعرعت فيه وتعلمت فيه أساسيات اللعبة. لكن بعد إلغاء صالة النادي وقفنا فترة بسيطة دون تدريب“.
وأضاف أنه عاد للتدريب في مدرسة فزان في الجديد مع المدرب يوسف الكشكري الذي أشاد بمهاراته وقدراته. وقال: “شاركت مع النادي في عدة بطولات في 2010 في بنغازي ومصراتة وحققنا نتائج جيدة“.
وأوضح أنه انتقل إلى نادي تحدي طمينة في مصراتة في 2013 وشارك معهم في موسم واحد. وقال: “لعبت أيضا في فريق زليطن ونادي البراق في البريقة وكانت تجارب مفيدة لي“.
وأشار إلى أنه عاد إلى سبها وشارك مع نادي القرضابية في تصفيات الصعود إلى الدرجة الأولى وتمكنوا من الصعود. وقال: “لكن النادي لم يقدم أوراقه للمشاركة في الدرجة الأولى لأسباب مادية وإدارية“.
متحدثاً عن معاناته وزملائه من نقص الدعم المادي واللوجستي للمشاركة في تصفيات الدرجة الأولى التي ستقام في مصراتة الشهر المقبل. وقال: “ينقصنا الدعم المادي للتحرك إلى المعسكر في مصراتة والمعسكر يكلف فالدعم هنا ضروري جدا. وبعض الأمور الأخرى مثل المعدات ومستلزمات الرياضي كالأحذية والكرات وغيرها…”.
وأضاف أنهم تحصلوا على بعض الدعم من بعض الجهات الخيرية ولكن نصف الدعم ذهب إلى الصالات الرياضية التي يتدربون فيها. وأوضح: “الأندية ليست لها صالات خاصة ومصاريف الصالات الخارجية أسعارها مكلفة. ونحن نحتاج إلى تدريبات مكثفة للتأهل للدرجة الأولى”.
ودعا كل من يستطيع دعم النادي من الجهات الرسمية والمؤثرة إلى دعم النادي ليصعد إلى الدرجة الأولى ويمثل الجنوب بشكل لائق. وقال: “إنه من الصعوبات أن لا توجد صالات مغلقة للعب الكرة الطائرة في سبها ونحن نضطر إلى الذهاب إلى المدينة الرياضية للعب بعيدا عن المواصلات والجمهور“.
ووجه رسالة إلى الجهات المسؤولة إلى دعم الشباب ودعم الرياضات في الجنوب ومن المؤسف أن تضيع مواهب الجنوب سدى. وأشار إلى أن النادي ليس له ميزانية وأنهم لا يريدون أن يأخذوا منه شيئا.
وأكد: “أنا ابن النادي ونريد أن نرفع اسم نادينا وأن نصعده إلى الدرجة الأولى في تصفيات الصعود في شهر فبراير وعازمين على الصعود.