- صافيناز المحجوب / درنة
مُذَكّرَاتُ امْرَأةٍ عَمْيَاءَ. يقول قانون نيوتن الثالث المشهور ” لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار …” منذ اندلاع الثورة أو الفوضى بمعني أدق والشعب الليبي ينظر إليه على أنه شعب مسكين يحتاج إلى المساعدة وإلى التعاطف الدولي وعلى جميع دول الجوار البكاء والتباكي على حاله وجاءنا التعاطف في شكل أغذية وأسلحة والكثير الكثير من الأمور ولكن كيف كانت المعاملة الحقيقية لليبي خارج حدود بلاده ؟ في زيارة لمصر رأيت بأم عيني ليبيين يمتحنون الشحاذة وآخرين يتم طردهم لعدم دفعهم ما عليهم قد يستحقون هذه المعاملة وقد لا يستحقونها ولكن الأمر الذي أثار تفكيري هو أن صديقة كتبت مستغربة معاملة إحدى الدول لليبيين وإلقاء جوازاتهم على الأرض ونعتهم بصفات قبيحة وإسماعهم ( من الخيار منقى ) على قولة المثل ولكن ما جاء من عقلي هي ذكريات قديمة عندما كانت ليبيا دولة يتوجه لها طالبو العمل من الدول الأخرى بحثا عن رزق كريم كيف كانت معاملتنا لهم ؟هل أكرمناهم وأعطيناهم حقوقهم وعاملناهم معاملة حسنة ؟للأسف لا، ابتداء من دخولهم من الحدود الليبية وانتهاء بعملهم داخل مدينة ما وأنا هنا أتحدث عن الأغلبية العظمى ممن عمل لديهم عامل أجنبي عاملوهم كحيوانات لا كرامة لهم وبعضهم ضرب وسرق ما جمعه من مال حتى وصلت الدرجة ببعضهم أن أصبح يكره جنسية بلد ما ويحتقرها ويحتقر حاملها ونتيجة لذلك يعامله أسوأ معاملة عندما يتصادف وجوده كعامل في مكان ما . فلماذا الآن تزعجكم يا ليبيين معاملة الدول الأخرى لكم واحتقاركم صدق المثل القائل (اللي منه بيده ربي يزيده ) نعم هذا ما جنته أيدينا، في حدودنا الليبية رأيت معاملة بعض ضباط الجمارك للأجنبي الوافد للدرجة التي تشعر فيها أنك على حدود قوانتانامو وليست حدودا بين بلدين شقيقين وبالتالي فالإخوة الوافدون عند عودتهم سيخبرون دولتهم بحالهم وما أصابهم فهل كنتم تتوقعون أن ينتظروكم بالورود والأزهار ؟ لم نرتقِ في معاملتنا مع بعضنا البعض حتى نحن الحاملون للجنسية الواحدة ولم نحترم الوافدين فلا تنتظروا خيرا ،لقد وصلت الدرجة بأن هناك من درب ابنه على استخدام السلاح وقال له عندما تجد عاملا من الجنسية الفلانيه اقتله، الدنيا دوارة يا ليبيين كفاكم شرا بينكم وبين غيركم فالشر لا يعود إلا بالشر وإن كان هناك من لا يستحق إلا المعاملة الحسنة فالقرية الظالمة أهلكها الله رغم وجود شخص عابد فيها التلون والشعارات الكاذبة لا تفيد فالواقع المعاش أكثر حقيقة من الكلمات المنمقة ارتقوا يا شعب ليبيا فقد أصبحنا أضحوكة العالم كل حزب بما لديهم فرحون وكلٌ يبكي على ليلاه ولا أحد قلبه على هذا الوطن إلا الشرفاء الذين قرروا الانزواء فمنحوا بيضة ذهبية للطامعين في نيل وتحقيق مآربهم الخبيثة على هذه الأرض الطيبة نسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذا الشهر الفضيل أن يهدي العباد ويصلح حال البلاد.