(فسانيا /رصد) …
في ميدان الجزائر العشرات تظاهروا مساء الجمعة 31-8-2018 ضد الحرب والمجلس الرئاسي ، مطالبين بالسلام ونبذ العنف ويهتفون بأن طرابلس هي عاصمة السلام ، وبإنقاذ الأبرياء ، وكما ندد المتظاهرين بحكومة الوفاق وبتخاذلها وأعتبروا أن أعضائها مجرد عملاء ، وهي السبب فيما يمر بالبلاد من كوارث .
المظاهرة رغم أن عددها بالعشرات لم تخلوا من المشدات الكلامية وتضارب الآراء الذي أدى إلى انقسامهم في مجموعتين مختلفتين منفصلتين عن بعضهما ، وفي ذات الوقت بميدان الشهداء مظاهرة أخرى التي لا تختلف شعاراتها عن مظاهرة ميدان الجزائر إلا أنهم كما كل جمعة ومنذ سنوات يؤيدون مجالس الشورى وينددون بحفتر وأنهم على حق وتختلف رؤاهم عما يدور في جنوب طرابلس وهم أيضا لا يتجاوز عددهم العشرات ولا يمكن أن يلتقون مع متظاهري ميدان الجزائر رغم توافقهم على معظم الشعارات والمطالب .
مظاهرات طرابلس القليلة العدد مشهد يعكس الصراع الدائر في ليبيا ، تلاسن واتهامات متبادلة عن من هو السبب في آلت إليه الأمور بالبلاد .
مظاهرة ميدان الجزائر هي من حظيت باهتمام إعلامي وقنوات فضائية وخاصة التي تدعو لوقف الحرب فقط دون داعي لذكر أمور أخرى.
وتبقى العلامة الأبرز دائماً والملفت للانتباه في وجود أعداد مضاعفة بالمئات تفوق المتظاهرين في مجموعاتهم الثلاث من المارة والعائلات وجوانب الميدان والمقاهي مكتظة بروادها وفي الحديقة المقابلة للميدان والبحيرة في فسحة ونزهة وأحيانا يتفرجون على المتظاهرين ويستمتعون بالمشادات الكلامية وينصرفون وكآن الأمر لا يعنيهم .
تباين في الآراء رصدته فسانيا في حوارات سريعة من الحاضرين والمشاركين حول المواجهات بين اللواء السابع وكتيبة ثوار طرابلس والدعم المركزي من اشتباكات حيث برزت ثلاث أراء ، الأول يقول : أن كتائب ثوار طرابلس ومن تحالف معهم أنهم عبارة عن لصوص المال العام والاعتمادات والحاويات الوهمية وغيرها من الأمور المالية وهم من يدعمون حكومة الوفاق الوطني اللصوص والمجرمين وسبب البلاء في البلاد ، في إشارة لتأييدهم للواء السابع ومحاولة اقتحامهم للعاصمة طرابلس .
والرأي الثاني حيث يقول مواطنون آخرون أن كتائب ثوار طرابلس ومن معهم من القوى الأخرى لولاهم ما كانت طرابلس آمنة وأصبحت مرتع للمتطرفين والدواعش والفارين من الارهابيين وأن دعمهم لحكومة الوفاق كحكومة أمر واقع معترف بها دولياً .
وفي رأي أخر مختلف تماما يرى أناس وخاصة ممن لا يشاركون في المظاهرات أنه مع الوقف الفوري للعنف والحرب وأن هذا القتال ليس من أجل أحد وإنما من أجل أنفسهم ومصالحهم وتضاربها أي الأطراف المتنازعة ، وتدعو الشباب إلى عدم الانضمام لكل الأطراف المتحاربة وهؤلاء المتحاربون هم من سيدمرون البلاد إن لم يدمروها والشعارات التي يرفعها كل المتخاصمين هي شعارات كاذبة زائفة تكرر منذ سبع سنوات لا يحققون منها شيء ولا هم لهم الا مصالحهم ونريد شرطة وجيش ومؤسسات أمنية حقيقية وليست واجهة ومنظر .
وأراء أخرى متعددة ترى أن الحل في قدوم المشير خليفة حفتر وهو من سيحرر البلاد من اللصوص والفاسدين ويحرر طرابلس وبالتالي تتخلص ليبيا من كل مشاكلها واستدلوا بالمنطقة الشرقية ويكفي أنها تعيش في أمان حسب تعبيرهم .
هذا وقد اندلعت اشتباكات في محيط العاصمة طرابلس مساء الأحد 26-8-2018 بين قوات للواء السابع القادمة من مدينة ترهونة وقوات كتيبة ثوار طرابلس والدعم المركزي التابعين لحكومة الوفاق الوطني والتي توقفت في وقت متأخر من ليل الجمعة 31-8-2018 بعد اتفاق جميع الأطراف على هدنة يتم خلالها دخول قوة محايدة لتنسحب على إثرها جميع الأطراف من أماكن الاشتباك ، وكانت الاشتباكات حتى الاتفاق على وقف اطلاق النار خلفت ورائها عدد من القتلى والجرحى من الطرفين إضافة لعدد من المدنيين والآمنين في بيوتهم .
وفي وقت سابق مع بداية الاشتباكات الاسبوع الماضي دعت كتائب ثوار طرابلس المواطنين إلى اخذ الحيطة والحذر ومنع التجول خوفا على حياتهم ، كما حذرت الكتائب المواطنين من عدم المرور بطريق خلة الفرجان وقصر بن غشير وذلك لتواجد مليشيات الكانيات هناك حسب وصفها .
واستنكرت منطقة طرابلس العسكرية التابعة للمجلس الرئاسي ما وصفتها بمحاولات انتشار المجموعات المسلحة الإرهابية في ضواحي طرابلس الكبرى وتلويحها باستخدام القوة ضد المعسكرات التابعة لها وإدخال طرابلس في أعمال قتالية ، وأعلنت أنها ستقف بكل قوة في وجه كل من تسول له نفسه العبث بأمن العاصمة وترويع الآمنين ، وإدخال المدينة في أعمال قتالية ، هذا وقامت المنطقة العسكرية طرابلس بنشر وحدات عسكرية في بعض المناطق بطرابلس بهدف الحفاظ على الأمن والتدخل حسب ما يقتضيه الأمر.
بينما اللواء السابع والدعم المركزي بترهونة أعلنت بداية الاشتباكات أنهم يصدون فقط هجوماً وصفوه الغادر تشنه كتيبتي ثوار طرابلس والنواصي على تمركزاتهم بمنطقة قصر بن غشير ، وأن وحداتهم تتقدم لدحر مرتزقة ودواعش المال العام وتحرير العاصمة منهم حسب تعبيرهم .