وقفات

وقفات

د امال الهنقارى

  1. براءة

اؤمن بأن الاطفال هم وحدهم الصادقون في عالم ملىء بالكذب –ففى الوقت الذى نطلب فيه دائما من الاطفال عدم الكذب , نكذب نحن عليهم بوعود لا نحققها .

يأتى هذا في حياتنا اليومية وداخل اسرنا , ونراه الان متجسدا في اقوال وتصرفات مسؤولينا ولا شىء من وعودنا يتحقق لا اسريا ولا مجتمعينا

فمتى سنضع في اعتبارنا احترام وعودنا لاطفالنا في حياة كريمة واحترام حقوقهم المشروعة في العيش الكريم فالاطفال هم بناة المستقبل وما نزرعه فيهم نحصده

ترى مالذى سنحصده من تصرفاتنا اليوم تجاه اولادنا الذين اشركناهم في خلافاتنا واختلافاتنا وجعلناهم اول ضحايانا –ومازلنا نطلب من الاطفال الا يتعلموا الكذب والا يخلفوا الوعد ونحن لا ندرك ان اطفالنا الابرياء يسيرون على هدى القدوة التى امامهم والتى تمثلنا بكل شرور انفسنا نسأل الله السلامة لنا ولهم

( 2) امان

الامان حاجة اساسية ان فقدناها فقدنا توازن حياتنا ويتحول كل منا الى مهاجم شرس حتى في المواقف التى لا تتطلب الهجوم كما ان فقدان الامان يجعل سلوكنا الايجابى يتحول الى سلوك سلبى يتأرجح بين الكذب والسرقة والجنوح وهذا ما يفسر لنا بعض مايحدث الان من تصرفات غير متزنة لبعض شبابنا الغاضب والذى لم يعد يدرى الى اين تقذفه امواج الحياة المتلاطمة

فالامان بمعنى حالة  التوازن النفسى والاستقرار العاطفى يدعمهما الدفء الاسرى لم يعد بالامر المتيسر في حياتنا اليومية وهذا ما يفسر لنا ما نحن فيه الان من تصرفات لا نسؤولة تصدمنا كل يوم ونستهجن مرتكبيها

وخلاصة القول :الامان يدعم الاستقرار والتصرفات العقلانية الواعية وفقدانه يكسبنا سلوكا اهوج وتصرفات لا معقولة وهى حيل دفاعية غير متزنة مبنية على سياسة الهجوم احسن وسيلة للدفاع –هذا بالنسبة للكبار فماذا عن الاطفال الذين يعتبر  الامان  حاجة ماسة  لهم لتكوين شخصيتهم  وانعدامه بالنسبة لهم يتحول الى عوارض سلوكية كثيرة تتأرجح بين البكاء والاحلام المزعجة والتبول اللارادى والفزع ومص الاصبع وقضم الاظافر والعدوانية المفرطة والعناد والانطواء وغيرها من الاثار السلبية المدمرة –لذا ما احوجنا لتوفير الامان للجميع فالحياة لا تستقيم ولا يطيب بها العيش دون احساسنا به والشعور بآثاره

 

(3)مصيبة

قال الشاعر : ان كنت لا تدرى فتلك مصيبة   وان كنت تدرى فالمصيبة اكبر

ان مسؤوليتنا عظيمة تجاه ما نعرف وتكون اقل تجاه ما نجهل –ونحن اذا نظرنا الى  احوال مجتمعاتنا الان وتردى الاحوال فيها وادركنا اسبابها ورغم ذلك نستمر في سياقها فهى المصيبة  الكبرى بلا شك , اما اذا لم نكن ندرك تماما اسباب ما نحن فيه فربما تكون مصيبتنا اقل ففى بعض الاحيان جهلنا بالامور اخف وطاة على نفوسنا من معرفتها

  1. نجاح

الفشل قد يكون الخطوة الاولى نحو النجاح عند من لديه الاصرار والثقة بالنفس

فكثيرا ما تستفزنا المواقف الصعبة لنثبت لانفسنا باننا قادرين على تخطى الفشل

والنجاح يبدأ بحلم فلا تأبه لاعداء النجاح والمتخصصين في انتزاع الاحلام واحباطها –وهم في نفس الوقت محفزون دون ان يدروا لاؤلئك الذين يتوافقون مع انفسهم والذين يسعون لجعل احلامهم واقع يعيشونه –فجزء كبير من صناعة النجاح هو تحدى المرجفين وتخطى عرقلتهم هم يشدونك للخلف وانت تنطلق الى الامام وغالبا ما تنتصر علبهم –فالنجاح يعتمد على قراراتنا الصحيحة التى نتخذها في حياتنا والمبنية على الواقعية وكيفية التعامل مع المتغيرات المختلفة

فالنجاح في حقيقته حلم وارادة

 

 

 

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :