محطات جنوبية

محطات جنوبية

افتتاحية فسانيا 

شهر رمضان المبارك على الأبواب وأيام قليلة تفصلنا عنه ويبدو واضحاً أن أغلبية المواطنين سيستقبلونه هذا العام بجيوب خاوية الأمر ليس جديدا على كل حال  . قطرات السيولة الشحيحة التي قامت المصارف بتوزيعها على المواطنين خلال الأيام الماضية والتي جاءت بعد عدة أشهر من القحط المصرفي تبدو أضعف وأقل من أن تفي بإلإلتزامات السابقة ناهيك عن اللاحقة وتوزيعها على المواطنين في هذه الفترة الحرجة لا يعدو أن يكون ذراً للرماد في العيون فالمذي ستفي به قيمة مالية زهيدة سقفها الأقصى ( 500 ) دينار ليبي أمام التزامات تتجاوز ثلاثة أشهر طوال هذه في سبها ، أما بقية المدن الجنوبية الأخرى فأن السقف سيكون أدنى والطلبات أعلى بكثير .

السلع الغذائية المدعومة من ميزانية المال العام هي مجرد أحاديث يسلي بها الناس في الجنوب أنفسهم في ليالي الجوع الطويلة وإن وصل بعضها إلى الجنوب يتم بيعه بأسعار السوق المرتفعة بينما تباع نفس السلع في المدن الساحلية بأسعار تختلف عنها في الجنوب كاختلاف الليل والنهار تماما كاختلاف الجنوب الليبي الذي يكاد أن يكون جزء من دولة أخرى قصية لا علاقة لها بليبيا إلا من ناحية الاسم فقط لا غير فهنا الحدود المنتهكة ، والموت المخيف ، والجوع والحاجة والفاقة والعوز

المساعدات الغذائية الإماراتية وغيرها والتي تصل تباعاً إلى مدن الجنوب الليبي هي بحق وصمة عار على جبين كل الحكومات والبرلمانات والمسؤولين الذين ينتشرون أفقياً وعمودياً في طول البلاد وعرضها والذين يتنازعون سلطات وهمية ويتصارعون على أطلال دولة ويتناهبون فيما بينهم الميزانيات والمكافآت والمرتبات العالية . كيف تحولت هذه البلاد الغنية بثرواتها ومواردها إلى دولة تتسول المساعدات والإعانات الإغاثية وأين ذهبت مليارات الدولارات التي نسمع أنها صرفت على هذا القطاع أو ذاك ؟؟ ولماذا لا نرى المساعدات الدولية إلا في مدن الجنوب دوناً عن بقية المناطق ؟؟

وهل يعقل أن يكون الأمر مدبراً لإيصال الناس في الجنوب إلى التفكير في سيناريوهات أخرى بحثاً عن حلول لأزماتهم التي لا تنتهي !!

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :