أزمة العمل السياسي وغياب الحياة السياسية

أزمة العمل السياسي وغياب الحياة السياسية

حسام الفنيش

  لابد لنا من تفكيك العمل السياسي وتشخيص أمراضه في مؤسساتنا السياسية التنفيذية والتشريعية المتمثلة في مجلس النواب ومجلس الدولة وكذلك في المكونات السياسية والاجتماعية من خلال التركيز على ممارسات تلك المؤسسات  في إدارة العمل السياسي والآثار الناتجة عنها كمحاولة لتطويق الأزمة  فنحن أمام أربعة مستويات للعمل السياسي:

1) الثقافة السياسية

2) الممارسة السياسية

3) التنظيمات والبنى السياسية

4) ضعف العمل الحزبي

تتحكم في الحياة السياسية عدة عوامل لعل من أبرزها:

1) ضعف وغياب الثقافة السياسية

2) تدني مستوى المعيشة 

3) ضعف وغياب الفضاء السياسي

4) غياب الثقة بين المواطن والسلطة وكذلك الأحزاب الأمر الذي خلق عزوفا سياسيا

5)  ضعف القدرة على إدارة الاختلافات بين التيارات السياسية

6) عدم ملازمة الرؤى السياسية للأحزاب مع الواقع   بمعنى عدم قدرتها على تطبيق رؤاها وبرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية   

اتسمت العملية السياسية بالفشل عبر  سنوات عديدة  لعدة أسباب أهمها:

ما اتسمت به الحكومات  المتعاقبة من مشروعية هشة ومركزية فجة فكانت تتحكم من أعلى إلى أسفل فلم تكن صاعدة من أسفل إلى أعلى مما أدى إلى غياب مجتمع سياسي  خارج المؤسسات الحكومية يكفل حدا معقولا من التفاعل المثمر بحيث تم تفريغ المجتمع من الفعل السياسي والمجتمعي الحقيقي وهذا ما يمكن ملاحظته اليوم، لاوجود لمجتمع ملتزم بمسؤولياته المجتمعية ولا وجود لمبادرات شعبية تكسر جليد الركود، وتخفف من حدة الأزمات ولا رؤى فكرية وسياسية تخترق حالة الصمت ولا وجود لمبادرات أكاديمية جادة ومستقلة تقول لنا أين نحن سائرون.

إذا يتوجب علينا إعادة بناء الحقل السياسي والعمل السياسي لكي تستعيد السياسة دورها الطبيعي فلا يمكن الحديث عن السياسة بمعزل عن الحقل السياسي  والمجتمع السياسي  الواعي بدوره المجتمعي.

يقوم الفضاء أو الحقل السياسي على بنية تحتية عمادها المجتمع الواعي  ومؤسساته وفاعلية أفراده ومن دونها لا يمكن ممارسة سياسة وعمل سياسي.

تغيير  الفضاء السياسي يعتمد على تغير في بنية وأدوار الفاعلين السياسيين فلابد من قطع ممارساتهم السلبية من خلال تغيير قواعد العمل السياسي وإعادة بناء المنظومة السياسية والفكرية فالحياة السياسية في حاجة لإحداث نقلة نوعية في المجتمع أي إحداث تطور نوعي في فكر المجتمع وسلوكه بحيث ينتظم في مؤسسات أهلية  و أحزاب سياسية تصبح كلها أطرافا في العملية  السياسية.

إن وعي المجتمع لذاته ودرجة حضوره وفاعليته وتأثيره في الواقع المحيط به أمر ضروري لإحداث تنمية سياسية ومجتمعية وحياة سياسية زاهرة.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :