الكاتبة والصحفية :: نيفين الهوني
قاص وروائي ليبي راحل متحصل على الدبلوم التجاري عام 1974 نشر نتاجه الأدبي في الصحف والمجلات الليبية والعربية أيضا مثل العرب الدولية – الصحافة التونسية ويعتبر الراحل من الأسماء التي ظهرت على الساحة الأدبية الليبية ومن أهم إصداراته رواية تلك الليلة عام 1995 ورواية أبواب الموت السبعة ومجموعة قصصية تحت عنوان (أطفال التراب) منشورات الدار الجماهيرية – مصراتة الطبعة الأولى 1998 كما أعد الراحل عددا من البرامج الإذاعية وكتب للصحف الليبية مقالات في مجالات الأدب والشأن العام هو الروائي والقاص الراحل عبدالرسول العريبي الذي كتب عن روايته الناقد والأديب اغريبيل تحت عنوان “تلك الليلة“ رواية للمكان” ” نقد لا يهدف إلى إصدار أحكام يحترم إبداع الكاتب وذكاء القارئ قائلا: (تلك الليلة ”رواية للمكان لا في المكان تحتويه ولا يحتويها تختصر اللحظة و تكثفها ، تفسح مجالاً أرحب للمكان ، تبني علاقتها معه ، تستنفذ كل خصائصه وتوظف كل معانيه وثنائياته المتناقضة لتوليد دلالاتها أشخاص الرواية لا أسماء لهم ( الصياد ، الفتاة ، الأصدقاء ، السفلة ) المكان وحده يستحوذ على كل الاهتمام ، له أسماؤه وجغرافيته ومخلوقاته ، بينما الأشخاص تم حشدهم لتعميق الإحساس به . ويستطرد (تلك الليلة)رواية تمت بصلة ما ، وتربط بنسب ولو من بعيد إلى الرومانسية ، تختفي داخل لغتها الشعرية لغة أخرى مغايرة ، تصوغ وتبلور عالماً من القيم والمفاهيم . بطلها الصياد يؤمن بالقدر وبأن المرء قد يجد نفسه في خدمة الخير دون أن يعلم ودون أن تكون لديه رغبة في ذلك ، يقرض الشعر ويتعاطى الكتابة ، ويبحث عن قارئ واحد يفهمه . فهل كنت ذلك القارئ ؟ وكتب أيضا الروائي التونسي كمال الرياحي عن روايته “أبواب الموت السبعة” ها هو عبد الرسول العريبي في روايته ” أبواب الموت السبعة ” يعود إلى التاريخ الليبي الحديث و إلى سيرة الشهيد عمر المختار و قصّة نضاله ضدّ الاستعمار الفاشي الإيطالي .هل يكفي متن الرواية المنشغل بالمقاومة لنصنّف هذه الرواية ضمن “أدب المقاومة “؟ رواية “أبواب الموت السبعة ” رواية ترصد حالة خاصة من حالات المقاومة الشعبية العربية : الحالة الليبية . فليبيا تعرّضت إلى أسوأ صور الاستعمار و ليس هذا من قبيل التهويل إنّما هي حقيقة تاريخية لأنّ ليبيا هي الدولة العربية الوحيدة التي استعمرتها إيطاليا الفاشية التي لا يمكن مقارنة جبروتها و عنفها إلا بألمانيا النازية و هذا ما جعل حجم مأساة الإنسان الليبي مضاعفة مقارنة ببقية الأهالي في الأقطار العربية الأخرى التي تعرّضت إلى الاستعمار الفرنسي أو الاستعمار الإنكليزي . أما هو فقد كتب كرسي في مقهى وهي من أبرز قصصه المنشورة والمنتشرة عبر الشبكة العنكبوتية عن المجموعة القصصية أطفال التراب ” حيث يقول :(( أحيانا نرى العالم ولا يرانا “في صباح اليوم التالي لجأت إلى الانزواء . اخترت فيما اخترت الهبوط إلى الذات, لاستدراك الهموم الذاتية. ويجب أن أعترف هنا أن المواجهات حقيقية تستبد بي، لكنها تعذبني بشراهة وحين انزويت وهبطت أدركني الاستياء وحدي في مكان قصي بالمقهى المفتوح على شارع عمر المختار، راودني خاطر ما مبهم وضبابي عن الشيخ المشنوق بلا سبب، وعن موسوليني حين جر قدميه وسط شوارع روما ولأكثر من سبب، لكنني وهذه حقيقة لم أبالِ صرت وجهًا لوجه مع المارة، مع المدينة كلها، وإذ شرعت أتابع حركة الأقدام أمامي، أكتشف أن ذلك لا يجدي إذن – قلت لنفسي – لأرفع رأسي قليلا لكي أتيح لنفسي رؤية الوجوه الكثيرة المغسولة بالعرق وبالشمس وأحيانا كثيرة بالكولونيا كنت في الواقع أختلس النظرات إلى أعماقهم ، كانت ملامحهم الجافة لا تعني شيئا بالنسبة لي ، فعادتي دائما أن أراهن على شيء خفي كامن هناك في الأعماق ).