أمنيتي قارب

أمنيتي قارب

بقلم :: عثمان البوسيفي

حديقة حيوان تحولت الى معسكر وغابة مشرعة للبهائم وطرق مليئة بالقمامة وسيارات تتجول دون لوحات معدنية وأجساد متهالكة تعتاش على القليل تستند على جدران صدئة منذ لحظات الفجر من اجل نقود فقدت قيمتها ونساء برفقة صبية صغار يبيعون المناديل الورقية على حواف الطرقات والاشارات الضوئية وعضو مؤتمر لا يمت للوطنية بصلة يكسب ود محبي أحد الاندية ورئيس وزراء يترك البسطاء يتلحفون العراء ويذهب لناد كبير من أجل كسب وده ورئيس وزراء سابق ما ينفك يركض من اجل العودة للسلطة ويصف المليشيات بالوطنية ويصف نفسه برجل الدولة وجوازات سفر الحصول عليها صعب والسفر بها اصعب .
ومصلحة أملاك الدولة تستغيث عبر الرسائل القصيرة وتناشد ما تبقى من مواطنين مستفيدين من عقارات (الدولة ) أن يقوموا بدفع ما عليهم في ظل غياب تام لوجود تلك الدولة .
مستشفيات خاوية لا تعرف غير الألم وما يسكن الألم غائب منذ وقت عنها وكل أحلام العاملين فيه أن يتمكنوا من إيقاف زحف الوجع للأجساد المسكونة بالرعب من قادم الايام
وقود يتم تهريبه وخراف يتم اقتيادها الى بلدان مجاورة لتباع هناك بسعر يفوق سعرها هنا والمواطن تشده عبارة كم برميا نفط ثم تصديره هذا اليوم وهل حياتنا أفسدها النفط ؟
سعر الهاتف يقترب من سعر السيارة زمان والأفوه تواصل النحيب كيف لها أن تعيش في ظل هذا العبث والعام يقترب من الآفول ؟
حشود تقف على اعتاب السفارات تستجدي تأشيرة تمنحها الفرار من جهنم الى جنة موعودة وجلها لا يتحصل على ما يريد تتلقفه قوارب الموت .
تغيير ديمغرافي هناك لا تشعر به الحكومة التى تغسل قدميها كل صباح على شاطئ البحر والقوارب المتهالكة تسجل مزيدا من الموتى الباحثين عن الحياة .
وأنا اعبر الدروب كل يوم وأمنيتي قارب لا يغرق في عرض البحر ومدينة تعرف القطارات والخبز النظيف والمصارف التى لا تعرف الاكتظاظ .
ماذا افعل والحرف يخنقني وضوء عيناي تسرقه السحب والقارئ الجميل مل من سماع الخطب ….

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :