متابعة : منى توكاشها
تستعد مدينة سبها وعدة بلديات في الجنوب الليبي لإطلاق حملة تطعيم جزئية ضد مرضي الحصبة والحصبة الألمانية، استجابة لتحذيرات صحية بشأن تزايد الإصابات في بعض المناطق. وستنطلق الحملة خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 24 يوليو الجاري، مستهدفة الأطفال من عمر تسعة أشهر حتى 15 عامًا، أي من مواليد 1 يناير 2010 وما بعد.
وتأتي هذه الحملة ضمن خطة استثنائية يشرف عليها المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بالتنسيق مع إدارات الخدمات الصحية والكوادر الطبية والتمريضية، بهدف احتواء بؤر العدوى ورفع معدلات التغطية بالتطعيمات في المناطق الأكثر عرضة لانتشار المرض.
وفي تصريح لـ”فسانيا”، أكد الدكتور عبد الرحمن سعود، رئيس قسم الطعوم بإدارة التطعيمات، أن الحملة تستند إلى تقارير وطنية ترصد وجود حالات نشطة لمرض الحصبة في عدد من مناطق الجنوب، مما دفع إلى إطلاق حملة تعزيزية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للإصابة.
وأوضح سعود أن:
“الفئة العمرية التي نستهدفها تمتد من تسعة أشهر إلى خمس عشرة سنة، ونعمل على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال لضمان تطويق المرض قبل تحوله إلى وباء.”
وفي سياق متصل، شدد الأستاذ أحمد الشريف، مدير إدارة البرامج المحلية، على الدور الحيوي للإعلام في دعم الحملات الصحية، مؤكدًا أن فعالية أي حملة لا تكتمل دون مشاركة نشطة من وسائل الإعلام المحلية.
وأضاف الشريف:
“نحن بحاجة إلى إعلام مسؤول ينقل المعلومة الصحية بوضوح وشفافية، ويساهم في بناء وعي مجتمعي يساعد في الوقاية والاستجابة.”
من جانبه، أشار الأستاذ عماد نجومة، مدير مكتب الإعلام بالمركز الوطني، إلى أن الحملة تأتي في وقت حساس نتيجة وجود أعداد من المهاجرين والنازحين الذين يصعب تتبع حالتهم الصحية، مما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية بينهم وبين السكان المحليين.
وقال نجومة:
“نوجه نداء إلى كل الأسر في الجنوب، للتوجه بأبنائهم إلى أقرب مركز صحي خلال أيام الحملة. هذا الجهد لا يكتمل دون تعاون الأهالي، فالتطعيم هو الوسيلة الأنجع لحماية أبنائنا.”
وبموازاة الاستعدادات الميدانية، أطلقت إدارة التطعيمات ورشة إعلامية تحضيرية تستمر لثلاثة أيام في سبها، وتهدف إلى تعزيز التغطية الإعلامية للحملة. واستهدفت الورشة في يومها الأول مجموعة من الصحفيين والإعلاميين من عدة مناطق جنوبية، فيما خُصص اليوم الثاني لمؤسسات المجتمع المدني، والثالث لأعيان وحكماء المدينة.
وأشار الصحفي حسام دقّة، أحد المشاركين في الورشة، إلى أن هذه الحملة تختلف عن الحملات الروتينية، مؤكدًا أنها جاءت استجابة لحالة طوارئ وبائية فعلية بعد تسجيل حالات إصابة مؤكدة.
وأوضح دقّة أن:
“الورشة تمثل خطوة مهمة لإشراك الإعلام والمجتمع المحلي في رفع الوعي حول خطورة المرض، وقد شهدت مشاركة واسعة من إعلاميي الجنوب، رغم تعذر حضور بعض المدعوين من مناطق القطرون وجالو والكفرة.”
وتتطلع الجهات المنظمة إلى أن تحقق الحملة معدلات استجابة عالية، خاصة في ظل توفر الدعم الفني واللوجستي، والمشاركة الفاعلة من المجتمع المدني، ما يُعزّز من فرص نجاحها في الحد من انتشار المرض وضمان سلامة الأطفال.














