الدكتور سالم الهمالي يكتب رسالة إلى رئيس وزراء ليبيا المكلف فتحي باشاغا

الدكتور سالم الهمالي يكتب رسالة إلى رئيس وزراء ليبيا المكلف فتحي باشاغا

كتبه : د سالم الهمالي

د : سالم الهمالي

فتحي باشاغارئيس وزراء ليبيا المكلف تحية طيبة وبعد …أكتب إليك هذه الرسالة في وقت عصيب، وليبيا ضعيفة مهانة مشتتة تصارعها الاهواء والأمواج، فاصبحت لقمة سائغة لكل من هب ودب، حدود مفتوحة وثروة مهدره وشعب لا يدري من يقود بلده ولا الى اي وجهة يأخذونها.

تعلم كل ما حدث في ليبيا من صراع وتطاحن، ارواح ازهقت ودماء سالت في كل مدينة وقرية، فأنت احد قادة هذه المرحلة وتعلم اكثر مما اعرفه، ولذلك لن أضيف.ليبيا المتفرقة هو سبب طمع العالم فيها، “فالمال السائب يعلم السرقة” كما يقول أهلنا، وما تخطط له التيارات الإقليمية المتصارعة ليس في مصلحتنا، لأننا تأخرنا عنهم جميعا، وبدون أستثناء، ولا داعي لذكر أزماتنا في التعليم والصحة والمرافق وكل شيء.ما استفادت منه تلك الاطراف (الداخلية والخارجية) هو وجود صراع بين الليبيين، بذلك اصبح من السهل عليهم تأجيج هذا على ذاك، فخسر كل الشعب الليبي، ولم يكسب منهم احد …

حتى من نهبوا ثروة الشعب يعيشون في خوف وهلع، اذ انه، طال الزمن او قصر سيطالبهم القانون وتحاكمهم العدالة.الشعب الليبي بسيط أشد البساطة، فالكلمة الطيبة تفعل فيه الافاعيل، ومعقد ابلغ درجات التعقيد، “فكساحة” الرأس لنا فيها القيادة والريادة على مستوى العالم؛ فمن غيرنا حباه الله بكل النعم، استبدلها بدمار وخراب ودموع وأحزان؟!نريد أنتخابات صحيحة، فعليك ان تعمل على ذلك من يومك الأول، ولا تعمل كما عمل غيرك، ما ان تمسك الكرسي حتى تلتصق به، وتصرف اموال الدولة لتعطيل اهم واجب لحكومتك: اجراء انتخابات حرة ونزيهة خلال المدة المحددة بالتعديل الدستوري.نريد تحطيم (حاجز الكراهية) الذي بناه كل من لا يحب ليبيا ولا أهلها، فنحن أهل واخوة وأنساب واصهار، من شرق البلاد الى غربها ومن شمالها الى جنوبها. كفانا من ذاك الخطاب البذيء الذي اصبح ديدن بعض القنوات والمحللين …

الصحيح هو: حتحات على ما فات، وأحنا اولاد اليوم.لا نريد حكم الفرد، تحت اي صورة كانت، فتلك الحقبة اكل عليها الدهر وشرب، فالمشاركة في الحكم هو الضامن لان يجد الجميع أنفسهم ممثلين في أدواته.ليبيا تعاني في كل المرافق، (لن) يكون باستطاعتك اصلاح كل شيء، لذلك اعمل على بنود محددة، عاجلة، مهمة، ممكن إنجازها في المدة المقررة، ليرى المواطن ان طريق الإصلاح ممكنة، إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة ونكران الذات.

عليك واجب جمع الليبيين وترطيب قلوبهم على بعضهم، بعد ان أصابها ما أصابها، فكن عونا لمن يريد الإصلاح، وافتح قلبك ومكتبك لمن يخالفك، وحتى من يسيئ إليك، “فمن يريد ان يكون قنطرة عليه ان يتحمل الدوس”!!امامك فرصة ان تسجل اسمك في التاريخ، بالمساهمة في انقاذ بلادك وحفظ وحماية اهلك مِن الهاوية، فلا تضيعها بمستشارين لا يجيدون النصح ولا بطانة من كبار البطون …اعانك الله ووفقك لما فيه خير البلاد والعباد …

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :