السباحة مع الأفيون

السباحة مع الأفيون

محمود ابوزنداح

 كنّا نترقب أمام شاشة التلفاز نتظر في لحظة بداية الفيلم الأجنبي ، كانت البداية هي النهاية بالنسبة لي فقد عرفت أحداث الفيلم منذ بداية المشاهد ، هتشكوك كان أب الصورة الأولى و بطلها الأوحد في عالم الخيال (صانع السينما ) يعرف كيف يدخل الصورة في الأغلب كانت بدايته مع أي فيلم إما بصورة طبيعية أو حدث حربي ضخم !

هنا تعرف إذا كان الفيلم أكشن أو رومانسيا . نزل الكاوبوي بفيلمه بعصابة ترمي المخدرات من طائرة في وسط البحر ، كيف لعصابة أن تصنع لها دولة داخل هكذا دولة !؟

مات هتشكوك ، وخرجت الصور من بحر الوطن ، أجدابيا بكميات كبيرة ترسم ساحلا طويلا ليس من الخيرات التي يجود بها هذا البحر على الجرافات الأجنبية الراسية هناك تسرق الأسماك الصغيرة والكبيرة وتمرر لنا كميات من سموم القتل للشباب ( إنها المخدرات ) . كميات كبيرة تكفي لجعل أكبر عصابتين تتقاتلان حتى الموت لأجل نصف هذه الكمية ، وهي ملقاة على شواطئ ليبيا شاهدة على عصر الجنون .

انتقل فيروس المخدرات بين عصابات الداخل والخارج فهي هجين لا تعرف الرقم الوطني يتشارك الوطني مع الأجنبي في عصابة واحدة لا تؤمن بالحدود ولا أي شيء آخر سوى أن المخدرات بجميع أنواعها الأبيض والأسود هي مستورد بكميات كبيرة لأجل شعب صغير ، انتقل إلى العصابات والمرتزقة المتمركزة داخل الوطن حتى يتم نقلها إلى أفريقيا.

يكبر حجم الكارثة عندما تجد الضبطيات شرقا وجنوباً وغرباً في أقصى الأماكن ، داخل خفايا السيارات المستوردة وبين أضلاع الوقت ، بتسرب كميات كبيرة عبر المنافذ الرسمية أو بعيد عنها. ويكفي أن أخطر حبة مهلوسة ( الفرعون ) قد أبلغ عنها مواطن صالح بمدينة زليتن بعد أن وجدها بسيارته المستورة والخارجة من الميناء بإجراءات رسمية مواطن صالح مقابل جهاز كامل تجهيزاته وإعداده لابد من خطة أخرى تكمن في أن الدولة تتطور مع تطور الجريمة وإلا أصبحنا نسبح في بحر المخدرات لا البحر المتوسط.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :