الشاعر الغنائي يُوسف بِن صريتي فِي ذمــة الله

الشاعر الغنائي يُوسف بِن صريتي فِي ذمــة الله

كتب :: شكري السنكي 

غادر الساحة الغنائية الليبية الشاعر الغنائي الجميل  يُوسف بِن صريتي عَن عمر ناهر 70 عاماً إثر مرض لم يمهله طويلاً. يُعد بن صريتي أحد الشعراء الّذِين ساهموا إِلى حدٍ مَا فِي تطوير الأغنيّة الِلّيبيّة ووضع بصمة مهمّة عليها.
تعددت أعمال الرَّاحل الغنائيّة مِن أغانٍ للطفل والمسرح والمسلسلات الدرامية، وقد تغنى بكلماته العديد مِن المطربين الِلّيبيّين والعرب، وَمِن الفنانين الِلّيبيّين: علي الشعاليّة ومحَمّد صدقي ومحَمّد مختار ومحَمّد نجم ومحَمّد حسن ومحَمّد السليني ومُصْطفى حمزة والشاب الجيلاني الّذِي بدأ مسيرته الفنيّة الناجحة بأغنيّة مِن كلماته وألحان المُوسيقار كاظم نديم. وتغنت بِكلماتهِ بعض المطربات العربيّات مثل: عليا وشريفة فاضل وليلى جمال.
وكان للرَّاحل حضور لافت فِي الصحافة حيث كتب العديد مِن المقالات فِي الشّأن الفنّي فِي الصحف الِلّيبيّة وفي مقدمتها صحيفة: “الحقيقة” الّتي كانت أشهر جريدة ِلّيبيّة قبل أن يقفلها النَّظام الانقلابي فِي السبعينات والّتي كان يصدرها الأستاذ محمّد بشير الهوني ويرأس تحريرها الصحفي الكبير رشاد الهوني. وصدرت للرَّاحل الكبير أربعة دواوين فِي الشّعر الغنّائي بالعناوين التالية: (مشوار العذاب، دمع الندم، حكاية حبّ، ظلمتك معايا) وكانت باكورة إصداراتها فِي العَام 1974م. وقد ساهم يوسف بن صريتي أيْضاً فِي دعم المسرح وتطويره، مِن خلال عمله فِي مجال الإدارة بالمسرح الشّعبي فِي مدينة بّنْغازي، وكان قريباً مِن الفنّان المسرحي المصري القدير عُمر الحريري الّذِي وصل إِلى بّنْغازي فِي بداية السبعينات كمدرب ومشرف على تطوير المسرح الِلّيبيّ وقد استقر فِي بّنْغازي أكثر مِن خمسة أعوام.
برع بن صريتي، فِي الأغنيّة المتكئة على الموروث الشّعبي حتَّى صارت بعض أغانيه شائعة فِي أفراح الِلّيبيّين وأعراسهم، مثل: (قالوا لنا عالصبر قلنا وينـــه) و (جابك منام الليل وأنا غافي). ويُذكر أن أغنيته: (ظلمتك معايا بعد حبيتيني)، الّتي تغنى بها الفنّان الرَّاحل محمّد صدقي، كانت مِن أشهر أعماله، بِالإضافةِ إِلى أغنيّة: (جابك منام الليل وأنا غافي) الّتي تغنى بها الفنّان الشّعبي سيف النَّصــر.
حصل الشّاعر الغنائي يُوسف بِن صريتي، على العديد مِن الجوائز وشهادات التقدير، وتمَّ تكريمه مِن قبل مجلس الثقافة العام بمدينة بّنْغازي، وكرمته “جامعة الدول العربيّة” فِي مهرجان الرَّواد العرب فِي مجال الشّعر الغنائي المنعقد بالقاهـرة العَام 2002م.
رحم الله الشّاعر الغنائي يُوسف بِن صريتي صاحب الإحساس المرهف والكلمة المعبرة والجمل الرَّائعة الّتي ترجمت بعضاً مِن مشاعرنا اتجاه الحبّ والألم والأمل والحيَاة.. رحمه الله رحمة واسعة فقد كان عاشقاً للوطن ومسكوناً بحبّ بّنْغازي وملماً بتفاصيل صور ذاكرتها.. رحمه الله، ورحم موتانا وجميع أموات المسلمين.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :