الحسين بن كريم

المقترح الأميركي حول الانتخابات الليبية، يجسد سياسة الولايات المتحدة في التعامل مع الانتخابات التي تجرى في دول العالم الثالث، وفي الحالة الليبية يبدو إن واشنطن استبقت الأزمة المتوقعة والتي ستحدثها نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وذلك بجعل الانتخابات تجرى وفق جدول زمني يمكن الولايات المتحدة من جعل نتائج الانتخابات متوازنة ومرضية لأطراف الصراع في ليبيا. باختصار المقترح يقول :

(إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية على مرحلتين)، المرحلة الأولى تكون بـ(انتخابات غرفة أولى من البرلمان وإجراء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر)، أما المرحلة الثانية فسوف تكون على النحو الأتي: (إجراء الانتخابات الغرفة الثانية من البرلمان في 22 سبتمبر 2022.). بالنسبة للانتخابات الرئاسية (تجرى الانتخابات في مرحلتها الأولى في 24 ديسمبر 2021 أما المرحلة الثانية فتجرى في 15 سبتمبر 2022). أعتقد أن الولايات المتحدة بهذا المقترح تريد ضمان أن تكون النتائج متوازنة فطرح أن يكون البرلمان بغرفتين بشرط أن لا يتم انتخابهم في فترة واحدة وجعل فارق زمني يصل إلى 9 أشهركاملة بين انتخاب الغرفة الأولى والغرفة الثانية بحيث إذا ما فاز مثلا تحالف (الكرامة) بأغلبية المقاعد في انتخابات الغرفة الأولى، فإن انتخابات الغرفة الثانية يجب أن يفوز بأغلبيتها تحالف (فجر ليبيا) كما سيكون مقر الغرفة الأولى في برقة والغرفة الثانية في طرابلس والعكس صحيح. أما إجراء الانتخابات الرئاسية على مرحلتين بفارق زمني يصل إلى 9 أشهركاملة فهو يهدف إلى حل أزمة قائمة وحل أخرى قادمة في الطريق بعد نتيجة الانتخابات المرحلة الثانية، حيث من المتوقع أن يسمح لجميع الشخصيات الجدلية للترشح وخوض الانتخابات الرئاسية في المرحلة الأولى بما فيهم سيف الإسلام القذافي، وبما أنه سوف يصل إلى الجولة الثانية شخصيتان وهناك مساحة كبيرة من الوقت تصل إلى 9 أشهر فسوف يتم جمع المرشحان الفائزان في الجولة الأولى وإجراء مفاوضات بينهما حول إمكانية تقاسم السلطة إما باختراع منصب نائب الرئيس أو أن يكون صاحب التريب الثاني في الانتخابات الرئاسية هو رئيس الحكومة الجديدة.