( الْمَسْكُوتُ عَنْهُ )مَجْهُولُو النّسَبِ بَيْنَ نَظْرَة المُجْتَمَع وَ غَفْلَة المُشَرّعِينَ

( الْمَسْكُوتُ عَنْهُ )مَجْهُولُو النّسَبِ بَيْنَ نَظْرَة المُجْتَمَع وَ غَفْلَة المُشَرّعِينَ

  • متابعة :: زهرة موسى :: عزيزة ناجي

المُحَامِيَة زَيْنَب عَبْدُالغَنِيّ لِهَذِه الفِئَة حُقُوقٌ مَنَحَهَا لَهُم القَانُون نُحَاوِل مُسَانَدَتَهُم لِمَعْرِفَتِهَا.

عقدت منظمة خطوة بخطوة لسيادة القانون و حقوق الإنسان ندوة بحثية حول نظرة المجتمع لمجهولي النسب بمدينة سبها ، و كانت الندوة الثانية من نوعها ، حيث طرحت خلالها عدة جوانب مهمة ( الاجتماعي و النفسي و الإنساني و الجانب الديني و القانوني ) فيما يخص قضية مجولي النسب ، تخللتها بعض الأسئلة من قبل الحضور و التي أجاب عنها المختصون بشكل دقيق وواضح في نهاية الندوة تم استخلاص عدة توصيات . قالت المستشارة القانونية ” زينب عبد الغني الطاهر ” نائبة رئيس منظمة خطوة بخطوة لسيادة القانون وحقوق الإنسان ” برنامج اليوم هو عبارة عن ندوة ثانية قانونية بحثية عن مجهولي النسب ، وهذه تعتبر مساندة من منظمة خطوة بخطوة لهذه الفئة ، لتعريف بحقوقهم التي منحها القانون لهم ، و التعريف بالإجراءات الواجب على مجهولي النسب اتباعها و شملت الندوة الجانب الاجتماعي و الجانب النفسي ، تناولنا فيها نظرة المجتمع لهذه الفئة ، و الآثار النفسية المترتبة على هذه النظرة .

عُضْوَة هَيْئَة التّدْرِيس بِجَامِعَة سَبْهَا مَبْرُوكَة الفَاخِرِي قَضِيّة جَرِيئَة جِدّا تُطْرَحُ لِلْمَرّة الأولَى

أضافت ” كان هناك مداخلات عدة كما لاحظتم منها مداخلة ” د. محمد عبد السلام و الذي مثل الجانب الشرعي ، و كذلك الأستاذ عبد الناصر العالم ، من محكمة سبها الذي تطرق للإجراءات المتبعة داخل المحكمة فيما يخص مجهولي النسب ، كما كان ضمن ضيوفنا الأستاذ أحمد من السجل المدني والذي تحدث عن الإجراءات التي تتم داخل السجل المدني بخصوص هذه الفئة ، وهذه الندوة تعتبر ضمن إطار الأهداف التي تسعى المنظمة لتحقيقها و هي نشر الوعي و الثقافة القانونية بين فئات المجتمع كافة .

نوهت : ” هذه الندوة الثانية بذات الموضوع ” و سيكون هناك سلسلة بمختلف مناطق ليبيا ، وألْفِتُ النظر بأن هذه الندوة تعتبر الأولى من نوعها وهي تطرح لأول مرة بليبيا و أثيرت على يد منظمة خطوة بخطوة لسيادة القانون . مبروكة علي الفاخري ” عضوة هيئة التدريس بجامعة سبها كلية الآداب بقسم علم النفس ، أخصائية نفسية عن مركز الصفاء للصحة النفسية ، و معدلة سلوك مع الأطفال “كانت مشاركتي بهذه الندوة الخاصة بمجهولي النسب ، و التي كانت نقطة جريئة جدا ، و أيضا كانت تطرح للمرة الأولى ، و لهذا تحمست للمشاركة فيها

المُدَرّبَة سَالِمَة بِنْ يَاقَة لَا نَسْتَطِيعُ الجَزْمَ بِأنّ المُجْتَمَعَ كُلّه يَنْظُرُ لِهَذِهِ الفِئَة عَلَى أنّهَا مُذْنِبَةٌ.

و تحدثت عن الجانب النفسي وهي نظرة المجتمع لهذه الفئة ، وركزت على جانب الثقة في النفس ، و كيف أن الثقة في النفس تساهم في تقبل الأطفال ، و تقبل هذه الظاهرة ، و أنا لا أدعو للتقبل بحدوث الظاهرة و انتشارها ، ولكن القصد بأن نتقبل الأطفال لأنه ليس لهم ذنب بما حدث ، وهم نتيجة لخطأ ، فلا يجوز أن نظلمهم و نقصيهم من حقوقهم ، ويجب أن نساهم في تقبل المجتمع لهم ، و لا يجوز إقصاؤهم و تعنيفهم و نكران وجودهم ، لهذا ركزت على الجانب النفسي للأطفال مجهولي النسب . ذكرت الفاخري ” الطفل مجهول النسب يتعرض للتحرش اللفظي و الجنسي ، وذلك لأن البعض ينظر له بما أنه مجهول النسب ، وبما أنه ليس لديه عائلة تحميه فإنه يكون حقا للمجتمع في ممارسة كل عاهاته عليه ، فمن وجهة نظري بأنه يجب علينا التركيز على دور الأخصائي النفسي في المدارس ، لإرشاد الأطفال بصفة عامة ، لأنه إذا تم إنشاء مركز خاص بهذه الفئة بالتالي لن يتردد أحد على المركز ، و لكن عندما يكون المركز عاما يستقبل جميع الأطفال و المراهقين هنا ستأتي جميع شرائح المجتمع .

لَيْلَى إبْرَاهِيم البَصِير ” مُدَرّبَة تَنْمِيَة بَشَرِيَة نَحْتَاجُ لِوَقْتٍ وَ جُهْدٍ كَبِيرَيْن لتَغْيِيرِ نَظْرَةِ المُجْتَمَع اتّجَاه مَجْهُولِي النّسَبِ.

أشارت : تعاملت مع هذه الفئة عندما عملت مع منظمة اليونسيف كمعدلة سلوك ، و رأيت طريقة تعامل المعلمين و المعلمات مع الطلبة مجهولي النسب فكانوا يتعاملون معهم على أنهم ” أبناء حرام ” ، إضافة إلى أن الطفل في الصف السادس ابتدائي تراه مكسورا ، لأنه واجه صدمة كهذه ، فعلى المجتمع مساعدته على تقبل هذه الحقيقة بكونه غير مذنب ، لا أن نجعله مذنبا ، و أجريت دراسة خاصة عن هؤلاء الأطفال و كيفية تعزيز ثقة النفس عندهم ولم تنشر هذه الدراسة حتى الآن ، ولاحظت خلال الدراسة بأن الطفل دائما يكون في حالة انزواء ، و مستواه التحصيلي ينخفض ، ولا يحاول اللعب مع الأطفال أو أنه سيتعامل معهم بطريقة عنيفة .

المُسْتَشَارُ القَانُونِيّ نَاجِي أبُوالْقَاسِم نُحَاوِلُ تَغْيِيرَ أوْ كَسْرَ النّظْرَة النّمَطِيّة لِلْمُجْتَمَعِ ، لهَذِهِ الشّرِيحَة

أعربت سالمة بن ياقة ” مدربة ” تطرقت لدور الأسرة و وسائل الإعلام و المجتمع المدني ، و الأوقاف ، تطرقنا لدور المجتمع بشكل العام ، وذلك لإيصال صوت هذه الفئة ، و قمت بعرض فيديو لامرأة ليبية مجهولة النسب ، وبعد أن وقع عليها ظلم المجتمع ، حرمت من التعليم ، تزوجت من رجل غير ليبي كما يقول المثل “هربت من النار وقعت في الرماد” للأسف كان هو الآخر يمارس عليها الظلم و يعنفها بشكل دائم ،كان يتعاطى كانت قصة مؤثرة جدا ، هذه تكلمت و عبرت عن معاناتها ، غيرها الكثير لم يتجرأن على البوح ، و أيضا الرجال لا تعبير ، فيمكن أن تتحدث المرأة وتعبر عما تعانيه ،و لكن الرجل لن يفعل ذلك ، و الشرخ النفسي الذي سببه الآباء نحن لن نستطيع ترميمه مهما فعلنا , نتمنى من المجتمع أن يمنحهم البعض من حقوقهم ، كالتي طلبتها المرأة خلال الفيديو ، كأوراق إثبات الشخصية ، حتى تستطيع العمل و السفر .

المُحَامِي صَالِح حتَيْتَه نَسْعَى لِوَضْعِ مَشْرُوعٍ لِقَانُونٍ خَاصّ بِمَجْهُولِي النّسَبِ وَحُقُوقِهِم

وضحت ” نحن لا نستطيع التعميم بأن المجتمع كله ينظر لهذه الفئة على أنها مذنبة ، فالبعض يعاملها معاملة حسنة ، و البعض يتبنى أطفالا مجهولي النسب ، و يعاملونهم كأب و أم ، ولكن ما ينقصهم هو العائلة ” الأخوال و الأعمام ” فهم ينظرون إليه نظرة الدخيل و بعد سن معينة سينظرون إليه بنظرة أخرى تتعلق بكونه سيرث هذه العائلة و ستكون له حصة من الميراث ، ولن يفكروا بحاجة الأم و الأب لعيش دور الأم و الأب دور الأمومة أو الأبوة ، و في حال حدث شيء للأب أو الأم المحتضنة فإن هذا الكفل سيعاني ، إذا لم يحفظ له حقه ، و أتمنى أن تتحدث الأوقاف و مؤسسات المجتمع المدني عن هذه الأمور ، فدور التوعية مهم جدا أكثر من أي شيء آخر . أظهرت ” ليلى إبراهيم البصير ” مدربة تنمية بشرية ” كانت مشاركتي عن الجانب الإنساني ، بما أن القضية هي قضية إنسانية و تمس هذا الجانب ، فهذا الطفل بغض النظر عن كونه مواطنا ليبيّا فهو إنسان قبل كل شيء ، ولهذا يجب أن يعامل معاملة إنسانية بدون ظلم أو تعسف ، وكثير من القصص التي طرحت أمامي أو التي قرأت عنها أو حتى شاهدتها كانت مؤثرة جدا ، فتطرقت خلال طرحي إلى أسباب انحراف الشباب الذي هو السبب الرئيسي لوجود هذه الفئة ، من ضمنها ضعف الوازع الديني ، غياب الدور الرقابي الأسري ، وسائل الإعلام السلبية ، و كذلك الفراغ ، فهذه الأسباب هي التي قد تساهم بشكل مباشر في انحراف الشباب . نحتاج لوقت وجهد كبيرين لتغيير نظرة المجتمع اتجاه مجهولي النسب ، فليس من السهل تغيير عادات جيل متمسك بالعرف و العادات و التقاليد .

. النّاشِطَة الحُقُوقِيّة رَبِيعَة السّبَيْعِيّ هُنَاكَ أطْفَالٌ مَجَهُولُو النّسَبِ وَلَكِن هُمْ شَرْعِيّونَ وَهُنَاكَ العَكْس يَجِبُ التّفْرِقَة بَيْنَ الاثْنَيْنِ النّفْسِيّة المُتَفَشِيّة فِي مُجْتَمَعِنَا وَتَوْضِيح بَعْضِ الحُلُولِ الّتِي يَسْتَطِيعُونَ تَنْفِيذَهَا.

أفاد ” العضو بمنظمة خطوة بخطوة لسيادة القانون وحقوق الإنسان المستشار القانوني ” ناجي بالقاسم ” أحد منسقي هذه الندوة القانونية عن مجهولي النسب و نظرة المجتمع ، والهدف من هذه الندوة هو تسليط الضوء على هذه المعضلة الاجتماعية التي يكون ضحيتها العديد من الأطفال، ونحاول نحن كقانونيين التركيز على هذه الفئة لهذا تطرقنا خلال هذه الندوة لعدة جوانب منها الجانب النفسي والاجتماعي والشرعي ، والجانب القانوني كذلك ، تحدثنا عن ماهية القوانين المتعلقة بهذه الفئة ، ونحاول تغيير أو كسر النظرة النمطية للمجتمع ، لهذه الشريحة ، كون يطلق عليهم مسميات غير لائقة كابن زنا أو ابن حرام !! لذلك نعمل لكي ترتقي هذه المصطلحات . أشار ” رئيس منظمة خطوة بخطوة لسيادة القانون وحقوق الإنسان ” صالح سالم حتيتة ” بأن هذه الندوة البحثية الثانية لمنظمة خطوة بخطوة ، هذه المنظمة عملت على أن يكون من ضمن أهدافها نشر الثقافة القانونية بالمجتمع خصصنا هذه الندوة لمجهولي النسب لأن هذه الفئة تحتاج لتوضيح أكثر من الناحية القانونية وأيضا من الناحية الاجتماعية والنفسية ، وقد شارك بهذه الندوة العديد من الأساتذة ، والدكاترة المختصين من الناحية الاجتماعية ومن الناحية النفسية وحاولنا أن نعطي الفكرة حول ما يتعلق بحقوقهم، كيفية تسجيلهم ، وما هي الإجراءات التي تتخذ حيالهم ومن هم الراعون لهذه الفئة داخل المجتمع ، والحقيقة نحن نعاني من نقص فيما يخص حقوق الكافل سواء إن كان مبنى كدار رعاية الأطفال مجهولي النسب .

كما أننا نحاول أن نسلط الضوء على القوانين التي تنظم هذه الفئة حتى يتم وضع مشروع لقانون خاص بمجهولي النسب وحقوقهم ، وستكون هناك توصيات تتعلق بتعديل بعض القوانين التي تنظم و تفعل هذه القوانين ، بالنسبة للإحصائيات المتعلقة بعدد مجهولي النسب فهم قلة و قد تصل إلى 70 مجهول نسب تقريبيا. بينت ” المحامية حنين أحمد الأنصاري ” بأن هذا الموضوع جد إنساني وأن هذه الشريحة تعاني وتدفع ثمن مشكلات ليس لها ذنب في ارتكابها ، بل هي الضحية ومع هذا تعامل وكأنها هي المذنبة، وبأن هذا الموضوع مهم ويجب على المجتمع أن يركز على إيجاد حلول له ، من خلال تركيزه على تعديل القانون الليبي ، كما أن القانون الليبي من وجهة نظري لا يقف مع هذه الفئة ولا يعطيها حقوقها، وتوصيتي للقانونيين والقضاء ، إقامة مزيد من الندوات الثقافية القانونية ، توصي في مخرجاتها بتعديل هذا القانون الذي يضر بهذه الفئة حتى يتم إعطاؤهم كامل حققوهم لكي يتعامل معهم المجتمع كباقي أفراده وهذا حق طبيعي لهم، وبالتالي لا ينظر لهم كأشخاص غير طبيعيين وجدوا بهذه الحياة، وبعدم التلفظ بالألفاظ غير اللائقة كابن الحرام واللقيط، وغيرها من الألفاظ السيئة التي لا قيمة لها، غير أنها تؤثر على نفسية هؤلاء الأشخاص، ولذلك لابد من تحديد مفهوم أو مصطلح لائق مثل مواطن بحكم القانون.

استرسلت ” المحامية والناشطة الحقوقية: ربيعة إبراهيم السبعي للأسف نعاني من سلبيات كثيرة بالمجتمع الليبي بنظرتهم للطفل مجهول النسب ، فهناك أطفال مجهولو النسب ولكن هم شرعيون وهناك العكس يجب التفرقة بين الاثنين ، وللأسف الشديد ليس هناك قوانين تدعم ، ولاحتى مجتمع ينصف ، و ليست هناك منظمات مجتمع مدني أيضا تدعم هذه الفئة فهم محرومون من أبسط الحقوق كالتعليم و التوظيف ، فعلا هذه الفئة تعاني بشكل كبير لذلك تطرقنا لهذه الندوة القانونية لكي نسلط الضوء عليهم ، ونتمنى بأن لا يتوقف هذا الموضوع عند هذا الحد بل يتقدم ، هؤلاء الأطفال لا ذنب لهم فيما حصل لهم سواء كانوا شرعيين أو غير شرعيين . ختاما توصيات الندوة : العمل على التواصل مع الجهات التشريعية لسن قوانين أفضل تضمن حقوق مجهولي النسب بشكل أفضل. _ المتابعة مع الجهات ذات العلاقة فيما يتعلق بإجراءات مجهولي النسب. _ السعي لدمجهم بالمجتمع بشكل سوي فهم أفراد المجتمع وللمجتمع الاستفادة من الجيدين منهم وتقويم من لديه انحراف. _ المطالبة والتأكيد على فتح دار رعاية خاصة بالجنوب. _تعديل قانون التبني الأسرة البديلة _ تسهيل إجراءاتهم الإدارية وإعطائهم الرقم الوطني. – تفعيل دور المرشد النفسي داخل المدارس لتوعية الطلاب بخصوص عواقب المشاكل الأخلاقية وتعريفهم بالقوانين والتشريعات بما يناسب أعمارهم . _ فتح مراكز إرشادية نفسية مختصة بالمراهقين ومشاكلهم. _فتح مراكز تهتم بالحِرف اليدوية لتدريب الطلاب داخل المدارس محاولة لملء الفراغ وسد بعض الفجوات التي يتعرض لها المراهقون بصفة عامة. _ وضع برامج توعوية للأم ومحاولة إلزام الأمهات بحضور ندوات خاصة بتوضيح أهم المشكلات النفسية المتفشية في مجتمعنا وتوضيح بعض الحلول التي يستطيعون تنفيذها.

أعلى النموذج

أسفل النموذج

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :