خطرها على درنه

خطرها على درنه

عبدالله عثمان

– على درنة “الجريحة المكلومة” :

التى هاجم عائلاتها وابنائها النيام “اعصار غادر ” في لحظة حلم وترقب ..

– على درنة “المؤمنة بالقضاء والقدر ” :

التى تترحم اليوم على ارواح كل من فقدوا في مأساة اعصار دانيال .. وتدعو لهم بالرحمة والمغفرة .. وتتمنى لجرحاها الشفاء العاجل ..

– على درنة “الزهر والحنة والثقافة والأدب والجمال” ..

التى كانت تفتخر بتنافس فرقها الموسيقية والمسرحية الخمسة على التراتيب الاولى في المهرجانات الوطنية للموسيقى والتمثيل .. ومساهمتها الرياضية عبر دارنس و الافريقي .. والفنية عبر الحمري والهيلع ..

– على درنه ” العلم والسياسة ” :

التى قدمت الى ليبيا صفوة من خيرة علمائها ومثقفيها وشعرائها وسفرائها .. من عمر فائق شنيب و عبدالرازق شقلوف الى اجويدة الفريطيس وقدري الأطرش .. الى عبدالكريم جبريل وابراهيم الاسطي عمر  والحيروش الحصادي ومحمد عبدالهادي ومصطفي الطرابلسي والذيباني وفتحية عاشور وعائشة عزوز ..

– على درنة “التحضر والاندماج ” :

والتى تجسد التعايش وقبول الاختلاف .. حين نجحت في صياغة “هوية حضارية ” خاصة ..  تجمع بين المكونات القبائل التى تقطنها من سلالات شرق وغرب ليبيا جاءت اليها هاربة من “المراعي ” المتناحرة ..

– على درنة “الهادئة الوادعة ” :

المستلقية بين : بحر لاقرار له .. دأبت على اتقان لعبة “تدجين” كل من جاء منه اليها غازيا .. وجبل أخضر مستقر .. قبلت “احتضان ” كل من جاء اليها منه مهاجرا او لاجئا …

– على درنة “الحيوية المتدفقة” ..

التى “تتناغم” حياة اهلها مع مناظر تدفق “شلالها” المتجدد .. الذي لاتعود فيه المياه المتدفقة الى مجراها القديم  بمشهد يسر الناظرين .. ويعزف اصوات تساقط رذاذ مياهه معزوفات تطرب السامعين ..

– على درنة “التراثية الحالمة ” :

التى تتجمل بالثراء والتنوع  .. من رويفع الانصاري الى “عبق ” تقاليد العائلات الاندلسية التى تصر اغلب عائلاتها على الاحتفاظ  بمفاتيح دورها في غرناطه واشبيلية وبلد الوليد ..

– على درنة “المعطرة ” بالياسمين :

التى تفتخر بانتمائها الى  “الياسمين” .. الذي تزرعه في كل شبر من مساحات فناءات بيوتها  ..

– على درنة “اللينة البليغة ” :

التى تطوع اللغة لتكون “الأحن” على آذان السامعين  وبلهجة رومانسية وعاطفية جاذبة ..

– على درنة “المضيافة الكريمة ” :

التى “تشرهب” بزوارها .. وتعبر لهم عن ذلك برمزية اسوارها .. التى  لايزيد ارتفاع سياجات بيوتها الاسمنتية عن ال 90 سنتيمتر ..

– على درنة “المتأسلمة ” :

والتى تسلل – ذات تيه – الى براحات التسامح فيها صيغ التراث العنيفة المغلقة المتسلحة .. ولتتعايش- الى حين- مع اوهام الأممية الاسلامية ..

– على درنة “المتنورة ” :

التى لم تلبث الا أن استعادت رشدها .. ولفظت  من لاينتمي الى طبيعتها المسالمة المتسامحة المتنوعة .. مع قبولها واستعدادها لدفع “الثمن الباهض ” من دماء “آل الحرير”  من ابنائها ..  لتساهم في صناعة التاريخ .. وليس الانسحاب منه بالهروب الى التاريخ .. والغياب في صحراء النفوذ والربع الخالي ذات تيه نجدي

– على درنة “أصالة الخير” :

التى اتاحت  أزماتها وكوارثها – اليوم – الفرصة للتعبير عن  “عمق وأصالة ” الخير في النفوس الليبية .. وعرضية كل ماعداه .. حين هب كل شعب ليبيا لنجدتها في محنتها ومساعدتها لتجاوز ما ألم بها ..

– على درنة “العميقة” :

التى تشكر “اعصار ” دانيال اليوم .. فبالقدر الذي غمرتها سيوله “بألم الفجيعة والفقد ” .. فإنه كان مناسبة لإتاحة الفرصة المناسبة لإبراز وإيقاظ وتنبيه الليبيون الى أصالة معدنهم .. وتفاهة خلافاتهم .. وأهمية وضرورة تلاحمهم وتضامنهم  .. في مواجهة التحديات التى تعترضهم جميعا .. ودون فرز او تصنيف حسب اصطفافاتهم أو ألوانهم السياسية ..

– على درنة “الوطن ” :

التى تصر أن تعطينا “اعظم درس ” في أزمتها ومحنتها وليس في ظروف استقرارها ودعتها  ..

والمتمثل في :

أن ليبيا ستظل “اسطورة طائر الفينيق ” ..

التي ..

وكلما امعنوا في حرقها .. كلما عادت لتنهض من جديد ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :