درنه تحارب الدواعش وتتحدي الحصار

درنه تحارب الدواعش وتتحدي الحصار

لم يكن ظهور الدواعش في المدينة النكبة الوحيدة التي عاشتها مدينة درنه فهي لا تزال تعاقر النكبات وراء النكبات بعد مسلسل الرعب الذي قدمه تنظيم الدولة من قطع للرؤؤس وذبح لرقاب العباد في ساحات المساجد وتهديد للمشايخ وفرض سياسة من خالفني فهو عدوي حتى أصبحوا ككابوس مرعب يجثمون علي صدور أهالي المدينة ولم يسلم من شرهم إلا من رحم ربي ناهيك عن عمليات الاختطاف في المدينة وطلب الفدية حتى أصبح معظم الأهالي يعرضون ممتلكاتهم للبيع والانتقال إلي مدن أخري هربا من بطش تنظيم الدولة حتى أن بعض الشباب انضم للتنظيم ليفرض هيبته كما يظن ويكون مسموع الكلمة مهاب الجانب حتي شهد التنظيم الكثير من عمليات المبايعة من الشباب الذين انخرطوا فيه مستفيدين من الكثير من الأشياء فبعضهم أصبح من أصحاب الممتلكات وبعضهم قام بشراء أراضي وبعضهم امتلك السيارات ومن أين لهم ذلك الله اعلم المهم أنهم أصبحوا أثرياء فجأة الأمر الذي جعل الكبار والصغار يتسابقون علي مبايعة التنظيم حتى القصر وصغار السن ممن هم في عمر المرحلة الإعدادية والذين أصبحوا يعملوا كمرشدين وجامعي معلومات للتنظيم . وجاء الله بالفرج لأهل المدينة الطيبين والذين نالوا الويلات وقام مجلس شوري مجاهدي درنه بالتصدي لهم وطردهم خارج المدينة مخلصين المدينة من شرهم وما يزال المجلس بالتعاون مع كتيبة بوغفير وسراية من مدينة طبرق وأفراد من مدينة القبة يحارب التنظيم وليس المجلس فقط فالكثير من شباب المدينة والذين استشعروا خطر التنظيم فانضموا تطوعا للمجلس لقتال تنظيم الدولة الذي اندحر إلي منطقة الفتائح ومنطقة مساكن الأربع مائة مما اضطر أهالي تلك المنطقتين الي النزوح داخل المدينة خوفا من بطش التنظيم وخوفا من المواجهات القائمة وقد قدمت المدينة عدد كبير جدا من أبنائها الذين تصدوا للتنظيم ولا يزال المتطوعين كل يوم يتوجهون لمحاور القتال وكم من شاب في مقتبل العمر استهد وهو يفك لغما من الغام الدولة التي أصبحوا يزرعونها في بيوت الآمنين وفي الطرقات وكم من ام فقدت ليس ابنا واحدا بل اثنين وثلاثة من ابنائها واستقبلت خبر استشهادهم بكل عز وفخر . ربما ما يألم في الامر ان الطرفين المتقاتلين هم شباب المدينة فمن انضموا للتنظيم من أبناء درنه ومن يحاربهم أيضا من شباب المدينة نسال الله الهداية لكل ضال ولم تتوقف مأساة مدينة درنه عند هذا الحد فقد استطاعت خلية نائمة تابعة لتنظيم الدولة من القيام بزرع عبوات ناسفة في سيارات بعض النشطاء السياسيين ومنتسبي مجلس شوري مدينة درنة الا أن المجلس استطاع التصدي لها والقبض علي معظم عناصرها ورغم الاختلاف في الآراء بين من يؤيد المجلس وبين من يعارضه الا أن كلمة حق تقال ان مجلس شوري مدينة درنه ومنتسبيه بفضل من الله خلصوا المدينة من خطر تنظيم الدولة ونحرها لرقاب العباد في الوقت الذي كان العالم كله يتفرج علينا ونحن ننحر نحر الخراف . الا ان ما يبعث علي الحزن هو إقفال الطريق الذي تأتي منه سيارات الوقود والدقيق من قبل بعض المدن المجاورة للمدينة مما يسبب في نقص حاد في تلك المواد وتعطيل مصالح الناس وفي الوقت الذي نحتاج فيه الدعم ولو بكلمة طيبه للتصدي لتنظيم الدولة ومخططاته يضيق علي درنه الخناق بإغلاق الطرق الرئيسية ومنع المواد الأساسية من الوصول للمواطنين دون مراعاة للصالح العام والتعالي عن العنجهية والتحزب فشتانا بين مدينة ترسل ابنائها ليساعدوا أهالي مدينة درنه في قتال الدواعش وبين من يقفل الطرق مانعا دخول سيارات نقل المواد الأساسية للمدينة . لقد تعود درنه وأهلها علي الشدائد والأزمات حتي اشتدوا وازداد ترابطهم مع بعضهم البعض فتري طوابير طويلة علي محطة الوقود وهناك من توقفت سيارته لمدة يومين او أكثر لنقص الوقود ثم أزمة الدقيق حتي أصبح الناس يحاولون الاستغناء عنها والتأقلم مع الوضع الراهن والآن تزاد الأسعار زيادة مجنونة في ظل غياب السيولة عن المصارف ووصول بعض الأسر إلي طرق أبواب جيرانهم طلبا للمساعدة او حتي محاولة الاستدانة من الأقارب حتي أن بعض أصحاب المحلات أعطي المواد الغذائية لغير القادرين علي الدفع مساعدة لهم الي حين وصول السيولة للمصارف لقد عانت الأسر من الجوع بسبب تأخر المرتبات إلي الدرجة التي يمكنك ان تري الأطفال يعبثون بصفائح القمامة بحثا عما يأكلونه حتي ان بعض الآباء يقفون يوميا أمام المصارف لعلهم يحصلون علي أي مبلغ يسدون به جوع أبنائهم . نسأل الله العظيم أن يفك كرب كل الليبيين فالمواطن الليبي بسيط في كل شيء حتى مطالبة التي اختصرت في توفر لقمة العيش وحد طموحة نزول راتبه في الوقت المحدد دون تأخير فهناك أناس مرضي لا يستطيعون تأخير موعد علاجهم فكيف إذا تأخر المرتب الشهري لأكثر من شهر فكيف يكون حال أولئك المرضي ؟ رسالة إلي كل مسؤول في الدولة في شرقها وغربها اتقوا الله في هذا الشعب البسيط فلقد لاقي من الويلات ما تخر له الجبال وان تضعوا مصالحكم في اخر اولوياتكم وليكن المواطن ومصلحته هي الهدف الرئيسي لاستلامكم لمناصبكم وارحموا من في ليبيا يرحمكم الله .

صافيناز محجوب

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :