د. ليلى بدة، رحلة كفاح وتحدي من أجل الفئات الهشة في المجتمع

د. ليلى بدة، رحلة كفاح وتحدي من أجل الفئات الهشة في المجتمع

(فسانيا/مصطفى المغربي) …

وسط أجواء احتفالية تم استقبال رئيس منظمة نبض ليبيا للطفولة والشباب(ليلى الفتيوري بدة) بمطار معيتيقة الدولي بطرابلس، وهي عائدة الي ارض الوطن بعد حصولها على الدكتوراه من جامعة UIN الإسلامية بجوك جاكرتا بإندونيسيا بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف لتخصص علم الاجتماع والدراسات الإسلامية .

شارك في الاستقبال نخبة من مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وخاصة المعنية بحقوق المرأة والطفل وذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، والمهتمين بالمبدعين وعدد من الشخصيات الفنية والثقافية والاعلامية .

وجاء حصول (بدة) على الإجازة الدقيقة من جامعة UIN، بعد رحلة كفاح تحدت فيها ابنة ليبيا، ابنة مدينة الزاوية العتقاء الإعاقة، وكونها امرأة منذ نحو عشر سنوات، من بواعث قوة الإرادة والعزيمة، برهنت فيها على  تأثير القدرة على التحدي في النّجاح وإنجاز المهمات، وكيفية مواجهة التحديات والصعوبات .

ويأتي حصولها على هذه المرتبة العلمية ليس فقط لتحديها للإعاقة الحركية، وكونها إمرة وزوجة وأم، ولظروف عدم الاستقرار التي تعاني منها البلاد،  وانما كان أيضاً في رؤية الطرح للرسالة لنيل الاجازة الدقيقة، في علم الاجتماع والدراسات الإسلامية ومن جامعة عالمية حكومية لها مكانتها العالمية .

حيث كانت من الواقع المعاش ومن معاناة وتجربة الفئات الهشة في المجتمع الليبي، وهي المرأة، وذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة، وتغييب دورهم في المساهمة في بناء وقيادة المجتمع، وقدمتها كأطروحة تحت عنوان ((الهيمنة الذكورية وتحديات القيادة النسائية – ليبيا نموذج)) في الفترة من 2011 إلى 2022 ..

وهدفت دراستها إلى التعرف على مظاهر الهيمنة الذكورية في المجتمع الليبي، ولماذا أصبحت الهيمنة الذكورية أكثر قوة بعد الربيع العربي؟ على عكس ما كان متوقع، وبينت (بدة) العوائق والتحديات التي تعيق المرأة القيادية، رغم وجود قوانين ونسبة مشاركة ملزمة وإن كانت ضئيلة، وجهود تبدل من أجل نيل كامل حقوقها، وأشارت إلى المقومات التي تسهم في إنجاح  المرأة لتقلدها  المناصب القيادية، معززة ذلك بدراسة تحليلية وصفية، ناتجة عن لقاءاتها ومقابلتها لشخصيات نسوية كانت قيادية، وأخرى متقلده  بمناصب وزارية، وعددت(بدة) أسباب انحسار دور المرأة وشريحة ذوي الاعاقة ووجودهم كعنصر فعال وقيادي وتتقلد المناصب في كل المؤسسات الحكومية الليبية، معرجة على العلاج، واستدلت بما منحه الدين الاسلامي ومن التاريخ الاسلامي،  والخروج بعلاج  أوجزته في توصيات  الاطروحة .

هذا وكان لنجاح بدة في نيل الدكتوراه من أرقى الجامعات في العالم، سبقه نجاح لا يقل أهمية، حيث شاركت قبل ثلاث سنوات في مسابقة لمنحة دراسية للطلبة الأجانب أقامتها جامعة UIEالاسلامية الحكومية بجوك جاكرتا بإندونيسيا، وتميزت في التصفيات الأولية، ثم عند الحضور الشخصي حيث يخضع المتميزين من الاجانب الي مسابقة وتقييم أخر أمام لجنة مختصة، وكانت من القلائل اللواتي فزن بالمنحة الدراسية الحكومية للجامعة الإندونيسية .

وعقب مناقشتها للرسالة بنجاح تم اختيار (د. ليلى بدة) كمرجع بالمجلة الدولية للجامعة من خبراء الدراسات الإسلامية والشرق الأوسط، بالجامعة.

وفي تصريح خصت به رئيس منظمة نبض ليبيا للطفولة والشباب (د. ليلى بدة) صحيفة فسانيا، عبرت فيه في البداية عن سعادتها وفرحتها التي اعتبرتها أنها اكتملت بوجود نخبة من قيادات المجتمع لمدني وكل الأحباب والأصدقاء في استقبالها ومشاركتها فرحتها في تحصلها على الدكتوراه .

د. ليلى بدة

وقالت :  المرأة وشريحة المعاقين أصحاب قضية، ولذلك رسالتي في الدكتوراه أهديها لشهيدات الوطن أولاً، ثم ثانيًاً أهديها لكل مرأة مناضلة من أجل حقوقها، وثالثاً لكل من هم ذوي اعاقة واحتياجات خاصة سواء من النساء أو الرجال، ورابعاً لجدتي جذور الكفاح، وإلى أمي رمز النضال، وإلى ابنتي الحياة، وإلى حفيدتي الأمل بأن القادم أفضل، وأتوج اهدائي إلى من دعمني وكان سند لي في كل الأوقات الصعبة زوجي (د. عبد الوهاب الحامي) .

ووجهت (بدة) رسالتها عبر صحيفة فسانيا لكل المسؤولين حيث قالت :

أريد أن أقول ومن هذا المكان الذي استقبلت فيه بمطار معتيقة الدولي، أن ليلى بدأت اليوم، ومن هنا بدأت الانطلاقة، وأرسل رسالتي وسط هذا الجمع الطيب، بأن الأشخاص ذوي الاعاقة جزء من لا يتجزأ من هذا المجتمع، وبأنهم قادرون على تحقيق المعجزات وأن يكونوا عناصر فاعلة، متى تهيأت البيئة المناسبة لهم، فلكل مسؤول أقول لهم:  أرجو أن تنظروا إلى الشخص ذوي الاعاقة، فهو له ما له وما عليه، فكما عليه من واجبات عليه من حقوق، فالله سبحانه وتعالى ميزنا بعقولنا ولا يمزنا بقامة ولا بطول ولا جمال، وإنما ميز الإنسان بعقله وفكره ورؤيته والحمد الله، ونحن الأشخاص ذوي الاعاقة ذو همة وإرادة عالية جداً، قد تفوق أشخاص أقرانهم لا أقول الأسوياء لأن الله سبحانه تعالى خلقنا وصورنا في أحسن صورة، فلهذا أقول أقرانهم ومن هنا أبعث رسالة بأن من هنا بدأ مشوار ليلى بدة وبدأت الانطلاقة لشريحة الأشخاص ذوي الاعاقة ولكل البشرية من أجل الانسانية .

وعن صعوبات الاعاقة في مسيرتها العلمية والعملية قالت :

الإعاقة كانت فعلاً عائق وليست الجسدية، وإنما الاعاقة الحقيقية التي  واجهتني وتواجه كل شريحة ذوي الاعاقة هي إعاقة المجتمع، والفكر السلبي اتجاه الأشخاص ذوي الاعاقة، وعدم ثقة المسؤولين في أهلية الأشخاص ذوي الاعاقة، مضيفة قائلة وعن نفسها : ليلى الإنسانة، والقلب لا يشيخ، وبعد عمر من المقاومة والنجاح و5 أبناء وأحفاد أيضاً أقول أشعر بأن عمري في السادسة عشر، وأن الأمل يولد مع كل فجر جديد، وأن الحافز لابد أن يبدأ من داخلنا، لأني مؤمنة إيماناً كامل بأن الشخص المتصالِح مع ذاته أكثر شخص يمكن أن يكون متصالحاً مع الآخرين، وأنا كذلك وهذا الأمر يجعلك في طاقة إيجابية عالية  لأنه شحنتي طاقتك بما هو إيجابي ويجعلك تنطلقي إلى الأفق، ودعمي كان من ذاتي أولاً، ومن بعد أبنائي زوجي، ثم كل المحبين لي .

وفي رسالتها للمرأة وفتيات الجيل الجديد قالت :

كوني انتِ ولا تنتظري قوانين تعطيكِ حقوقكِ، خذيها بنفسك،  بكل ما تملكين من قوة وطاقة وقدرة، فحقوقك تنتزع انتزاع ولا توهب لك، وارفعي سقف طموحك كوني واثقة من ذاتك وفي امكانياتك  لأنك قادرة وتستطيعين أن تكوني علامة فارقة في نفسك وفي الاخرين .

واختتمت حديثها بالشكر والتقدير لصحيفة فسانيا على تواجدها وفي مقدم مستقبليها، مؤكدة أن فسانيا ليست مجرد صحيفة وإنما رسالة إعلامية موضوعية، وتقدمت بالشكر لكافة وسائل الاعلام الذين حضروا لاستقبالها، موضحة أهمية دور الاعلام الهام في نشر الثقافة في التوعية في التعريف وابراز الانجازات الناجحة ورسالتها، وتقدمت بالشكر والتقدير لإدارة ومديرية أمن منفذ مطار معيتيقة، ولطيران الأجنحة على تعاونهم معي وتقديم لي كل التسهيلات أثناء سفري وعودتي طوال السنوات الماضية .

وأثناء مواكبة صحيفة فسانيا لمراسم استقبال رئيس منظمة نبض ليبيا للشباب والطفولة، التقت بعض القيادات النسوية والناشطات ورفيقات الدكتورة ليلى بدة، ورصدت الانطباعات التالية :  

رئيس الاتحاد النسائي الليبي العام(أ. فتحية أحمد البخبخي) :

نحن اليوم في استقبال الدكتورة ليلى بدة هذه السيدة المناضلة من مدينة الزاوية، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، هي للأمانة إنسانة غير عادية ومناضلة يعرفها الجميع في مدينة الزاوية بل في كل ربوع ليبيا .

كان لي الشرف التعرف عليها من خلال منظمة نبض ليبيا للطفولة والشباب، وأعجبت بمدى كفاحها واجتهادها فهي في النهاية زوجة وأم، وطالبة مجدة استطاعت أن تتحصل على الدكتوراه من إندونيسيا، ونحن كليبيات فخورين جداً بهذه السيدة المناضلة ونعتبرها نموذج للمرأة الليبية المكافحة، من أجل التغيير الايجابي إلى الأفضل وإثبات وجودها، نتمنى لها كل التوفيق والمزيد من النجاح والتألق، ونتمنى من بناتنا أن يتخذن من هذه السيدة قدوة حسنة والاقتداء بسيرتها العطرة وكفاحها .

المفتشة التربوية والمعلمة الفاضلة(أ. هاجر نوري) :

اليوم نحن بصدد استقبال الدكتورة ليلى فهو شيء مشرف لنا كنساء وكلبيين عامة، لأنها انسانة طموحة تخطت كل الصعاب بعد أن واجهتها بعزم واصرار وارادة، فقد وصلت لما خططت لها من فترة طويلة رغم كل العقبات التي كانت أمامها .

تعرفت عليها خارج ليبيا وتوطدت علاقتنا، وهي وقتها  لم تكن مصابة بالإعاقة الحركية ولم تصب بأي مرض، فهي كانت جد مجتهدة وطموحة قبل حتى الاعاقة، ومما دل على حرصها في أن تقدم شيء للمجتمع قبل ذاتها وان تحقق ما تصبوا إليه، فعندما حصلت لها الاعاقة الحركية لم تتوقف عندها الحياة عند هذا الحد بل زادها أكثر اصرار وتحدي، وفعلاً جهودها وهي معاقة أثمرت وحققت نتائج على الصعيد العمل المدني والاجتماعي والتطوعي وقدمت مثال للمجتمع المدني، ثم واصلت الدراسة ونالت الماجستير، وها هي من إحدى الجامعات العالمية الحكومية المشهود لها بالتميز تتحصل منها على شهادة الدكتوراه مع مرتبة الشرف وبامتياز، ناهيك خلال تلك الفترة كان لها دور كبير واسهام في التحسيس بذوي الاعاقة والاحتياجات الخاصة بأهميتهم وأهمية دورهم في بناء المجتمع، بل اكدت (بدة) بأنهم قادرين على تقديم مبادرات وخدمات أفضل من أقرانهم في المجتمع، وكان بمثابة المدافع بكل قوة عن حقوقهم في كل المحافل المحلية الاقليمية، والأهم في مسيرة هذه المرأة المناضلة، وأن كل ذلك من عمل ونشاط ودفاع عن الحقوق ودراسة مع إعاقة حركية، لم يشغلها عن واجباتها كزوجة وأم، كانت فيه أيضا ناجحة أصبحت عنوان لنجاح أسرة من أب وأم، وهي بذلك فندت كل الأقاويل ومحاولات ثني المرأة عن القيام بدورها القيادي في المجتمع لأن ذلك قد يجعل منها تهمل بيتها واولادها وتنشغل عنهم .

وأخيراً أقول أن المرض زادها طموح وانطلاق والعلم والعطاء وحققت الدكتوراه، كان لديها طموح كبير من البداية بالجد والعطاء، وحتى لما أصيبت بالفايروس والمرض وأقعدها، لم يحد من طموحها بل زادت من اصرارها على تحقيق ما تطمح اليه وما تهدف إليه وما تريد الوصول له، وأعطت درس للجميع .

رئيس منظمة آل ليبيا (أ. فينوس عمر غويلة) :

نحن ننتمي لمنظمة بدون اسم بدون حدود، ونحن في استقبال رمز التحدي رمز المرأة الليبية العظيمة د. ليلى بدة، رمز قدوة لكل من يريد ان يقدم لتضحيات من أجل ما وصلت إليه الدكتورة ليلى مع مرتبة الشرف، والأهم وهي أم ومربية وزوجة انتصرت على الاعاقة بفضل الله سبحانه وتعالى ومجهودها بالدرجة الأولى وبفضل تشجيعها زوجها واسرتها وأبنائها .

مسيرة وتحدي وعطاء

((ليلى الفيتوري بدة)) حقوقية نسوية ليبية، رئيس منظمة نبض ليبيا للطفولة والشباب،  عضو مؤسس لشبكة ليبيا لدعم السلام، عضو هيئة تدريس بجامعة صبراتة تحصلت على، الماجستير اثناء الاعاقة، في فترة مرض والعلاج بالأكسجين من جامعة الزاوية، دكتوراه من جامعة UIN الإسلامية بجوك جاكرتا بإندونيسيا بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، من هواياتها القراءة والسفر والعمل التطوعي .

وليلى الفيتوري بدة أم ليبية ل 5 ابناء و 3 احفاد، حياتها كحياة كأي امرأة ليبية مهتمة بأسرتها ولها تطلعات علمية، واحلام  عملت على تحقيقها، استمرت حياتها على هذا النسق الى ان رافقت زوجها عام 2013 الى دولة ماليزيا وحصل ما لم يكن بالحسبان، اذ اصيبت بمرض عضال في الجهاز العصبي لينتج عنه شلل رباعي بالجسم ليتحول المرض الى جلطة وتشخص حالة ليلىً بالموت السريري، ولله الحمد نجت بأعجوبة .

حيث ذهبت بشغف العلم والبحث والاستكشاف مع زوجها على قدميها ليعود بيها وهي في حالة موت سريري، فقدت الكثير من حواسها ووظائف جسدها، غير ان قلبها لم يفقد روح الحياة وحب البقاء، ليكون اصرارها كفيلاً بعودتها للحياة بقوة،  قدر الله وما شاء فعل، ومن من الله ولطفه ورحمته، كانت المعجزة لتصارع المرض والالم وبدا الجزء العلوي من جسدها يتماثل للشفاء .

لتبدأ مسيرتها في الحياة وكأنها ولدت من جديد،  وتمكنت من التغلب على الاعاقة وتطويعها لتحقيق أهدافها وطموحاتها، لتنطلق رحلة التحدي وتشكل الاعاقة حافز لمرحلة جديدة في العمل المدني الأهلي الاجتماعي التطوعي الإنساني، لتكمل مسيرة العمل الأهلي والمدني والذي ليبيا في أمس الحاجة له، وكانت قبل الاعاقة من الأوائل الذين اسسوا دعائم للمجتمع المدني في ليبيا فكان لها السبق في تأسيس اول منظمة تهتم بالطفل والشباب منذ سنة 2011 والمستمرة حتى يومنا هذا، إيمانا منها بالدور الفعال للشباب، النبض الحي المتجدد للبلاد ومستقبلها، فحيوية وذكاء الشباب ومهاراتهم وقدرتهم العملية تقود البلد إلى طريق التطور والنجاح ، لهذا كانت جل برامج التي اعتمدت عليها (بدة) من خلال المنظمة تهتم بالطفولة ثم الشباب، بخطط وبرامج للتأهيل والتنشئة والتربية،  حتى يكون  الشباب مبتكر مبادر متحمس قادر على التعيير والعطاء، ومن أجل تضييق الهوة التي أهملت الشباب من قبل الحكومات المتعاقبة ولتجاوز استخدامهم  كوقود للحروب،

وثم أضافت لعملها القيادي التطوعي الأهلي المدني، في أن أشرفت على عدة ملتقيات وفعاليات وورش عمل خاصة بذوي الإعاقة، لتوعيتهم بحقوقهم، وأن لهم قدرات كغيرهم من أبناء المجتمع، تساهم في النهوض والرقي بالبلاد، ولإشعار الحكومات والمجتمع بأهمية دورهم الفعال، وأنهم ليسوا عالة علي المجتمع، وساهمت في إثراء القيم الإيجابية والنفسية لدى ذوي الإعاقة داخل المجتمع، ولتوعية لذوي الإعاقة ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم والتكيف مع مجتمعاتهم، وتوعية المجتمع بحقوق ذوي الإعاقة في حياة كريمة أسوة بأقرانهم.

وتواصل النضال والكفاح، حتى تنال المرأة حقوقها وتتبوأ مكانتها في المجتمع وأن تبقى عنصر أساسي فعال، ولا يتم إعطائها مناصب ترضية ومجاملة، وديكور، وإنما تكون فاعلة بكفاءتها ومبادراتها وأن تكون صانعة قرار .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :