طقوس الصائمين في ليبيا .. بين العادات والعبادات !

طقوس الصائمين في ليبيا .. بين العادات والعبادات !

   تقرير :: زهرة موسى :: تصوير عبد المنعم الجهيمي

يرتبط شهر رمضان المبارك في أذهان عديد الليبيين بطقوس لا تمارس في غيره من الشهور، وتنال أيامه حظوة لا تنالها كل أيام السنة ، فهو الشهر الحميم الذي يعادل كل شهور السنة، وهو شهر العبادات والشعائر الدينية العظيمة ، كثيرون يحرصون بشكل أو بآخر على استقبال هذا الشهر بما يليق به من الاستعدادات التي تختلف بحسب المدن والمناطق وحتى الأحياء ، وجميعهم مستبشر بهذا الشهر من خلال عظيم المكارم، حتى سمي بشهر رمضان المبارك ، لكن رمضان لا يتوقف على الشعائر الدينية فقط ، الطقوس التي يمارسها الصائمون مختلفة بطبيعة اختلافهم ،في هذا الاستطلاع حاولنا أن نكون أقرب من الصائمين فنلامس ما يقومون به في هذا الشهر وما يحافظون عليه من عام ﻵخر.

ممارسة رياضة المشي لمدة ساعة يومياً

يقول ” محمود بن مصباح (إعلامي) كبقية المسلمين أستقبل هذا الشهر بفرح غامر وبروحانيات مرتفعة ،شهر رمضان المبارك يختلف عن كل الشهور بالنسبة لي أما عما أحرص على القيام به في هذا الشهر الفضيل فهو ممارسة رياضة المشي لمدة ساعة يومياً فأنا حريص على ممارسة هذه الرياضة الجميلة التي ارتبطت في مخيلتي بشهر رمضان المبارك، والغريب أنه بمجرد رحيل شهر رمضان المبارك أتوقف عن ممارسة هذه الرياضة المفيدة ولا أقوم بها إلا في رمضان العام القادم .

لا أتحرك ولا أتكلم إلا في الضرورات

يبادرنا ” المستشار القانوني عقيلة محجوب بقوله : في رمضان تصفد الشياطين وأنا من النوع قليل الحركة والكلام في هذا الشهر المبارك إلا للضرورات مثل الصلاة أو شراء ما أكلف بشرائه من لوازم البيت وأحاول جاهداً قراءة ما لم أستطع قراءته من القرآن الكريم طول العام .

تغيرت الطقوس برحيل والدي

بحزن تجيبنا ريما الحاسي: لست أدري كم روحاً لدي؟ أنا أتغير كُل لحظة فلست أدري كيف ستمر بقية أيام شهر رمضان المبارك ولا أعرف هل أستطيع تأدية واجبي بين المطبخ وتجهيز الإفطار لأسرتي وختم القرآن على روح والدي الحبيب  ولا أنسى تصفحي في الفيسبوك للتحدث مع الأصدقاء كما كنت سابقا،ً و أنا التي يمتلكني الحزن بفزعة الفقد…ها أنا دخلت لرمضان من غيرك يا أبي فليس لي شيء ولا لي رغبة ،فالطقوس تغيرت والمفاهيم في نظري تشتتت، ممارسة أعمالي وأشغالي ليست كالسابق….. الآن الساعة 12:00 ليلاً ذهبت لقبر الغالي  أبي رحمه الله جلست قربه تحدثت له حاولت أن لا تسقط دموعي عليه، ولكنها سقطت على ملابسي….لست كالعادة،  أقول استيقظت فصليت فدعوت وأخذتك للوضوء والصلاة ثم أقبل رأسك ويديك هأنا بدأت أستيقظ وحدي بدونك، سبحان مغير الأحوال من إنسانة اجتماعية داخل محيط الأسرة تغيرت لفتاة تعشق العزلة ولا تهوى اللقاءات العائلية حتى من بنات جيلي….رغم أن صديقاتي  قررن اللقاء كل يوم في شهر رمضان عند واحدة منهن كتغيير لأجوائنا.

العمل على توزيع وجبات الإفطار

يؤكد” موسى عمر”  ارتبط شهر رمضان المبارك ومنذ فترة بمخيلتي بما نقوم بتوزيعه من أكياس إفطار للصائمين ، ربما هذا هو الشيء المميز والطقس الذي اعتدت عليه وأنتظره بفارغ الصبر منذ زمن، أما  بقية أيام الشهر فتكون اعتيادية بين العمل والبيت والزيارات والأصدقاء ومشاغل الحياة اليومية.

صلة الرحم وزيارة الأقارب

قالت “حفصة حميد ” إعلامية  ” في رمضان أحاول دائماً أن أصل الأرحام و أزور الأقارب و الجيران و الأصدقاء حتى الذين لم أكن أذهب إليهم في باقي أيام السنة أزورهم في رمضان ، وكذلك أحافظ على الدعاء بشكل كبير في هذه الأيام المباركة ، وأركز جداً على تناول وجبة السحور فهي مهمة جداً بالنسبة لي .

تبادل الزيارات

ذكرت “أشتا موسى ” رمضان هو شهر مميز ، ليس كباقي أشهر السنة ، أحاول دائماً أن أحافظ على العبادات وأداء الصلاة في أوقاتها ، وكذلك ختم القرآن الكريم اعتدت أن أختم القرآن مرة أو مرتين خلال الشهر الكريم، وأيضاً من أهم الطقوس  الزيارات و صلة الرحم ففي الأيام العادية قد ننشغل بمتاعب الحياة ولا نحافظ على الزيارات بشكل كبير ولكن في الشهر الفضيل من الضروري جداً التواصل مع الكل سواء بالاتصال بهم أو بزيارتهم.

جدول رمضاني

أعربت ” حواء عمر ” اعتدت في شهر رمضان أن أبدأ بتقسيم وقتي إلى أولويات وأول شيء أقوم به هو تحديد برنامج لطيلة الشهر الكريم ، وألتزم به وقد يشمل البرنامج على ، قراءة القرآن ، و مطالعة الكتب ، وواجباتي المنزلية ، النوم .

قضاء وقت أكثر في المطبخ

اعتبرت ” نجاح صالح ” أن شهر رمضان الكريم يتسم بكثرة الزيارات العائلية و التجمعات مع الأصدقاء ، ولهذا فأكثر عادة أمارسها هي  الطبخ لساعات كثيرة لعديد  أصناف الطعام المتنوعة التي قد تغيب عن مائدتنا طيلة العام ولا تكون متواجدة إلا في رمضان ، وأجمل ما في رمضان قربك أكثر من الله و العباد تشعر بوجود تقرب وود أكثر بين الناس ، فبعض الجيران لا نلتقي بهم إلا في شهر رمضان ، وأيضاً من العادات التي أحافظ عليها اتصالي بكل من في قائمة هاتفي يومياً بعد الإفطار وهذا أيضاً من الأشياء الجميلة المرتبطة بهذا الشهر الفضيل فألحظ دون شعور مني أن أبدأ بالتواصل أكثر مع الناس في رمضان بالفعل قد لا نهتم كثيراً في باقي أيام العام بالزيارات والتواصل مع الناس إلا للضروريات ولكن في هذا الشهر الكريم يعتبر التواصل من الضروريات  .

السهر حتى صلاة الفجر

قالت” زينب السويدي ” من أكثر العادات التي لا أستطيع تغييرها أبداً السهر إلى ما بعد صلاة الفجر ، فهذه العادة أمارسها منذ أكثر من 17 عاماً ، ففي رمضان تطول السهرات العائلية حيث تتسم تلك السهرات بالأحاديث و مشاهدة التلفاز، وعالة الشاي تعتبر هي نجمة تلك السهرات ،وهذا ما يميز أيام رمضان عن باقي أيام السنة،ففيها القرب إلى الناس ووجود وقت أكثر للجلوس مع العائلة .

مزاولة الرياضة

أضاف ” إبراهيم عقيلة ” ممارسة الرياضة في شهر رمضان الكريم لها طعم آخر خاصة قبل الإفطار فهذا يساعدك على الشعور بالنشاط والحيوية ، فقد اعتدت منذ سنوات أن أذهب إلى النادي في المساء وقبل الإفطار لأمارس الرياضة مع الأصدقاء ، وكذلك هناك بعض العادات الدينية التي نلتزم بأدائها طيلة هذا الشهر، كختم القرآن مرة أو مرتين ، ، وزيارة القبور ، وكذلك زيارة الأقارب وصلة الرحم  وغيرها من العادات التي لا تكتمل فرحة بهذا الشهر الكريم إلا بها ، ويعتبر هذا العام مغايرا عن العام السابق فهو صعب نوعا ما وهذا جراء الأزمات التي أثقلت  كاهل المواطن .

مشاهدة التلفزيون

أفادت ” زينب الجقراوي” أحرص على العادات الدينية مثل قراءة القرآن ،والصلاة في أوقاتها ، وكثرة الزيارات العائلية بالإضافة إلى قضاء وقت كبير في المطبخ ، ومشاهدة التلفزيون ، أحب الجلوس أمام التلفزيون في شهر رمضان فبعض البرامج و المسلسلات مرتبطة بشهر رمضان، و باتت جزءاً لا يتجزأ من هذا الشهر وننتظرها كل عام لمتابعتها وبعضها اعتدنا على مشاهدتها ونحن على مائدة الإفطار فلا يحلو لنا الطعام إلا بوجودها .

تقديم المساعدات للمحتاجين

قال ” خميس كوكي ”  عدة جوانب اعتدنا أن نهتم بها في شهر رمضان الكريم ، الجانب الديني و الصلاة في أوقاتها ، تلاوة القرآن الكريم ، وكذلك الذهاب إلى العمل ، ومن الأشياء المهمة في رمضان الزيارات العائلية ولمة الأصدقاء ، وكذلك أحافظ على عيادة المريض ، ومن جانب آخر  ، مشاهدة التلفزيون ، وممارسة الرياضة  في الفترة المسائية ، وأيضاً تقديم المساعدات للمحتاجين ” الصدقة ” .

اتباع برنامج غذائي صحي معين

ذكرت ” مبروكة الشريف ” الجانب الديني يعتبر أكثر الجوانب التي نهتم بها في الشهر الكريم وكل منا يسعى للعمل عليه حسب قدرته و جهده فشهر رمضان هو شهر الإحسان ، ولهذا نحاول أن نستفيد من هذا الشهر الفضيل بجمع الحسنات قدر المستطاع ، فلهذا من العادات التي أمارسها في رمضان  ” كثرة الاستغفار ، تلاوة وختم القرآن ، وكذلك أهتم بالجانب الصحي فالبعض يهمل صحته بتناول مختلف أنواع الطعام و أنا أحاول أن أتبع برنامجاً غذائيا صحياً معيناً ، وأيضاً أقسم الوقت لتحقيق استفادة أكثر ، ولا ننسى الزيارات العائلية عند الإفطار أو بعده .

تقاليد رمضانية راسخة

وأفاد ” عثمان ماي ” بالرغم من التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الليبي والتحديات التي تواجهنا كشباب إلا أنني أحاول جاهداً أن أجعل من رمضان هذا العام لا يختلف كثيراً عن رمضان الماضي ، فهناك بعض الأعمال التي تمثل لي تقاليد راسخة في شهر رمضان ، كتزايد  الإقبال على المظاهر الدينية ” تلاوة القرآن الكريم  و الاستماع  إلى المحاضرات الدينية و الخطب الوعظية ، ومن جانب آخر الأنشطة  الخيرية  بالتعاون  مع الجمعيات  الخيرية  في توزيع  السلال الغذائية والمساهمة في الموائد الرمضانية ، وكذلك الأصدقاء  فرمضان يعتبر بالنسبة لنا موسماً  خاصاً ومتميزا  حيث  تكثر  الجلسات  و تكون مفعمة  بالمحبة و التسامح والتكافل  .

مشاركة الطعام مع الجيران

أضافت ” آمنة صالح  ” في رمضان توجد عدة عادات اعتدنا منذ سنوات على ممارستها حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من رمضان ،و أهم طقس  مشاركة الطعام مع الجيران، هذه العادة أمارسها منذ الصغر كانت أمي ترسلني للجيران لمشاركتهم فيما طهته من طعام وهم كانوا أيضاً يبادرون بإرسال ما طهوا من أكل ، والآن هذه العادة بت أمارسها وأتشارك الأكل مع جاراتي ،  ولا يمكن أن ننسى العادات الدينية التي تعتبر من أهم طقوس هذا الشهر الكريم لما فيه من حسنات فنسعى كل منا حسب جهده لكسبها و أعاننا الله وإياكم على الصيام والقيام وطاعة الرحمن .

صلاة الترويح

قالت ” عائشة أبوبكر ” من أهم الأشياء التي لا يمكن أن أتأخر على أدائها في رمضان هي صلاة الترويح و ختم القرآن ، منذ عدة أعوام و أنا أحافظ على صلاة التراويح في المنزل ، و نحن  نقوم بمسابقة بالبيت من يقوم بختم القرآن قبل الجميع ولهذا اعتدت أن أختم القرآن مرتين أو أكثر في شهر رمضان ، وتوجد عادات أخرى كالصدقة وتقديم المساعدات و زيارة  الأقارب والأصدقاء تعتبر هذه العادات هي من المظاهر الرمضانية التي يشترك فيها الناس جميعا .

وقت للقراءة

وذكرت “مبروكة الأحول ” في رمضان أقضي معظم الوقت في المطبخ ، حتى العادات التي أمارسها في الأيام العادية وتقل بسبب كثرة الانشغال في الطهي و الغسل و الأعمال المنزلية ، ولكن الشيء الجميل أني أجد بعض الوقت الذي أخصصه للقراءة ، و أحيانا قد أقرأ كتاباً أو اثنين ، وغير ذلك فحتى الزيارات و التواصل الاجتماعي قل عن ذي قبل بسبب الأوضاع الأمنية للمدينة  فأصبح التواصل أقل بكثير عن الأعوام الماضية.

ترفيه أبنائي

وأعربت ” مريم محمد ”  شهر رمضان يعتبر فرصة لنا لتعويض وجبر التقصير طول العام على جميع الأصعدة فأنا بالطبع منشغلة كثيرا بسبب عملي ولا أتواصل كثيرا مع الناس ، وأقصر في عباداتي ، ولكن في رمضان اعتدت أن أتواصل مع الأهل و الأصدقاء والجيران وذلك بتبادل الزيارات ، و أ حاول أن أختم القرآن وأؤدي الصلاة في أوقاتها ، وأجد وقتا أكثر للجلوس مع أسرتي و أبنائي وأمنحهم اهتماما أكثر من أي وقت أخر ، وآخذهم في زيارات ترفهيه للتسوق أو زيارة الحديقة ، وأشاهد التلفاز ، في الأيام العادية قد لا أهتم بمتابعة التلفاز ولكن في رمضان من الضروري جدا أن أجلس مع أسرتي لأشاهد التلفاز معهم .

ختاما “

شهر رمضان هو أكثر الأشهر تميزا وتقديسا ولهذا يسعى كل منا بطريقته ليستفذ منه قدر المستطاع ،و لكل منا عاداته وطقوسه الخاصة التي لا تكتمل فرحة هذا الشهرإلا بها ،لهذا نحاول الحافظ على أدائهاوممارستها مهما كانت الظروف ، وتختلف تلك العادات حسب اتجاهات الأشخاص سواء  كانت تلك العادات اجتماعية كالزيارات العائلية والتجمعات مع الأصدقاء أو كانت  دينية كالحفاظ على العبادات والتقرب إلى الله ، أو تقديم المساعدات ، أو كانت صحية كتحديد برنامج غذائي أو ممارسة الرياضة أو ترفيهية كمشاهدة التلفاز فكل هذه العادات تزيد من رونق وجمال وتميز هذه الأيام.

 

 

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :