فزان اماني واحلام المصالحة والسلام

فزان اماني واحلام المصالحة والسلام

  • عمر علي ابوسعدة

يظل ويبقى السلام من أرفع قيم الاديان السماوية والعرف والقوانين الكونية المنظمة والحافظة لحياة البشرية والشعوب – السلام ترياق الانسانية الضامن للاستقرار والتقدم والرفاه – وللمقاربة ما بين تعريف السلام وتجربتنا المريرة تسع سنوات عجاف كتبت علينا بمداد الدم والانقسام ، بفعل سياسات رعناء بكماء صماء ، حتماً ستقودنا نحو الهلاك والفناء ، فكيف نتعلم من التجربة القاسية صناعة السلام ؟؟ .
عذراً على إطالة التصور السردي للمقدمة ؟! لكن هذا مهم لفهم أهمية السلام المستدام لفزان وأهلها ، ولمعرفة فهم طبيعة الصراع الذي أحال حياة الناس إلى جحيم ومزق نسيجهم الاجتماعي دون رحمة أو رأفه ، بحروب بالوكالة فيما بينهم نُزلت عليهم دون وعيهم حروب يبدو ظاهرها قبلي مناطقي ، لكن غورها سياسي مظلم ، اختزل في طبقة سياسية فاشلة فاسدة منقسمة لا تملك أي مشروع وطني ينقذ هذا البلد وشعبه الطيب البائس ، حكومات محتمية بقلاع السلطة والسلاح والمال شرقاً وغرباً ، لا تقدم لنا ألا خطاب الكراهية والبغضاء والحرب الملوثة بالذماء والاشلاء و ذر الرماد في العيون لتسويق أوهام نصر زائف لحرب بالوكالة بين ابناء الوطن الواحد الكل فيها خاسر!؟ .
من المهم لأهل فزان أدراك جزئية مهمة بهذا الصراع ؟ بان قطبي النزاع شرق وغرب ووسط ، نسيجهم الاجتماعي الأهلي مُعافا سليم ، بفضل جهود ووعي نخبهم و شيوخ قبائلهم الذين حضورا للمساهمة لرتق نسيج فزان الأهلي الممزق لكن لم يجدوا آذاناً صاغية ، أما فزان فنسيجها ممزق حد الحرب والموت والدم ، بحكم انقسامها بين طرفي الصراع! والحصيلة فزان أكبر خاسرين نزاع لا رابح فيه !! خسارة تقودنا إلى سؤال وجودي ما هو الحل وكيف؟؟ اعتقد أن الحظة الآن وردت الفعل عليها تحدد حاضرنا ومستقبلنا؟ وهذا ليس من عندي ولا ضرب رمل بل من تجربة الحضارة الانسانية .
لن أؤكد على صحة قطعية الحل لقناعتي بمبدأ المشاركة في قضايا الشأن العام .. ولإيماني بالعلم كعنصر ضامن للنجاح – فأقترح منح فرصة لكلية الأداب قسم علم الاجتماع جامعة سبها ) ؟ بحكم التخصص العلمي ، للتنسيق ووضع آلية بهدف واحد يبلور لمؤتمر صلح وسلام بفزان ، يستصحب كل القوة الحية الفاعلة اجتماعياً وثقافياً وسياسياً وعسكرياً واقتصادياً على أن يحمل المؤتمر شعار ( مؤتمر فزان للصلح والسلام الأهلي المستدام ) .
يمهد له بورش عمل للسلام مفتوحة برعاية بلديات فزان دون أستثناء قبل بدء الحوار..
خلاصة قولي لقد تعثرنا كثيراً لكن أؤمن لن نسقط ومؤكد سوف نعبر ، لكن من الثابت نحتاج إلى عقد اجتماعي جديد لخلق حاضنة تضم جميع أهل فزان ، لنأتي على كلمة سواء ، نستعيد بها السيرة الأولى العطرة لنسيجنا الاجتماعي الأهلي الذي مزقته الحروب والفتن.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :