في مصراته !

في مصراته !

  • فريدة الحجاجي

يوم انطلقت بنا الحافلة الصغيرة صباحاً من طرابلس متجهين الى مدينة مصراته ..الجو كان مشمساً وجميلاً فنحن في شهر مارس 2014 وركاب الحافلة كانوا خمسة : انا ومعي مدير المعهد الثقافي الايطالي والسائق واثنين من المرافقين ..كانت هذه اول مرة اذهب فيها الى مصراته ..ففي السابق كنا نمر فقط على اطرافها عند ذهابنا لزيارة جدود بناتي في الجبل الاخضر، اما الان فإنني ذاهبة اليها كمنسق لبرنامج الاتحاد الاوروبي (ليبيا تلتقي اوروبا) الفني الثقافي، والذي عُهد بتنفيذه للمعهد الثقافي الايطالي بالتعاون مع المعهد الثقافي الفرنسي .. والغرض من رحلتنا كان الاعداد لاطلاق احدى مبادرات هذا البرنامج وهي امسية موسيقية على المسرح البلدي بالمدينة تحييها فرقة شعبية ايطالية بمشاركة شباب ليبيين ،،وصلنا قبل منتصف النهار بقليل ووجدنا بانتظارنا اعضاء من المجلس المحلي الذين استقبلونا بحفاوة وترحيب كبيرين .. وكان اكثر ما شدّ انتباهي عند مرورنا بشارع طرابلس الذي شهد اعنف المعارك واكثرها ضراوة مع قوات النظام السابق مدى الدمار الذي شهدته المباني والبيوت .. وشعرت بالألم عندما تجولت بين بقايا الاسلحة والمعدات التي استخدمت خلال تلك المعارك في (معرض شهداء ليبيا) الذي أُقيم ليكون شاهداً على تلك المرحلة القاسية والمؤلمة في حياة المدينة وأهلها .. ولكن هذا الشعور تحوّل الى شعور بالأمل والتفاؤل عندما حللنا ضيوفاً على معرض رسومات جيد التنظيم يقع على مسافة ليست ببعيدة عما رأينا من مشاهد حرب، كان يضم لوحات جميلة لفنانين من عدة مدن ليبية، ووجدنا في استقبالنا مجموعة من الفنانين المبدعين على رأسهم الاستاذ محمد بن لامين .. فالمدينة كانت تريد التعبير عن عودتها للحياة الطبيعية بكل الطرق .. والفن كان الطريق الاجمل ،،بعد ان استكملنا اجتماعاتنا مع كل الجهات التي ستتعاون معنا لإقامة الامسية الموسيقية وايضاً ضمان سلامة وأمن الفعالية، حضرنا مأدبة غداء اقيمت لنا في احد المطاعم في المدينة (لم أعد اذكر اسمه) وعلى الرغم من انني لست من هواة أكل السمك الا ان السمك الذي تذوقته كان لذيذاً ورائعاً بكل المقاييس ..عند عودتنا في نفس اليوم الى طرابلس كان في انتظارنا ايميل يعلمنا بقرب وصول الفرقة الموسيقية الايطالية الى مطار طرابلس ،،وللحديث بقية ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :