قصة طموح

قصة طموح

  • ألاء الفيتوري

… قِصّتِي كان من الصعب عليها أن ترضى بموقع الفتاة العادية ، أن تلبس ثوب البساطة الذي حاكه المجتمع لها وهو ليس من مقاسها ، أو ترضى بزاوية متواضعة في هذا العالم الفسيح فأصبحت تنظى إلى نفسها، إلى قدراتها و إلى تلك المعجزة التي وضعها الله في كل واحد منا …ثم بدأت تفكر بجدية ؛ كيف تحمل عقلا و لا تكون مميزة ! كيف تغادر هذه الدنيا يوما دون أن توقع اسمها في سجل الحياة ، فأصبحت تقول: لم لا أضع قدراتي و أفكاري في شيء مميز أتركه لمن يأتي من بعدي، و أطبعه في بصمة جميلة تُلهم الآخرين من حولي لأكون أثرا لا يمحى! أدركت للحظة أن عليها أن تبحث عن تلك النقطة التي ستكون الفارق بين حياتها العادية السابقة و مستقبل جميل مميز ينتظرنها.. كانت أياما مجتهدة بالنسبه لها، تلك التي أصبحت فيها تبحث عن نفسها ،و عن الموقع الذي يجب أن تكون فيه و الدور الذي ينبغي أن تلعبه في مسرحية الحياة ، دور يجب أن تكتشفه بنفسها…. لم تنكر أنها بكت كثيرا و تألمت أكثر فمشاعرها كانت مضطربة، تائهة يلفها الضياع من كل جانب ! وجدت نفسها تبحث عن متنفس لهمومها ففكرت أن تكتب كل ما يخطر على بالها مثلما كانت تفعل وهي صغيرة ، راحت قطرات حبرها تكتب مشاعرها ،لتجد الراحة في ذلك و تكتب بشغف أكثر و أكثر دون توقف.. كانت السعادة تغمرها، كلما رأت السواد يلتهم بياض أوراقها و الكلمات تتنافس في داخلها و تتدافع للخروج وهنا بدأ أول حلم لها هو مشاعر ! لا أذكر كم من السطور كتبت تلك الليلة لكني لم أنم خلالها من شدة حماسي لبرنامجها ومن كلماتها وإحساسها المرهف اكتشفت نفسي ، حبي الكبير لاستماعها في كل حلقة ، و بدأت كلماتها تتجاوز مجرد التعبير عن وجع خذلان وفراق وظلم وصدف وأصحاب والكثير من المواضيع ! كتبت خواطر كثيرة دون أن تدرك ، وحين أعدت قراءتها أنا تفاجأت !!وقلت هي كتبت هذا !! غير معقول … كانت الشمس حينها ترسل أولى خيوطها الذهبية معلنة عن بداية يوم جديد ، و ولادة حلم كبير في قلبي.. كنت قد وجدت ما أحب ! وجدت طريقي و دوري في هذه الحياة ، لأسجل على عجل في إحدى أوراقي أنا قوية ! يحق لي أن أحلم يحق لي أن أغير حياتي و أرنو إلى القمة.. كل ذلك كان بفضل تلك الكلمات التي كانت ترددها تلك الإعلامية ! لم تتوقف تلك الفتاة الطموحة من يومها أو تخاذلت في السير نحو حلمها ، صارت تكتب مشاعرها كلما دق الإلهام ناقوسها و في كل فرصة تسمح لها ، في البيت في الجامعة في الحافلة..لم يعد يهمها مكان أو زمان المهم أن تكتب ماتحب. لم يمضِ الكثير من الوقت حتى وجدت نفسها تتغير بصفة سريعة و ملفتة ، كان طريقها إلى الحلم ممتعا رغم صعوبته و مليئا بالمفاجآت.. وجدت فيه أشياء لم تكن ترَها يوما… اكتشفت خلاله أنها تجيد الرسم أيضا !صحيح أنها لم تجد في الرسم نفس مقدار السعادة التي وجدتها في تقديم البرامج لكنها أحبته جدا مثله مثل العزف، واصلت المحاولة و تحسنت في فترة قصيرة جدا في مجالها الإعلامي. دخلت بعدها عالم اللغات حسنت من لغتها الإنجليزية و بدأت بتعلم مجال علم النفس !! قد يجد البعض هذا ظريفا أو غريبا لكنها فعلا بدأت تتكلم اللغة الإنجليزيه ودراسه علم النفس و واضابت على دروسها .. والحماس الشديد ذاك الذي انتابها ودفعها للإصرار على عالم الإبداع لتتحول حياتها شيئا فشيئا من مجموعة أيام روتينية مملة إلى سلسلة من الأحلام و الأهداف حققتها بجرعات ضخمة من الطموح كل يوم ! كل ما كتبته لكِ كان البداية ، بداية الحلم و المشوار و الذي تعلمت من خلاله أن ما ينقصنا ليس القدرة أو الإمكانيات أو الوقت ما نحن بحاحة إليه حقا هو الثقة في أنفسنا و الإيمان بأحلامنا و بما نحب ، حينها فقط سنقهر المستحيل !!.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :