ليبيا تشارك في الملتقى الوطني لتصنيف الحكاية الشعبية في الجزائر

ليبيا تشارك في الملتقى الوطني لتصنيف الحكاية الشعبية في الجزائر

يستضيف المـلتـقى الوطني الثاني “جــازيـــة” لتصنيف الحـكايــة الشعبيــة بالجزائر مارس القادم القاص الليبي علي جمعة إسبيق حيث سيقدم القاص الليبي ورقة عمل تحت عنوان ” أصناف المحكي في الثقافة العربية والإسلامية” وهذا ملخصها والذي سيطبع في كتاب صادر عن الملتقى (لا شك قبل أن نبدأ في الحديث عن الحكاية، وأصنافها، وأشكالها علينا أن نحدد لهذه الحكاية ما يشبه التعريف، الذي يحدد لنا معالمها، ويجعلنا نقننها في اتجاه بحثي معلوم وواضح المعالم، فيمكنني القول بأن الحكاية هي: سرد قصصي يروي تفاصيلَ لحكاية واقعية أو متخلية. على سبيل المثال حكاية ألف ليلة وليلة بمعنى آخر الحكاية هي القصة. وقد شهد التراث العربي قديما شيئا من هذا التعريف ، حيث كانت العرب تتسلى وتتسامر بحكايات السابقين ، من قصص فنائهم وحروبهم وبطولاتهم ، كما عرفت العرب الخرافة ، التي تحاك من نسج للخيال حيث كانوا يسردونها لغرض الحكمة والموعظة والتنبيه ، وإن كانت تلك البدايات شفهية لغرض الابتسام والمتعة إلا أنها تعتبر بدايات لمرحلة كبيرة من السرد ، ولعل سبب عدم تدوينها راجع لقلة الكُتّاب والقُرّاء في ذلك الوقت ولقوة ذاكرة العرب ، الذين لم يعرفوا كتابا موحدا حتى قدوم الإسلام ، حيث جاء القرآن ليسلط الضوء على الحكاية ويدونها ويسوق من خلالها الحكمة والنصح والإرشاد في نص محكم وسرد إلهي هو الأفضل والأجمل والأكمل لتكون خير ونيس للمسلمين قال تعالى: ( نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) سورة يوسف 3. القرآن الكريم من هنا ابتدأت الحكاية تأخذ شكلا تدوينيا توثيقيا عند العرب والمسلمين، حيث عرفوا لأول مرة على لسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، القصة والحكاية الموثوقة المدونة، حيث أخبرهم القرآن عن الأمم التي سبقتهم وعن أمم لم يكونوا يعرفونها وعن قصص وحوادث غابت عنهم وعن مخيلتهم، فبدؤوا ينشدون في كل مرة الوصول إلى مرحلة المحكي عندهم، ليصلوا لمرتبة الكمال. ومن القصص التي جاءت في القرآن الكريم قصة آل فرعون، وأصحاب الكهف، الأنياء والرسل، وعاد وثمود وغيرهم من الأمم ثم بدأت الكتب التي تهتم بالحكاية تظهر شيئا فشيئا، ولعل أعتقها وأنفسها ما خطه الفيلسوف الهندي بيدبا وترجمه ابن المقفع للعربية لينتقل بالسرد بصحبة كتاب (كليلة ودمنة) لنوع آخر وشكل آخر من القص، حيث يتكلم الحيوان ويعلم الإنسان، في عديد القصص والحكايات الهادفة،هذا الكنز الذي يعرف الجميع حكايته الشائقة وكيفية وصوله بيد العرب والمسلمين لتظهر عدة كتابات وعدة مصنفات في هذا الفن العتيق المتجدد الواسع، حيث ظهرت بعد ذلك المقامات على غرار مقامة بديع الزمان الهمذاني وهو نوع من القص، يسير بوتيرة منظمة مسجعة مميزة .١ كتاب مقامات بديع الزمان الهمذاني ص114 أنواع المحكي في الثقافتين العربية والإسلامية 1 -الخرافة وهي نوع من الخيال المبالغ فيه والذي يتيح للراوي التوسع وخلق أشياء غير موجودة بأشكال خرافية، وصفات خرافية، مما يجعل تحققها معجزة لا تحدث. وعادة ما يكون سبب الاختراع لها هو الخوف من البطش سواء البطش المجتمعي أو السياسي، حيث يلجأ الروائي أو الحاكي لتشكيل جسم غير موجود ليفلت من الحساب والتساؤل، لكنه يسقطه على الواقع وينتقد به السلبيات بدون أن يمسه ضرر. 2-الحكاية التي لها أصول واقعية وهي سرد تاريخي مفصل، لجزء أو كل من حياة شخص أو قوم، الهدف منها التسلية أو ضرب العبر. 3-حكايات للأطفال. وهي نوع من التسلية والتعليم 4-حكاية وقصة مصدرها الكتب المقدسة، وغالبا ما تكون تلاوتها بداعي القدسية والعبادة الحكاية الشعبية في البلدان العربية والإسلامية لا شك في أنها جزء مقدس من التراث العربي الإسلامي، وأثر من الماضي مطبوع على شفاهنا برائحة الحناء والمسك والعنبر، ينسخ في قلبي ذاكرتنا تجاعيد الأمهات وتنافيل الجدات، حكايات اتفقت في معظم تفاصيلها، واختلفت في لهجة الرواة، فهذا عراقي وآخر جزائري وذلك ليبي وسوري ويمني يسردون ذات الحكاية بلهجات بينها برزخ لا يبغي. حكاية نص أنصيص كما روتها أمي يا سيدي. قول سيدك مولاك ٠ هذا رجل متزوج من سبع صبايا، أحملن هن السبعة، وتوحّمن على تفاح، مشى للسوق وجاب سبع تفاحات، وعطى كل وحدة من الصبايا تفاحة كاملة إلا ما واحدة قسم بينه وبينها تفاحة، وبعد وضعن حملهن كل وحدة من الصبايا جابت عيل كامل إلا واحدة وهي اللي قسم بينه وبينها تفاحة، جابت نص عيل. أكبروا العويل والصبايا قعدن يعايرن في أم العيل بقولهن: أنت جبتي نص عيل، وولدك ما يعيش، وكلام كيف هذا الكلام. دز السلطان براح يبرح في القرية، وقال: اللي يقضي على اللصوص نزوجه بنتي ونتوجه بتاج السلطنة. المهم الله ينعل الشيطان، الصبايا اللي هذي قالت بأن ولدها هو اللي راح يتزوج بنت السلطان إلا أم نص أنصيص، حطت يدها على خدها وقعدت تبكي، مشى أب العويل اللي توا الله يبارك رجالة وجاب لكل واحد حصان إلا نص أنصيص جابله بغلة بيضاء، وعطاهن ألهم وتوكلوا في هذاك الصباح … وبعد مدة وصلوا لحوش الغولة، رحبت بيهم وعشتهم وغطتهم وقعدت أتسن ألهم في الأمواس بيش تذبحهم.. الغولة كل ما تجي تلقى نص أنصيص واعي.. تسأله كنك ما ترقد يقوللها؟ من كلابك اللي ينبحن، تمشي تطرد الكلاب.. وترد عليه تلقاه واعي، تنشده أيقوللها من بقرك، تمشي تطرد البقر، آخر مرة قاللها من هالبحر اللي موجه عالي، تمشي الغولة تبي تطرد البحر.. وعّى خوته وقاللهم هيا نهربوا قبل تعود الغولة … بعدها مشوا كم نهار وجوا عند قصر الحرايمية، مابا لا واحد يخش عليهم إلا ما نص أنصيص، خش عليهم وقتلهم، واللي يقتله يأخذ منه قطعة من جسده، المهم ردوا للقرية وجوا للسلطان وتموا اللي هذا ينسب في الإنجاز لنفسه.. ونص أنصيص ساكت ما تكلم.. السلطان قال لهم نبي مارة من اللي قتل اللصوص؟ ونا نزوجه بنتي ونعطيه العرش.. سكت الجميع وتقدم نص أنصيص وطلع منديل فيه صوابع وأخشوم اللصوص وخذا بنت السلطان وقعد السلطان وندمت زوجات بوهوفرحت أمه… وأنا جيت جاي وهم عدوا غادي.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :