(فسانيا/ كوثر أبو نوارة/مصطفى المغربي) …..
احتفلت منظمة حقول حرة ((F3)) باليوبيل البرونزي 10 سنوات لبعثها الإثنين 8-8-2022 بقاعة الفرسان بفندق المهاري بطرابلس .
وشارك في الاحتفال مدير إدارة شئون المنظمات المحلية(أ. عدنان بن ناجي)، ومدير إدارة التخطيط والدراسات(أ. رياض الديب)، ورئيس قسم الشئون الادارية (أ.محمد طيبة)بمفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي، إضافة لحضور ممثلين عن : المركز الليبي لمكافحة الألغام ومخلفات الحروب بوزارة الدفاع، والهندسة العسكرية برئاسة الأركان، وجهاز المباحث بوزارة الداخلية، وادارة الشئون الفنية بجهاز الأمن الداخلي، وجهاز المخابرات العامة، والهيئة السلامة الوطنية، وعدد من الناشطين في العمل التطوع والانساني والخيري .
وافتتح الحفل رئيس مؤسسة حقول حرة ((F3)) (أ. ربيع الجواشي)، محيياً ومرحباً بكل من لبى الدعوة، لحضور الذكرى العاشرة لانطلاق مؤسسة حقول حرة ((F3))، ثم أوضح ماهية وأهداف وبرامج المؤسسة خلال عشر سنوات من العطاء والتفاني، مبيناً(الجواشي) أن الخطر الناجم من مخلفات الحروب من الألغام والمواد الغير متفجرة والمتفجرة منها، والعبوات الناسفة المبتكرة، قد تكون أخطر من الحروب نفسها، باعتبارها أن لها انعكاسات المستوى الاجتماعي والاقتصادي والنفسي والبيئي، وقد تستمر لسنوات، وعادة ما تكون موجعة ومؤلمة وكارثية، فمن حق الناس جميعا حق العيش في أمان ودون خوف من هذا العدو الخفي المتربص بهم ولنا في وطننا خير دليل، ثم أن البيئة التي كانت محور الحرب قد تصبح غير آمنة للعيش الكريم فيها، وتستمر المعانة حتى بعد أن تضع الحرب أوزارها.
ولهذا أخذنا على عاتقنا، التطوع والقيام بالأعمال الانسانية للحد من الالغام الأرضية ومن المتفجرات ومن مخلفات الحرب، حتى نصل إلى مستوى يسمح العيش بأمان، وبالتالي يتوفر الاستقرار والتنمية المستدامة دون خوف وقلق، ودون أي أثار صحية ونفسية وبيئية تسببها تلك المخلفات .
وأشار (الجواشي) إلى أنه منذ انشاء حقول حرة كان الهدف واحد واجتهدنا لتحقيق ان تكون ليبيا خالية من الألغام ومخلفات الحروب، وعملنا كفريق واحد في مختلف المناطق، واجهنا كل التحديات والصعوبات التي تعرضنا لها، وعزمنا على الوصول الي ما نصبو اليه بتفاني وأيادي وطنية، من جميع شرائح المجتمع وفي كل بقعة من أرض ليبيا الطاهرة، اضافة إلى أننا نجحنا في بناء القدرات والتنمية المحلية وفي كل الاحتياجات الفنية والمكتبية، وتحديد أوليات المخاطر، بالشراكة مع المؤسسات الحكومية ذات العلاقة، والمؤسسات الدولية، حتى أضحت حقول حرة ((F3))،تمتع بخبرة دولية تمكنها من مساعدة عدة دول تعاني ويلات مخلفات الحروب، وفي اختتام كلمته الافتتاحية ترحم(الجواشي) على كل من قدم حياته وضحى بها في سبيل ان يعيش الآخرين في أمان .
من جانبه أوضح مدير إدارة التخطيط والدراسات بمفوضية المجتمع المدني (أ. رياض الديب) خلال كلمة في الاحتفال إن العمل التطوعي والعمل الإنساني وحجم الانخراط فيهما رمزاً من رموز تقدم الأُمم وازدهارها، ثم أن التطوع من مبادئ ديننا الاسلامي الحنيف، فالدين الاسلامي يقوم على تعزيز التكافل الاجتماعي، وحث عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، حيث أظهر الإسلام أهمية العمل التطوعي من أجل القيام بحضارة إسلامية قوية الأساس وقائمة على نشر الخير والمساواة بين أفراد المجتمع، مشدداً(الديب) أننا في ليبيا لنا تاريخ طويل في العمل الأهلي والمدني وليس كما يعتقد البعض أنه حديث وقادم مع الغرب، فلدينا في ليبيا تجربتنا في العمل المدني، ولا نحتاج من يعلمنا في شيء نعلمه ونقوم به، وأكبر دليل فيما نحن فيه اليوم الذي نشارك فيه مؤسسة حقول حرة، في احتفالها بإيقاد الشمعة الحادية عشر في مسيرة حافلة من العمل التطوعي الانساني، بسواعد شباب تنادوا لعمل أهلي إنساني قبل عشر سنوات، إيمانا بدورهم الذي اعتبروه قد حان من أجل ليبيا خالية من كل ترسبات الماضي ولمستقبل مشرق، وأضاف (الديب) قائلاً : اتضح لنا أن مؤسسة حقول حرة ومن خلال زيارتنا لها والاطلاع على ما قامت به في عشر سنوات، مثال يحتذى به في العمل التطوعي والانساني، وأنها قدوة المجتمع المدني، وخاصة أنها قدمت الكثير، وحققت نتائج على الأرض، وعملت في ظروف صعبة، وفي مجال صعب يحتاج إلى المئات من المؤسسات والمنظمات للقيام به في ليبيا، وأصبحت مبعث فخر لنا في أن تكون مؤسسة ليبية بإمكانها تقدم العون والمساعدة لدول أخرى في ما اختارته من مجال لعملها الانساني التطوعي، فقد أصبحت اليوم مؤسسة حقول حرة بيت الخبرة في القضاء على الالغام والتوعية بخطورتها، والتخلص من المتفجرات من مخلفات الحرب، وإزالة وتدمير الأجهزة التي تؤدي إلى انفجارها، ومساعدة الضحايا والناجين، والتوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة، إضافة لدورها في التواصل المجتمعي، وفي القضاء على الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للألغام والذخائر غير المنفجرة ومخاطر المتفجرات الأخرى في ليبيا، من أجل تسهيل إعادة الإعمار والتنمية والعودة الآمنة والمستدامة لجميع النازحين، وتمكنها من إعداد وتأهيل كوادر فنية متخصصة تساعد على تحقيق أهداف المؤسسة في عدة مناطق بالتعاون مع شركاء دوليين .
وفي اختتام نقل (الديب) تحيات وتهاني وتبريكات رئيس مجلس إدارة مفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي(أ. عبد الحق القريد) والمدير التنفيذي(د. صلاح عبد السلام محمد)، وأعضاء مجلس الادارة ومدراء المكاتب والادارات لمفوضية المجتمع المدني بالمجلس الرئاسي، لمدراء وأعضاء والعاملين كافة بمؤسسة حقول حرة بمناسبة الذكرى العاشرة لبعثها ، متمنين لكم مزيداً من التقدم والتألق والابداع، ومترحمين على شهداء الواجب الذين فقدوا ارواحهم وهم يقومون بأعمالهم الانسانية ضمن مناطق حرة .
وتوالت الكلمات من شركاء مؤسسة مناطق حرة التي أكدت في مجملها على أهمية الدور الذي قامت به مؤسسة مناطق حرة خلال عشر سنوات من العمل والتفاني وفي مجال صعب، للقضاء على الأثر الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للألغام والذخائر غير المنفجرة ومخاطر المتفجرات الأخرى في ليبيا من أجل تسهيل إعادة الإعمار والتنمية والعودة المستدامة لجميع النازحين لبيوتهم، من أجل العيش في بيئة آمنة مستقرة .
وتخلل الحفل عرض مرئي بين مسيرة مؤسسة مناطق حرة خلال عشر سنوات مضت، في التخلص من الألغام وبقايا المتفجرات والمواد الغير منفجرة والمتفجرة والأدوات والأجهزة التي تساعد على الانفجار من مخلفات الحرب، في مختلف مناطق ليبيا، إضافة الي برامج ومناشط أخرى قامت بها المؤسسة في التوعية والارشاد، والتواصل المجتمعي، والدورات التدريبية .
وعلى إثر ذلك كرمت المؤسسة كل من شارك وتعاون وقدم المساعدة من مؤسسات ومراكز حكومية ومنظمات مجتمع مدني، وشخصيات فاعلة مؤثرة، لإنجاح تحقيق أهداف المؤسسة خلال عشر سنوات مضت .
وتجدر الاشارة أن مؤسسة الحقول الحرة (3F) هي منظمة إنسانية محايدة وغير ربحية للأعمال المتعلقة بالألغام ومقرها طرابلس تأسست في عام 2012 من قبل مجموعة من المتطوعين الذين لديهم مخاوف مشتركة بشأن تلوث المتفجرات من مخلفات الحرب (ERW) في ليبيا.، وفي عام 2014 بدأت 3F في الشراكة مع المجموعة الدنماركية لإزالة الألغام لدعم تطوير قدرتها الفنية ، اضافة لاعتماد المؤسسة من قبل المركز الليبي للأعمال المتعلقة بالألغام لإجراء التوعية بالمخاطر (RE) والمسح غير التقني (NTS) والتخلص من الذخائر المتفجرة (EOD) وتطهير منطقة المعركة (BAC).