- عبد الوهاب بوشنة
لِآخِـــرِ قَـطْـرَتَـيْنِ مِـــنَ الْــمِـدَادِ
سَـيَـرْتَشِفُ الـبياض مِـنَ الـسَّوَادِ
نَــمُــوتُ لِــيُـدْفَـنَ الْأَحْــيَــاءُ فِـيـنَـا
فيَــلْـبَـسُ كَــوْنُـنَـا ثَـــوْبَ الْــحِـدَادِ
نُــنَــادِي صَـمْـتَـنَـا فِي كُلِّ قَهْرٍ
فَـوَاغُـبْـنَ الْـمُـنَـادَى بِـالْـمُـنَادِي
تَـمَـهَّلْ يَــا زَمَــانُ ، فَـمُنْذُ خُـبْثٍ
مِـــنَ الْأَزْمَـــانِ تَـلْـعَـنُكَ الْـخَـلِيقَة
يَـلُـفُّـونَ الْـحَـقِـيقَةَ فِـــي سَــرَابٍ
فَـمَا تَـدْرِي الـسَّرَابَ مِـنَ الْحَقِيقَة
بِــــكَ الْأَيَــــامُ تَـخْـتِـمُ ضَـاحِـكَـاتٍ
بِـــآلَامٍ عَـلَـى صَــدْرِ الْـوَثِـيـقَة
مَــجَـازٌ مُــرْسَـلٌ وَفُــتَـاتُ وَهْــمٍ
يَـسُـحَّانِ الـدُّمُـوعَ عَـلَـى الْـمَـجَازِ
وَيَـسْـقِي جُـبْـنُنَا لُـغَـةَ الـتَّـمَاهِي
لِــيُـنْـبِـتَ مَـــاؤُهُ زَرْعَ الْــمَـخَـازِي
وَمِـنْ أَقْـصَى الْـمُحِيطِ نَـمُوتُ قَهْراً
لِـيَـمْـتَدَ الـنَّـحِيبُ إِلَــى الْـحِـجَازِ
لِأَوَّلِ آثِـــــمٍ بِــالـشِّـعْـرِ صِــحْـنَـا
“مَتَى سَنَتُوبُ عَنْ إِثْمِ الْكِتَابَة ؟ “
مَتَى سَنَقُولُ : ” إِنَّ النَّوْمَ يُقْصِي
مِــنَ الْأَحْــلَامِ ذَاكِــرَةَ الْـغَرَابَة ؟
مَـتَـى سَـنَـكُفُّ عَـنْ دَمِـنَا سُـؤَالاً
لِـتَخْتَضِبَ الـدِّمَاءُ مِـنَ الْإِجَابَة ؟
طَـبَخْنَا حُـلْمَنَا مِـنْ جُـوعِ شَعْبٍ
يَـذُوقُ الْـحُلْمَ مِـنْ ضَـوْءِ الـشُّمُوعِ
فَـصَاحَ بِـهِ الـرَّبِيعُ : ” كَـفَاكَ وَهْـماً
فَـقَـدْ نَـفِذَ الْـخَيَالُ مِـنَ الـرَّبِيعِ “
عَـلَى نَـهْجِ الذِّئَابِ الآنَ ، ” أَوْلِمْ
بِمَنْ سَيَشُذُّ عَنْ دَرْبِ الْقَطِيعِ “
إِلَــى وَجْــهٍ خُـرَافِـيِّ الْـمَعَانِي
خَـيَـالُـكَ لَــيْـسَ تَـعْـكِسُهُ الْـمَـرَايَا
فَـشَـكِّـلْ مِـــنْ خَـطَـايَـانَا ُوُجُـوهـاً
فَــكُـلُّ وُجُـوهِـنَـا نُــسَـخُ الْـخَـطَايَا
وَلَا تَــــقْــــرَأْ نَـــوَايَــانَــا بِـــمَــكْــرٍ
فَــــــإِنَّ اللهَ أَعْـــلَـــمُ بِــالـنَّـوَايَـا
يَـتِـيمٌ أَنْــتَ يَــا وَجَــعَ الْـقَوَافِي
وَيَـــا لَـحْـنَ الْأَغَـانِـي الْـمَـسْرَحِيَّة
نُـقَـاسِي حُـبَّـكَ الْـمَـمْلُوءَ ، رَقْـصاً
عَــلَـى وَقْــعِ الْـحُـرُوفِ الْـخِـنْجَرِيَّة
سَـنَـغْرَقُ فِـيـكَ ، يَـصْـفَعُنَا شُـعُورٌ
” سَمِعْتُكُمَا ، فَأَيُّكُمَا الضَّحِيَّة ؟”
سَـتَـرْمِـيـنَا الْـمَـتَـاهَاتُ اغْـتِـرَابـاً
إِلَـــى قَــلَـقِ الـطَّـرِيقِ وَلَا طَـرِيـقُ
سَـنَـرْتَـكِبُ الْـقَـصَـائِدَ ذَاتَ حُـمْـقٍ
وَيَـبْـهَـتُ فِــي مَـشِـاعِرِنَا الْـبَـرِيقُ
سَــتَـذْرُونَـا رِيَـــاحُ الْـعُـمْـرِ حَــتَّـى
تَقُولَ رِمَالُهَا الْعَطْشَى ” أَفِيقُوا ! “
ضَــبَـابِـيُـونَ لَا نَـــــدْرِي يَـقِـيـنـاً
بِــأَنَّ الـشِّـعْرَ مِــنْ رَحِــمِ الْـخُرَافَة
وَمِــنَّـا كَـــمْ تَـنَـاسَـلَ كُـــلُّ لَـفْـظٍ
وَأَلْـقَى فِـي هَـوَى الْمَعْنَى نِطَافَه
إِلَـيْـنَـا .. كَـــمْ قَـطَـعْنَا كُــلَّ جُــرْحٍ
بِـأَنْفُسِنَا فَسَـالَ دَمُ الْمَسَافَة !
وَرَغْـمَ الْـيَأْسِ يَـا كُـلَّ الْمَآسِي
سَـنَـلْتَحِفُ الْـيَقِينَ إِلَـى الـسَّعَادَة
وَرَغْــــمَ إِرَادَةِ الْأَيَّـــامِ .. تَـمْـضِـي
بِــــأَحْـــزَانٍ ، فَــــــإِنَّ لَـــنَـــا إِرَادَة
وَمَــهْـمَـا يَـبْـعُـدِ الـشُّـهَـدَاءُ عَــنَّـا
سَنَخْتَصِرِ الطَّرِيقَ إِلَى الشَّهَادَة