مرحبا_يما

مرحبا_يما

شامة درويش

كنت طفلة جميلة جدا، تمشطين شعري وتخبرين الجميع أنه أتعبك، وكنت بكل بساطة أخرج للعب وأفك ظفائري وأتركها تسرح مع الريح، كانت متعتي الكبيرة التي تجعلني أشعر بوجودي.

اليوم أشتاق كثيرا إلى تلك الكثافة لأغطي بها كتفي العاري، بل إنني لم أعد أحفل بفك شعري لإثبات أي شيء لأي شخص، فقط أكتفي بالمحبة التي ورثتها عنك وابتسامتك الآسرة.

مازلت أستيقظ باكرا لأكلم الله كما كنت تفعلين، وأرفع عيني إلى السماء وأتأمل الكون، وأكتفي ببعض الصادقين.

أذكر أن قلبك كان عامرا بالخير، والسلام، شاسعا كالحقول، ومنسابا كشلال لا تتوقف دفائقه…

هل أنت بخير؟؟

 ذكراك تمر علي كالوحش لتكسر صلابتي، فأخبرها أنني انبريت من عود لا تميله الريح.

كانت كفك المطلية بالطين (تمسل) طاجين حياتنا على مهل وتصهره في نار الصبر، تماما كما كنت ( تحمصين) القهوة مع الفجر وتدقينها بقلب متفجر بالحياة…

مازال طعم ( السفنج) مع حليب البقر عالقا في طرف المذاق، يعبث باشتهائي لقطعة سفنج تحملها إلي كف صادقة.

مازلت أستحضر استقبالك للضيوف وأنت تفتحين صدرك للكرم، وتهرولين إلى مطبخ العمر، كي تسعدي أرواحا قصدت باب (الفحلة ) لترش  احترامها لهم على فراش نظيف،  وتحكي لهم سيرة لا تنتهي…

أمي، باختصار كنت الحياة…

2008/2024

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :