مشاهد

مشاهد

نيفين الهوني

شهرزاد الحكايا وألف خفقة وخفقة

 1

ويحدث يا سلطاني أن تنبعث كل مساء من مسام الكلمات التي تتناغم كافّة حواسي لصياغتها لك، فأتنفسك في كل بوح أسر به إليك حكاية ما قبل النوم وكلمات أكتبها ثم أعيشك تجربة رائعة تروي مزنها مساحات اليباس في داخلي، وتتجمّع حروفها ندى فوق طين الوطن الذي تعشق فتبثّ الاخضرار في آفاق طالما أرهبتني وحشتها وغموضها

2

سلطاني الأوحد أتحدى نساءك وحبيباتك ومحظياتك وجواريك.. ألا يرينك تسبح في ماء عينيّ، أو يشتَممن عطرك المثير في روحي، أو ألا يلمحونك متسللا في ثنايا تفكيري، أو يسمعونك خفقات تهتف باسمك بكرة وأصيلا ويعجز لساني اللاهجُ بك عن نطقه صوتا وحسا، سيزاحمنني الوله ويبحثن عن سهام الحب ليرمينك بها وسيراودنك بكل مجونهن وغنجهن الفاضح إغراء وسأتركهن يفعلن ما شئن وسأترك لشهرزاد الحكايا فرصة لسرقة أذنك من بينهن فلا سبيل لامتلاكك دونها ولا مجال لأن تترك شهرزاد حيلتها القديمة ووسيلتها الوحيدة للوصول إليك حكايات ما قبل النوم وحِكَمَ ما قبل الحٌكْمِ وقيم ما قبل الانهيار الأخير

3

 وتبقى في آخر كل حكاية وقبل بزوغ فجر اليوم الثاني بلحظات وصياح ديك الحقيقة المختبئة وراء سجون الظرف الحالي والمنتظرة فارسا ينثرها على رؤوس الأشهاد عدلا ضاع ميزانه في زحمة العقد السابق من العمر وتبقى أنت قارورة الدفء الذي أعطر به جيد العمر بأمنيات مترعة بك و همسا تشتاقك الحكايا، فيا سلطاني لا تترك مساءاتي تنتظرك طويلا.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :