(فسانيا / مصطفى المغربي) ….
كرمت مكتبة طرابلس العلمية العالمية في احتفال خاص أقيم مساء الخميس 20-4-2017 بفندق الودان عدد من الكاتبات الليبيات وهو احتفاء يتم اقامته لأول مرة في ليبيا لمبدعين من النساء .
الاحتفاء بالأديبات الليبيات اللواتي تركن بصمة في الأدب الليبي والعربي جاء بمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف 23 ابريل من كل عام فكان يوم تكريم الأديبة والقاصة الليبية سابق عن الموعد والذي أشارت إليه السيدة (فاطمة حقيق) رئيس مكتبة طرابلس العلمية العالمية في كلمتها الافتتاحية حيث قالت : أن تقدم الموعد جاء نتيجة اجبار و ظروف خارجة عن الإرادة لم توضحها إلا أنها اعتبرت (حقيق) ذلك كان خيراً ومكسباً جاء في وقته فقد أتيحت الفرصة للاحتفال بمناسبتين الأولى صادف فيها ذكرى افتتاح مكتبة طرابلس العلمية العالمية في مثل هذا اليوم العشرين من ابريل من العام 1992 والثانية وهو اليوم العالمي للكتاب والذي يصادف الثالث والعشرين من ابريل من كل عام .
وأضافت (حقيق) في كلمتها الافتتاحية قائلة : رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا الحبيبية فإن مكتبة طرابلس العالمية العلمية دأبت على احياء هذه المناسبة العلمية وذلك لإيماننا المطلق أن دور المكتبة لا يقتصر على طباعة ونشر الكتب فحسب بل يتعداه ليكون منارة علمية أدبية فكرية لأبناء مجتمعنا سواء بالتزود بمطبوعتنا وكتبها في شتى العلوم والمعارف أو بالاحتفاء بالرموز الأدبية من الكتاب ومبدعي الفن وصناع الكتب والتنوير ضد الجهل والتطرف والفساد بأشكاله المادية والمعنوية ، لذلك رأت مكتبة طرابلس العلمية والعالمية أن تخصص مناسبة في اليوم العالمي للكتاب في هذه السنة بالاحتفاء بالكاتبات الليبيات وإبراز عطائهن الابداعي في شتى جوانب المعرفة الأدبية والفكرية ، ورغم الامكانيات المتواضعة نتيجة الظروف الراهنة التي تغوص فيها بلادنا الحبيبية فقد اختارت المكتبة أن تتواصل مع المبدعات الليبيات داخل الوطن وخارجه امتدادا أصيلا للمبدعة الراحلة صاحبة أول مجموعة قصصية الكاتبة (زعيمة الباروني) والتي كانت بعنوان (من القصص القومي) سنة 1958 لتكون احد رواد القصة الليبية ، وامتداد للأديبة (مرضية النعاس ) وهي أول امرأة ليبية تصدر الراوية والتي كانت بعنوان (شيء من الدفء) سنة 1972 ، والشاعرة (فوزية شلابي) صاحبة أول ديوان شعري سنة 1984 بعنوان (أحبك بصعوبة) والكاتبة (حنين السعيطي) صاحبة أول ديوان بالشعر الشعبي ، وكل الابداعات التي أثبتت أن المرأة الليبية صاحبة الموهبة ساهمت في الاشعاع الفكري بالبلاد والمنطقة العربية .ثم تقدمت (حقيق) بالشكر والتقدير لكل من حضر ولبى دعوة مكتبة طرابلس العلمية العالمية معتبرة أن مشاركتهم وحضورهم هذه المناسبة الدولية يعتبر ترسيخ لأدبيات مناشطنا الليبية الوطنية ، وحيت (حقيق) كل من تعاون من أجل إقامة هذه الأمسية لاحتفاء بأديبات ليبيات التي كان لهن عظيم الأثر في الحياة الأدبية والفكرية والثقافية في ليبيا .
الاحتفالية بالأديبة والقاصة الليبية تخلله ورقة عمل تقدم بها الكاتب (منصور بوشناف) والتي كانت عن فن السرد في أدب المرأة الليبية فجاءت منسجمة مع الاحتفالية التي يحتفل فيها بالمرأة المبدعة ليؤكد أن الرواية والقصة والابداع فيها كان في الأصل من النساء حيث قدم لمحة تاريخية عن أدب النساء في حكايات الجدات وأناشيدهم منذ مئات السنين .
وصاحب طوال الاحتفالية عرض مرئي لانتاج المكرمات الأدبي إضافة لصور لمؤلفات لأول إصدارات قصصية وروائية وشعرية لنساء ليبيات من العام 1954 ، إضافة لمداخلات فيديو للمكرمات اللواتي كانوا خارج الوطن ولم يتمكن من الحضور أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لهذه اللفتة الكريمة والرائعة من قبل مكتبة طرابلس العلمية والعالمية في الاحتفاء بهن .
وتميزت الاحتفالية بأجواء من الفرح والموسيقى والشعر وكانت بمثابة ملتقى للأدباء والشعراء الليبيين .
وعلى انغام الكمان والقانون كان تكريم عدد من المبدعات القاصات والروائيات والشواعر الليبيات وهن : (أسماء الأسطى) ، (حواء القمودي) ، (عائشة ابراهيم) ، (فريدة المصري) ، (عائشة الاصفر) ، ا (وجدان شكري) ، (بشرى الهوني) ، (سميرة البوزيدي)(إبتسام عبد المولى) ، ا (أم العز الفارسي) ، (انتصار البوراوي) ، (خذيجة البسيكري) ، (رجاء المغربي) ، (رحاب شنيب) ، (رزان نعيم المغربي) ، (سعاد سالم ) ، (عائشة إدريس المغربي) ، (عزة المقهور) ، (عويشة الخريف) ، (عزالة) ، (فاطمة عبد الله منصور) ، (فاطمة محمود) ، (فريال بشير الدالي) ، (فوزية شلابي) ، ا (مبروكة الاحول ) ، (نجوى بن شتوان) ، (انهلة العربي) ، (ليلى النيهوم) ، (وفاء البوعيشي) .
هذا وقد حضر الاحتفالية والتكريم رئيس الوزراء السابق الدكتور (عبد الرحيم الكيب) والمستشار الاعلامي لرئيس مجلس الوزراء السيد (حسين الهوني) وعضو اللجنة التسييرية للهيئة العامة للثقافة السيد (عبدالحكيم القيادي) وعضو المجلس البدي لبلدية طرابلس المركز السيد (عبد الرحمن القلالي) وعدد من الأدباء والكتاب والشعراء والمثقفين والفنانين والاعلاميين والمهتمين بالشأن الفني والثقافي .
وتعتبر مكتبة طرابلس العلمية العالمية التي نظمت الاحتفالية إحدى دور النشر الهامة في العالم العربي التي تلتزم بحقوق الملكيـة الفكرية للمؤلفين والناشـرين، وصـل عــدد منشورتها إلى 150 عنوانًا منها 70 كتابًا علميًا منهجيًا.
واليوم العالمي للكتاب هو احتفال يقام كل عام في 23 أبريل بعد أن قررت اليونسكو منذ عام 1995 الاحتفال بالكتاب وحقوق المؤلف ، وأصبحت أعداد متزايدة من الجهات الثقافية والمثقفين يحتفلون بهذا اليوم، وبحسب موقع اليونسكو قد بات ملايين الناس يحتفلون بهذا اليوم في أكثر من 100 بلد في اطار الجمعيات والمجالس والتجمعات المهنية المؤسسات الخاصة.
ونجح يوم الكتاب العالمي وحقوق المؤلف خلال هذه الفترة الطويلة في تعبئة الكثير من الناس، من جميع القارات والمشارب الثقافية لصالح قضية الكتاب وحقوق المؤلف. فقد أتاحت لهم هذه المناسبة الفرصة لاكتشاف عالم الكتاب بجوانبه المتعددة وتقديره حق قدره والتعمق فيه.
ويكفل قانون حقوق المؤلف حمايتهم، وترى اليونسكو أن كل هذه الجوانب كانت موضع مبادرات كثيرة في مجال التوعية والترويج وأتت بنتائج ملموسة.
وفي عام 2000 انبثقت من اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف مبادرة أخرى صادرة عن المنظمات المهنية وحظيت بدعم اليونسكو ومساندة الدول وهي مبادرة العاصمة العالمية للكتاب وقد اشتركت جميع مناطق العالم تقريباً الواحدة تلو الأخرى في هذه العملية التي حولت الاحتفال بهذه المناسبة إلى عين دائمة التدفق لكي تصل اشراقة الكتاب جغرافيا وثقافيا إلى أقصى مدى ممكن.