هل هو زمن العار ؟

هل هو زمن العار ؟

بقلم :: عمر الطاهر

عندما يصبح محور أحاديثنا تهما فيما بيننا عن الخيانة و العمالة و بيع الوطن ، عندما نكيل لبعضنا تهما بالفساد و فضائح السرقة الممنهجة لمقدرات الوطن من بيع النفط و السلاح و السيارات و أسلاك الكهرباء و الألومنيوم و الحديد و النحاس ، عندما تصبح لغتنا اليومية لا تحتوي سوى على مفردات الخطف و القتل و الاغتصاب ذكورا و إناثا و عصابات تقطع الطريق و تقفل الغاز و النفط و تكمم الأفواه التي تنطق بالحق ، حينما نصبح مجموعات متفرقة كُلُّ يدعي الحق و ننخر بعضنا بعضا و تدمر المدن و تفر النساء و الأطفال ذعرا إلى الطرقات و يمر الشتاء على الأسر النازحة و المهجرة بلا مأوى و الأطفال بلا مدارس لسنوات و المدارس بلا كتب و بلا معلمين و ربما بلا مناهج و تصبح كل أيامنا عطل و ملل و انتظار بلا أمل ، حينما نصبح عناويناً على أشرطة الأخبار لقنوات العالم و الصحف و المجلات و صفحات الإنترنت و مقاطع فيديوهات تبث العار من أفعالنا ، و موضوع دسم للشعوب الشامتة و المشفقة و المتردية ، و نصبح قصصاً تروى في مقاهي شوارع تركيا و تونس و عمان و القاهرة ، عندما نمد الأيادي لنتلقف أكياس الإغاثة و المعونات التي تبرع بها فقراء الخليج و كرماء الجزائر و ما تبقى من صدقات لشعب الصومال و اليمن في مخازن الأمم المتحدة ، حينما يصبح الغرباء سادتنا في وطننا ، و نشتغل في متاجرهم و مزارعهم و نساؤنا تمسح الأرائك و الأواني في منازلهم ، و نرعى لهم الخراف و نحلب الأبقار في مزارعهم التي امتلكوها في بلادنا ، و يصبح حلم أولادنا اللعب مع أولادهم و أن تركب بناتنا سياراتهم لنشعر بالفخر لا بالعار و حينما يقود الغرب ساستنا السذج من عاصمة إلى عاصمة و يعلمونهم دخول المراحيض و الأكل على الموائد بالشوكة و السكين و رؤوسهم كطلع شجرة الزقوم ، لا يفقهون حديثاً إلا عن الدولار و ثمن تذاكر السفر من مطار إلى مطار ، و كم هي سخية اليد التي تشتري أعراضهم و ذممهم و كل مناهم أن يعودوا إلينا حين يعودون ، كعارضي الأزياء متأنقين و متألقين ، و متنمقين لا يشبهوننا ، تفوح منهم رائحة العار و الخيانة و نحن الذين انتخبناهم جبناء رعاديد لا نغضب لخيانتهم ، عندها يصبح هذا الزمن شريفاً و هذا الوطن شريفا و نصبح نحن العار .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :