هل هي الحرية … أم هي الغريزة ؟

هل هي الحرية … أم هي الغريزة ؟

  • إبراهيم فرج الشوشين

تساؤل تبادر إلى ذهني بعد أن قرأت تغريدة للسيد غسان سلامة قال فيها با‏لحرف (إخوتي الليبيين! لقد دقت ساعة الحقيقة والخيار لكم: فإما تحتكمون للعقل أو للغريزة، وإما تبقون أسرى أحقاد الماضي أو تبنون معا مستقبلا زاهرا لأولادكم، وإما تلهكم الصغائر أو تنقذون وطنكم من كبوته، وإما تفرقكم الفئوية أو يضمكم الوطن الواحد الوسيع لجميعكم.) في إشارة منه إلى ما يعانيه الوطن. وأتساءل هل هي غريزة يتصف بها الليبيون؟ إشارة إلى ما يحدث الآن في ليبيا جعلت الليبيين خلال ثمان سنوات يدمرون يقتلون يخوٌنون ينهبون ويسرقون و غيرها من الأفعال المشينة … أم هو غياب العقل وعدم الاحتكام للمنطق والعقل .. وهل كل الليبيين تتحكم فيهم الغريزة وغياب عقولهم … أم هي قفشات من غسان الذي استهان أو ربما لم يلتقِ من خالف غريزة الغاب فظن أن الليبيين كافة تتحكم بهم غرائزهم فألغت عقولهم .. نعم قد أجد العذر لغسان لأنه خلال لقاءاته لم يلتقِ إلا بالمتزلفين والنفعيين ولم يجلس إلا مع قادة الحروب القذرة ولم ير إعمارا حدث هنا أو نجاحا تحقق هناك … لم يجد حكومة هنا بل وجد حكومة هنا وحكومة هناك وبرلمانا هنا ومجلسا هناك في هذا الخضم العجيب قد يعجز المرء أن يجد الوصف المناسب لما يشاهده إلا وصف الغريزة البعيدة عن العقل … إن المشهد الحالي وشخوصه لا يمكن إيجاد وصف لهم وأنت ترى أبناء الوطن الواحد وهم يدمرون وطنهم … إذن كان غسان محقاً .. ولكن واقعنا عندما نراه من زاوية أخرى نرى أصحاب العقول وهم يطرحون أفكارهم وحلولهم للمشكل في ليبيا ونشاهدهم ونسمعهم عبر قنوات الإعلام فكيف غاب عن غسان أن هناك فئة في المجتمع لا تتحكم فيهم الغريزة إن لبّ المشكلة في تغول أولئك الفاسدين والنفعيين وتمترسهم أمام المنظمات الدولية وعكس صورة سيئة تجعل كل من يحاول البحث عن حل المعادلة التي تعاني منها ليبيا لا يكون إلا عليهم ومن خلالهم .. وبالتالي فإن ما ينعكس على الواجهة هو ما تناولته التغريدة … وفي المستوى المحلى تجد كل التحركات والاجتماعات والمصالحات تفشل أو بالأحرى يتم إفشالها من قبل هؤلاء النفعيين الفاسدين .. والذين لا يريدون أن تبنى الدولة أو مؤسساتها إلا وفق رؤيتهم ومبتغاهم .. ولا يرون الوطن إلا غنيمة لهم وليست هناك وطنية ما لم تعبر من خلالهم ووفق توجهاتهم .. هنا تتضح الغريزة التي أشار إليها السيد غسان في تغريدته فهو لم ير عقولا تتحدث وكل ما يراه غرائز تتحرك لتنهي وتقضي على وطن يرونه يشبع نزواتهم وغرائزهم .. ومن يقول إننا شعب حر عليه أن يراجع اعتقاده … فربما يتضح أن حريتنا قيدتها غريزتنا أو غريزة من يتحكمون في المشهد … فهل جانب غسان الصواب؟.

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :