هنا غات

هنا غات

بقلم :: عمر الطاهر
ابتدأت المصالح تتشكل
و ابتدأت تدق نواقيس الخطر .
و بدأ التهافت على الولاء و بدأ نداء المصالح ( خذ و هات ) .
هو الاستقطاب و شعار معي او ضدي ، و انتهى زمن الحياد ، و لقد اسرجت المهاري و الجياد .
بدأ الاصطفاف و الجنوب قد دخل الحساب ، و جوقة الحرب تعزف نشيد الموت و الخراب .
هنا غات .
انا لا أقول كلاما جزافا ، او أضخم الأمور ، و لكن انقل الى السطح مايسري تحت الأبصار ، و ما هو مستتر عن الأنظار .
حدثت الموجة لأولى من تسونامي السياسة اثناء فبراير عام2011 و كان المد في اتجاه واحد على الأغلب ، و تركت غات اما رأفة بأهلها او لعدم تأثيرها المطلق على الأحداث ، او انها في اخر سلم الأولويات .
و حدثت الموجة الثانية من التسونامي الوطني إبان احداث فجر ليبيا و الكرامة ، و مرت بسلام عدا كون غات تأثرت بشقيقتها اوباري و حرب الزور و البهتان التي لم يكن لها هدف سوى أضعاف مكونين تمادى في التسليح و التنظيم و الأحلام .
مرت الحرب و انتهت و حل السلام و رحم الله من كان فيها وقودا و خسره الأهل و الوطن و لم يعد يذكر في قوائم الشهداء و لا ذويه بقوافل المؤن ، و لا سميت بأسمائهم شوارع الوطن .
ثم جاء اليوم تسونامي الفصل الاخير من كتاب العقاب ، و تسابق العباد ، الى غات من جاء يشتري و منا من يبيع ، فهل ستنجو غات ، من عقاب الزمن .
بدأت الكتائب تتشكل ، و تتداخل و بدأت الحكومات و الهيئات علينا تتداعى .
غرب البلاد يرسل من زمره كل الى من على شاكلته ، آحادا و زرافات ، لجانا و اجندات ، أفكارا و ترهات ، و نحن هاهنا نتلقف ما يأفكون بنهم دون خجل او وجل .
و شرقها يسترق السمع و يدعونا إليه تارة سراً وأخرى جهارا ، بعدما كان رجالا استتروا في الذهاب اليهم ، كوكبة من بعد كوكبة ، لم يكن لها عدد و لا مدد ، فكفروا بها لانها لم تغير شيئا و لا جلبت لهم ولائاً و لا ثناء .
وآخرين لانعلمهم الله يعلمهم ،
منا من اتبعهم و منا انكرهم و منا دون ذلك ليس له في العير و لا في النفير .
نحن اليوم ألوانا شتى ، مخضبين بولائآتنا ، تعددت طرقنا ، و اصطففنا كل الى مستقطبه ، و أصبحنا نضمر لبعضنا شرا ، نترقب بعضنا البعض ، و نعزز الكتائب بالمزيد من الأبناء القاصرين نخرجهم على الملأ ، بجوقة الموسيقى ، و كلنا حاضرين ، و نحن نستعد كل يوم اكثر ، لالتهام بعضنا ، بشره ، ان هي الا هنيهات ، حتى يحين الحين ، و تبدأ جوقة الحرب تعزف نشيد الدم و الدمع الندم .

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :