بقلم :: عبد الرزاق الداهش
سألني الشاب ما إذا كنت في حاجة إلى تاكسي، فقلت له مازحا: كم تأخذ مقابل إيصالي إلى ورشفانة؟
بعد برهة من الصمت، والدهشة، قال لي وهو يتبرم إلى الناحية الأخرى منسحبا: “ربي يسهّلك”.
حاولت أقناعه، ولكن رفض ذلك، ولو كان المقابل مليون دينار.
كنت حينها في مطار معيتيقة، عائد للتو من تونس عبر الخطوط الليبية، بعد رحلة تأخرت فقط ثلاثة ساعات محافظة على تقاليدها.
كان صديقي قد جاء ليأخذني من المطار، وكان الموقف مضحكا، ومحزنا أكثر.
أين ورشفانة التي يسألونك فيها عن سكر قهوتك، قبل أن يسألونك عن أسمك؟
أين ورشفانة التي تبحث فيها عن شخص غير متعلم، أو غير مثقف، أو غير مبدع فلن تجده؟
نعم أين ورشفانة الكرم، والرأسمال البشري، وسلة الغذاء الليبية؟
نتمنى أن تعود ورشفانة إلى نفسها، فما يفعله بها الأبناء، أسوأ مما قد يفعله بها أعدى الأعداء.
ما تحتاجه ورشفانة هو أن نساعدها في استعادة استقرارها، واستعادة تاريخها، واستعادة سمعتها.
أكثر من أربعة آلاف حالة اختطاف كانت كفيلة بأنى تظهر أغنية في أعراس المنطقة على وزن: “اللي ما يصفقش معانا انشاء الله يخش لورشفانة”.
ألا يستفز كل هذا قيادات ورشفانة العسكرية، والأمنية، والاجتماعية، والدينية قبل أن يستفز غيرهم؟
أتركوا لرشفانة فرصة كي تعود إلى نفسها، ولو أخيرة.