وزن قصائد الطق وما شابهها

وزن قصائد الطق وما شابهها

صلاح اعطير

للشعر الشعبي أوزانه التي تحكمه – وإن لم نَحصُرْها – كما للشعر العربي قواعده التي تُختَبَرُ بها سلامة أشعاره، وفي هذا المنشور سأطْرَحُ ما توصلت إليه من نتائج بخصوص القصيدة الشعبية وتحديداً قصائد الطق.
تتشابه قصائد الطق والشتاوة والمجرودة من حيث المقاطع العروضية التي يتألف منها البيت مع ملاحظة الاختلاف بينها في كيفية التقفية وعدد الشطرات.
فَفِكرة الوزن في هذا الضرب من الشعر تختلف تماماً عن بقية أوزان الشعر الشعبي، فهو دقيق جداً وواضح للمتأمل، وقبل البدء ينبغي أن نتفق على مصطلحات معينة:
1- المقاطع العروضية في الشعر العمودي الفصيح متنوعة ما بين سبب خفيف وآخر ثقيل ووتد مجموع وآخر مفروق، وفاصلة كبرى وأخرى صغر، لكن في الشعر الشعبي لن نجد إلا السبب الخفيف والوتد المجموع، فما معنى هذا الكلام؟
أ- السبب الخفيف وهو مقطع عروضي يتألف من حرفين فقط أولهما متحرك بضم أو كسر أو فتح، والآخر ساكن، مثال ذلك:
[مَنْ] فهو متألف من حرفين الأول حرف الميم المتحرك بالفتح، والثاني النون الساكن، وسنرمز إلى المتحرك بالرقم واحد (1) والساكن صفر (0).
فنكتب كلمة من بالرموز هكذا[ 1 0]
من = 1 0
في = 1 0
ب- الوتد المجموع: وهو مقطع عروضي يتكون من ثلاثة حروف، متحرك ومتحرك وساكن، مثال ذلك:
بكى فهذه الكلمة تتكون من ثلاثة أحرف هي: الباء المتحركة بالفتح، والكاف المتحركة بالفتح، والألف المقصورة الساكنة.
ومثاله أيضاً:
سما، جفى، بلا.
سنرمز للحرف المتحرك بواحد والساكن بالصفر.
بكى = 1 1 0
حَجَرْ = 1 1 0
عَلَيْ = 1 1 0
عَلَمْ = 1 1 0
وقد يمثل السبب الخفيف أو الوتد المجموع جزءً من كلمة وليس كلمة تامة، مثال ذلك:
ابْها = فهذه الكلمة متكونة من مقطعين عروضيين هما: اب + ها، ونكتبها بالرمز هكذا:
ابْ 1 0
ها 1 0
ومثال الوتد المجموع :
هَدِيرَه، فهي مؤلفة من وتد مجموعة + سبب خفيف
هَدِي + رَا
هَدِي 1 1 0
رَا = 1 0
فيرمز إلى الكلمة هكذا:
1 1 0 – 1 0

——————–
2- الكتابة العروضية هي الكتابة المستخدمة لوزن الشعر، وهي تختلف عن الكتابة العادية، وقاعدتها أبسط منها، وخلاصة ضبطِها ما ينطَق يكْتَبُ وما لا يُنْطَقُ لا يُكتَبُ، وإليك المثال:
أ- لفظ الجلالة (الله) يُكتَبُ عَروضياً هكذا: اللاه.
ب- كلمة (طاوس) تكتب هكذا: طاووس.
ج- اسم (حسين) يكتب هكذا: احسين.
د – اسم جبريل وإسماعيل يكتبانِ هكذا: جبرين، اسماعين.
هـ – كلمة (قالوا) تُكتب: قالو. فلا نكتب الألف الفارقة بعد الواو؛ لأننا لا ننطقها.
وإليك كتابة هذه الشطرة كاملة مرة بالخط القياسي ومرة بالكتابة العروضية، ولاحظ الفرق بينهما:
أولاً الكتابة القياسية:
غَنِي عـالساقي والرَّسَّال
ثانياً الكتابة العَرُوضيَّة:
غَنِي – عَسْ سا – قِي وَرْ – رسْ سال

لاحظ أن أي حرف مشدد سَيُكتَبُ حرفين أحدهما ساكن والآخر متحرك.
مثال آخر:
كي نبرم تبقى لي دوشة * طلق السنة * من خيّاب اتقول احصنة
وعروضياً هكذا:
كِيْ نَبْ – رَمْ تبْ – قا لي – دو شا
طل قل – سِنْ نا
مِنْ خِي – يا بتْ – قو لِحْ – صن نا
يُتَّبـــــع

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :