ويكيبيديا اللهجة الليبية

ويكيبيديا اللهجة الليبية

  • فريد الحجاجي

موسوعة لا علمية تتناول مصطلحات اللهجة الليبية ولا تهتم بردة فعل القارىء

مصطلح الحلقة : (السليماني)

تزخر اللهجة الليبية بالتعبيرات التي تظهر طبيعة مشاعرنا نحو الآخرين سلباً أو ايجاباً، فمثلاً لو جلس أحد احبتنا لتناول الطعام لقلنا له تلطفاً : صحة .. صحة !
بينما لو وُجد أحد المغضوب عليهم في نفس الموقف ربما نقول له :
👈 نوض سليماني يرفعك !
ولمَنْ لا يعرف السليماني فهو اسم المركب الكيميائي كلوريد الزئبق، الذي يُعتبر من أشهر السموم وأشدّها تأثيراً على الجسم، إذ يؤدي تناوله الى موت الشخص بسبب انهيار اجهزة الجسم الداخلية .

والسليماني يدخل ضمن مجموعة من اللعنات والمسبّات التي نجدها في اللهجة الليبية بدءاً من :
👈 (كصرة في مكاصيرك) التي يسمعها الطفل الصغير من أمه عندما يتسبب في كسر شيئاً ما .. مروراً بالقول الشهير :
👈 (طيّح سعدك ومزالك) !
وصولاً الى لعنات تحمل الكثير من القوة والفعالية كدعاء :
👈 (الله يرزيني فيك) !

ونجد ان اللعنات تختلف ليس فقط باختلاف الموقف وانما حتى من ناحية التصنيف، اذ لدينا في اللهجة الليبية لعنات ”عمومية“ واخرى ”تخصصية“، فمثلاً عندما نقول للشخص :
👈 (اعطِك دعوة) أو (مرفعين يرفعك) أو (يعطيك ما يرفعك)
لا توجد اشارة الى شئ محدد وإنما الأمر مفتوح لكل العناصر التي بإمكانها ان تؤدي بالشخص للهلاك !

👈 بينما عندما نقول له : (نقطة ترفعك) !
هنا يختلف الامر وتصبح اللعنة تخصصية فنحن اشرنا الى الشئ المناط به التخلص من الشخص وهو ”النقطة“، وقد يتساءل البعض عن ماهية ”النقطة“.. هناك قولان في هذا الصدد : البعض يقول انها كتلة الدم المتجمد اي “الجلطة“، بينما يقول آخرون انها الحية أي “أنثى الثعبان“ مستدلين بالدعاء الليبي الذي يقول :
👈 (اعطيك نقطة سودة رقطة) !
فالشخص الذي تلدغه حية سوداء رقطاء يكون هلاكه مؤكد وبقاؤه على قيد الحياة شبه معدوم .

👈 (برّا داء ايداويك ويحمي كلاويك) !
هنا يكون التخصص في داء يستهدف جزء محدد وهو
الكليتين المسؤولتين عن تصفية الجسم من الشوائب والتي ان مرضت يصبح الشخص في حالة صحية حرجة وخطيرة للغاية .
ونفس الشي عندما نقول :
👈 (اعطيك طمحار وجدري حار) !
حيث يتفق الجميع على تعريف الجدري ولكن يبقى ”الطمحار“ مبهماً وليس له تفسير محدد يتفق عليه الكل .

ثم تنتقل اللعنات الى التخصص ”زمنياً “.. فنقول :
👈 (اعطيك مرفعين ومرض يومين) !
اي اننا نتمنى لك مرضاً يمهلك يومين لتنتقل بعدها لدار الآخرة .

كما نجد تخصصاً ”مكانياً“ في قولنا :
👈 (اعطيك العمى والجلى) !
اي اننا ندعو لك بفقدان الابصار والاجلاء عن الديار (ولكم ان تتخيلوا الموقف من الناحية الدرامية) !
ويدخل تحت نفس التخصص :
👈 (عنك ما ترد) و (اعطيك ما ينزعك) !

اما أشد الدعوات قسوة فهي :
👈 (دير دوايرك واذهب شوايرك) و (اعطيك سحيقة ونار طليقة) !

وفي الختام وبعد هذا الكم الهائل من القساوة تأخذنا هذه الابيات الجميلة من الشعر الشعبي الليبي بعيداً عن الشدة والغلظة في القول وتدعونا الى اعتماد اللين والمروءة وحسن العشرة .. يقول الشاعر :

انوصيك دير الخير صون لسانك
تلقــــاه يوم الحشر في ميــزانك
ديــر الباهي …
وما اتكون بعيـوب الخلايق لاهي
الغيبــه كتـــاب الله عنهـــا ناهي
ايقولـوا لسانك كان صنته صانك

الى اللقــــــاء

فريــدة

#الحياة_تبدأ_بعد_الستين

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :