يَوْمُنَا نَحْنُ المُعَاقُونَ

يَوْمُنَا نَحْنُ المُعَاقُونَ

كتب :: سالم أبوظهير

وأنا أكتب هذا المقال، صادف أنه اليوم العالمي (لنا) ..أقصد اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة، الذي قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1992م تخصيص الثالث من ديسمبر من كل عام، لتذكير الأصحاء بهذا اليوم ،وليواصل المعاقون رفع سقف مطالبهم ويطالبوا بحقوقهم في كل مكان في العالم . وبحسب الأمم المتحدة فإن الهدف من إحياء هذا اليوم كل عام ، هو زيادة فهم قضايا المعاقين ، وبعث روح التنافس بين المختصين في مجالات تقديم الخدمات لشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتطوير تصاميم جديدة لتساعد المعاق على التكيف مع إعاقته ، كما تسعى الأمم المتحدة بالتذكير من خلال إحياء الثالث من ديسمبر من كل عام ، لتضمن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسعى عبر الاحتفال بهذا اليوم لزيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية داخل مجتمعاتهم. على المستوى الشخصي تداعت الذكريات المزدحمة ، تدور في رأسي بلا ترتيب، وعادت بي لتذكرني معاناة والدي- رحمه الله – وهو يخطط للرحلة من غريان إلى ورشة الأطراف الصناعية في شارع الزاوية ،والانتظار من أجل الحصول على حذاء يناسب إعاقتي. تذكرت يوم حصولي على بطاقة إتباث الإعاقة (الزرقاء)، وكيف كانت هذه (الزرقاء) ، تفتح الأبواب المغلقة ، تذكرت يوم استلمت مجاناً أول (فيسبو) وهي دراجة نارية خاصة بالمعاقين ، وبعدها بثمن مخفض سيارة (رينو ) المعاقين .. وتذكرت أيضا كيف كنت أجوب طرابلس كلها من جنزور لتاجوراء لبوسليم لفشلوم في الحافلات البرتقالية، دون أن أدفع ثمن التذكرة لأنني معاق وكيف ساعدتني هذه (الزرقاء) في السفر بنصف ثمن التذكرة ،إلى الصين وإيطاليا والمغرب وهولندا وسويسرا وإسبانيا وسوريا وغيرها، تحضر معي في جيبي أينما سافرت ، وكان يكفي رسالة من قسم المعاقين وصورة من هذه (الزرقاء) فتحصل على تخفيض لك ولمُرافقك . كانت (القيلات) و(الزرقاء) مكسبًا مهمًا لي كمعاق، حققت بمساعدتهما كثيرا من الإنجازات، وحصلت على كثير من المزايا، أتذكر قسم المعاقين ،أتذكر الأستاذ محمد الصيد والأستاذ الهادي شعبان والأستاذ سالم مسعود ،وباقي الموظفين ، أتذكر جيداً سعة بالهم ورحابة صدرهم وهم يحاولون تقديم المساعدة الكاملة لنا ،رغم أن مكاتب قسم المعاقين، كانت وأعتقد أنها لازالت في الدور الرابع في عمارة لايتوفر بها مصعد ..!!!. أتابع حال المعاقين ،وذوي الاحتياجات الخاصة في بلادي اليوم ، وأتمنى أن تصل الخدمات المقدمة لهم ، لمستوى الدول المتقدمة، فنحن لاتنقصنا الموارد المالية ، ولاتنقصنا المهارة في ديباجة الوثائق والقرارات والقوانين ، التي تكفل لكل معاق حقوقه التي ضمنتها له المواثيق الدولية ، خاصة وأننا أكثر شعب بشهادة العالم ، يحب ويتسابق على تقديم المساعدة للمحتاجين. وليس أحوج بالمساعدة ومد يد العون أكثر من تقديم كل المساعدة والعون والدعم لأبنائكم المعاقين ، أيها الشعب الليبي الطيب ..

شـــارك الخبر علي منصات التواصل

صحيفة فــــسانيا

صحيفة أسبوعية شاملة - منبع الصحافة الحرة

شاركنا بتعليقك على الخبر :