خالد المجبري
ها هو مجلس النوّاب وقد نجح في تعطيل إجراء الانتخابات في موعدها المعلن 24 ديسمبر نجده الآن يتجه إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تخلف هذه التي يترأسها السيّد عبدالحميد الدبيبه .
وهذا المسار الذي يريده مجلس النوّاب يقوم أساسا على عددٍ من المغالطات ويهدف إلى خلق عددٍ من العراقيل والمشكلات.
فهو يقوم أساساً على حجة أن حكومة الدبيبة تنتهي صلاحيتها مع انتهاء يوم الرابع والعشرين من ديسمبر , في حين أن هذا التاريخ مرتبطٌ بمنجز انتخابي وبمخرجات جديدة في جسم السلطة التشريعية والإتيان برئيسٍ للبلاد.
وكذلك فإن مجلس النوّاب ليس هو من جاء بالسيّد الدبيبة رئيسا للحكومة بل هو ــ الدبية ــ أحد مخرجات ملتقى الحوار ( ملتقى الخمسة والسبعين ) الذي أوجدته السيدة ستيفاني ويليامز والتي عادت إلى المسرح الليبي من جديد .
وأيضا فإن تشكيل حكومة جديدة تبدأ بالتتكليف ثم التأليف ثم مداولات منح الثقة سوف يستغرق وقتا طويلا نحن في غنى عن استهلاكه .
ولكن مجلس النواب وقد قرر تعطيل الانتخابات جعل من استهلاك الوقت أحد تكتيكاته التي توصل إلى هدفه المضمر , وفي الجانب الآخر نشير إلى تصريح السيد رئيس الوزراء المكلف ( بوجناح ) والذي أكد خلاله أنه لن يتم تسليم السلطة إلا إلى حكومة تأتي بها مؤسسات جديدة هي مخرجات العملية الانتخابية .
ولهذا فإن مجلس النوّاب وفي حال إصراره على تشكيل حكومةٍ جديدة فإنه إنما يعمل على إحداث شرخ جديد في البلد سوف يؤدّي إلى تشكيل حكومة أخرى موازية في الشرق الليبي .
ولعلنا نجد بعض الأمل في عدم حدوث هذا السيناريو المزعج في أمرين اثنين ؛
الأول هو المقترح الذي تقدمت به المفوضية الوطنية العليا للانتخابات والقاضي بتحديد يوم الرابع والعشرين من شهر يناير 2022 موعدا لإجراء الانتخابات, ومبعث الأمل في هذا هو أن مدة شهر واحد لن تكون كافية لأن تجعل مجلس النوّاب يسير في خطته المربكة ــ تشكيل حكومة جديدة ــ , غير أن هذا الموعد الجديد الذي اقترحته المفوضية في حاجةٍ ملحّة وضرورية إلى خطوة مهمة جدا هي إعلان أسماء من سيخوضون الانتخابات الرئاسية .
الثاني هو وجود السيدة ستيفاني وليامز والتي يبدو أنها ليست في وارد الموافقة على تشكيل حكومة جديدة ، فهي من جانب أعلنت أن مثل هذه الحكومة لن تكون محل اعتراف المجتمع الدولي إلا إذا توفر لها نصاب من حضور النوّاب لا يقل عن ( 120 ) عضوا , وهو أمرٌ يبدو مستبعدا في ظل المشهد الحالي ، وكذلك فهي صارت تهدد بالعودة إلى ملتقى الخمسة والسبعين والذي لعلها تفكر أن تعلن من خلاله موعدا محددا للانتخابات وأيضا عن أسماءِ من سوف يخوضها .
على أية حال فإن برلمانا أعضاؤُه بمثل هذا النوايا الخبيثة لن يعدم وسيلة لتحقيق أهدافه بما في ذلك التحالف مع الخصوم … واكاد أقول الشيطان