قصاصات آمنة الفضل
* الَّذِي لَا يُمَارِس عَادَة الِاشْتِيَاق حتماً لَمْ يَعْرِفْ الْحَبّ ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ الْحَبّ لَمْ يَذُقْ طَعْمَ الْحَيَاة ، فَأُولَئِك الْمَوْتَى الَّذِينَ يجرجرون خطواتهم الْبَارِدَة عَلَى طُرُقَات الِانْتِظَار لشي مَا قَدْ يُغَيِّر تَفَاصِيل أجندتهم الحياتية ، دُونَ أَنْ يجهدوا أَنْفُسَهُمْ فِي رَسْمِ الْخُطْوَة الْأُولَى لميلاد تِلْكَ اللَّحْظَةَ الْفَرِيدَة ، رُبَّمَا هُم يَجْهَلُون حقاً مَاهِيَّة الْإِحْسَاس بِالْآخَر ، أَوْ أَنَّهُمْ يَسْعَدُون بِمُمَارَسَة سَطْوَة التجاهل والهجران عَلَى مَنْ ظلوا مُتَّكِئِينَ عَلَى بَقَايَا أمَال نسجوها لتبديد احْتِمَالَاتٌ النِّسْيَان الْمُتَعَمِّد . . .
* الشَّوْق فِي حَدِّ ذَاتِهِ اِسْتِشْفَاءٌ مِنْ عَدَمِ الاكْتِرَاثِ بالحبيب، وللشوق حِكَايَاتٌ وَأَحْكَام وَقَوَاعِد وَصُوَر وَكَلِمَات وتعابير، وَذَلِكَ بِحَسَبِ حَالَاتِه وَشِدَّة امْتِلاكِه للدواخل، وَقُوَّة احتمالنا لَه، وَرُبَّمَا ضَعُفْنَا الْوَاضِح جداً عَلَى ملامحنا تُجَاه كِتْمَانِهِ أَوْ تَبْدِيد نوباته الَّتِي تُصْرَع أَرْوَاحَنَا وَقْتَ أَنْ
تَطَرَّق عَلَى جُدْرَانِهَا بِحَرْقِه. .
* بِقَدْر هَذَا العنفوان وَهَذَا الْكِبْرِيَاء دَوْمًا ما نفشل فِي الصَّبْرِ عَلَى فِرَاقِ أَحَدُهُم وَاَلَّذِي نختلق الْأَعْذَار لِأَجْل لِقَاء خَاطِف يجمعنا بِه ، أَوْ سَلَامُ عَابِر أَوْ رُبَّمَا بِضْع كَلِمَات يُعدن إلَيْنَا التَّوازُن ، ونظل نَشْتَاق بِقَدْر خَوْفِنَا مِنْ تَعَلُّقُنَا بتفاصيله ، وبكامل الطُّمَأْنِينَة نُفْرِد أَشْرَعَه الِاحْتِوَاء لنلملم ما تناثر مِن لَحَظَات قَدْ لَا نَسْتَطِيعُ اِقْتِلاعُهَا مِنْ فَكِّ الْأَقْدَار مَرَّةً أُخْرَى فَنَظَلّ قابضين عَلَيْهَا بِكُلٍّ الْحَبّ وَالِانْتِمَاء . .