بقلم :: محمد بعيو
خلال 18 شهراً من دخولهم طرابلس استطاع السراج ومجلسه الفاشل أن يُهدر مئات ملايين الدينارات والدولارات دون حسيب ولا رقيب، وأن يؤدي مئات الرحلات الخارجية الاستعراضية، وأن يستقبل عبر مطار معيتيقة المتخلف الزائرين الأجانب وزراء وسفراء ومبعوثين وجواسيس، وأن يشكل بالمخالفة للقانون إدارات مؤسسات كبرى لا لشيء إلا لينهبها المستشارون والمساعدون الفاسدون، وأن ينشيء حرس الناكوع الرئاسي القمرتي التونسي، وأن يكلف أغراراً جهلة بمهام وزراء يسرقون ويُفسدون علناً وفي وضح النهار، وأن يستدعي الأرمادا البحرية الإيطالية إلى شواطئنا لأول مرة منذ 75 سنة، وأن يعتمد ترتيبات مالية غير شرعية يستخدمها غطاءً للإنفاق العام بديلاً من ميزانية عجز عن إقرارها مجلس عقيلة الفاشل المنقسم المتوزع بين فنادق تونس والقاهرة، وأن يزيد انقسام المؤسسات وتقسيم البلاد..وأن وأن وأن.
استطاع السراج ومجلسه الرئاسي الفاشل أشياء كثيرة جميعها فساد وعفن وخراب، لكنه لم يستطع فتح مركز شرطة واحد في طرابلس المنكوبة، ولا توفير حقنة كيمياوي لمريض سرطان {عافاكم الله}، ولا أن يضمن انتظام توفر تعطيمات الأطفال ولقاحاتهم، ولا أن يحمي مواطناً بريئاً في طرابلس من الخطف والقتل متى شاءت الميليشيات والعصابات المجرمة أن تفعل به ذلك، ولا أن يحمي الدينار ليس بالنار بل بالاستقرار في البلاد وتنشيط الاقتصاد، ولا استطاع حماية العاصمة الكئيبة من زحف القمامة والأوبئة، ناهيك عن الكهرباء والماء والمستلزمات التعليمية والصحية، ولا ولم ولن وألف أداة نفي لا تكفي لوصف ما عجز عنه هذا الرئاسي الذي من العيب وصفه بالفاشل بينما الخائن هو الوصف الوحيد الذي قد يرقى إلى توصيف أدائه وخصاله ومدخلات ومخرجات أعماله وأفعاله.
فيا محامو الشيطان، يا من تتهمونني بالتحامل على فائزكم الأبله ومجلسه الدنيء، هل لديكم دفوع في مواجهة هذه الحقائق الساطعة والبراهين الدامغة غير العواء والهراء، أو الصمت إن كانت فيكم بقيةٌ من حياء.