فسانيا /بشير صالح:
تشهد مدينة سبها في الفترة الأخيرة انتشارا للعيادات الخاصة والمختبرات الطبية وهو أمر إيجابي للرقي بالخدمات الطبية ، غير أن مخلفاتها تشكل خطراً على صحة الإنسان والبيئة إذا أسيئ التصرف فيها .
ويؤكد مختصون طبيون أن إلقائها بالقرب من الأحياء السكنية والمؤسسات التعليمية، تنقل الأمراض عن طريق عبث الأطفال بها أونقل الكائنات الحية لها أو حتى حرقها ،و قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض معدية وقاتلة.
وأوضح عبد الكريم أبو ستة رئيس وحدة مكافحة العدوى بمصرف الدم المركزي لــ”فسانيا” أنهم يفصلون المخلفات الطبية عن المخلفات العامة حين التخلص منها.
القوانين الدولية
وقال ” نتعامل مع المخلفات الطبية وفقا للألوان الدولية المتعارف عليها، اللون الأسود للمخلفات العامة واللون الأصفر للمخلفات المعدية وهذه أكثر الألوان التي نستعملها وهناك ألوان أخرى منها اللون الرصاصي للمعادن الثقيلة واللون البني أو الأخضر للنفايات السامة ”
وأوضح أن أخطر المخلفات الطبية هي الأنسجة البشرية ومخلفات المختبرات الطبية التي يمكن أن تتعرض لها القطط والحيوانات الموجودة في الشوارع ناهيك عن الرائحة المنبعث منها ”
وتابع “وهذه المخلفات تكون بيئة ملائمة لنمو انتشار الميكروبات والفيروسات أما الأدوات الحادة فعندما تلقى في الشوارع فهي تشكل خطرا على السكان وتكون سببا لنقل الأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي ” .
وأضاف أبو ستة “نحن نقوم بإضافة مادة الهابيو كلورايت تركيز 0.5% لوحدات الدم سواء إن كانت منتهية الصلاحية أو مصابة، والأنابيب تعامل بنفس الطريقة وهذا يسمى التعقيم الكيميائي “.
وأوضح ” بعد طريقة التعقيم تكون المخلفات الطبية غير ضارة ، ولا تشكل أي خطر حتى في حال حرقها و يتم تسليمها إلى إدارة الخدمات الطبية سبها والتي بدورها تسلمها إلى شركة النظافة العامة للتخلص منها ”
وفي اتصال هاتفي مع المهندس مجدي الغالي مدير مصرف الدم سبها والذي تحدث لــ”فسانيا” نحن نقوم بتسلم المخلفات الطبية إلى إدارة الخدمات الطبية سبها بعد أن نقوم بمعالجتها كيميائيا ”
وتابع الغالي ” وبعد المعالجة فإن هذه المواد تكون آمنة ولا تشكل أي خطر على صحة المواطن ، ومن ثم تقوم إدارة الخدمات الطبية بتسليم المخلفات إلى شركة النظافة العامة ليتم حرقها في المحرقة العامة للمدينة ”
إصابة طالب
ومن جهته أوضح مدير إحدى المؤسسات التعليمة بالقرضة “أن هناك من يقوم برمي مخلفات طبية بالقرب من المدارس، وفي الفترة الماضية وَجدتُ طلبة الفترة المسائية يلعبون أمام المدراس و بأيدهم إبر طبية ”
وتابع ” عندما سألتهم من أين حصلتم عليها أخبروني أنهم وجدوها بالقرب من صندوق القمامة الموجود بالقرب من مدرستهم، وبعدها بأيام اكتشفنا أن أحد الطلبة يعاني من حساسية ”
وأوضح أحد أولياء أمور الطلبة ” أن ابنه كان يعاني من حساسية و بعد الكشف عليه من قبل أخصائي جلدية اتضح أن الحساسية التي يعاني منها نتيجة العبث بالمخالفات الطبية التي كانت ملقاة بالقرب من المدرسة “.
ومن جهته أوضح “ميلاد علي “أحد سكان مدينة سبها لــ”فسانيا ” هناك بعض المختبرات والعيادات -سامحهم الله- يقومون برمي مخلفاتهم الطبية في صناديق القمامة الموجودة بالشوارع وسط الأحياء السكنية ”
وتابع “نتمنى من وزارة الصحة وجهاز الحرس البلدي والتفتيش الصحي متابعة هذا الأمر لما فيه من خطورة على حياة السكان لأنه مصدر للأمراض وانتقال العدوى وانتشارها بين المواطنين ”
وأوضح” محمد العباسي رئيس قسم الفيروسات بالمختبر المرجعي سبها ” نحن نتخلص من المخلفات الطبية عن طريق رميها في أكياس القمامة العادية ولا توجد لدينا أي طريقة أخرى ”
وأوضح علي عبد الله المهدي أخصائي رعاية صحية :” هناك أخطار تنجم عن رمي المخلفات الطبية في الصناديق العامة أولاً على العاملين بالنظافة والخطر الثاني على المواطنين في حالة العبث بهذه المواد “.
وتابع “هناك غازات سامة وخطيرة جدا في حال حرق هذه المواد في المحارق العامة دون المعالجة وهناك أمراض مختلطة تنقلها الحيوانات مثل القطط وأغلب هذه الأمراض طفيلية وأمراض الأكياس المائية ” .
وأوضح ” المهدي ” أن مادة (الديوكسين) التي تنبعث من حرق النفايات في المكبات وصناديق القمامة سامة وتسبب السرطان .
وقالت الدكتورة صفاء الغرياني، المسؤولة عن المخلفات الطبية بالوزارة :”وضعنا خطة بخصوص المخلفات الطبية وشكلت لجنة وطنية على مستوى ليبيا بحيث تكون هناك أربع فرق ،المنطقة الشرقية و الوسطى والغربية والجنوبية”.
وتابع ” نسبة الإنجاز وصلت إلى 80 % حسب المعايير البيئية لمنظمة الصحة العالمية، وتم رصد ميزانية لتنفيذ المشروع للمحافظة على سلامة المواطن والبيئة بالابتعاد عن عملية الحرق .